ذات مرة استوقفت تاكسي وأثناء توصيلي سمعت السائق يتحدث مع شخص فى التليفون حيث أتضح بعد الاستماع لتفاصيل المكالمة أن هذا الشخص هو زوجته قال لها قطعي الثوم ثم حمريه فى طاسه ثم ضعيه فى حلة الملوخية وقلبيهم ، ثم قال لها : (ادينى احمد أكلمة ) حيث أتضح أيضا انه ابنه قال له : (عملت الواجب .. طب كويس شوف فكر فى حاجة نعملها مع بعض لما ارجع البيت ).
وبعد انتهاء حديثه في التليفون أردت ان أعرف مؤهلاته التي جعلته يصف طريقة إعداد الطبخة ، فسألته ، وعرفت انه حاصل على الإعدادية وكان يريد ان يبنى أسرة قائمة على الحب والمشاركة صالحة تنفع المجتمع .
قد نرى كثيراً من الأباء والأمهات حاصلين على أعلى الشهادات لكنهم لا يستطيعون أن يديروا بيتاً وذلك لعدم وضع أساسات راسخة يتم البناء عليها منها القيم والمبادىء والأخلاق التي لم نعد نراها إلا فى الكتب وهذا يرجع الى ما نتلقاه من وسائل الإعلام وبصفة خاصة التلفزيون .
حيث نرى ما يتم تقديمه فى الدراما التلفزيونية والسينما المصرية هو إسفاف واستخفاف بعقول المشاهدين دون مراعاة لسنهم وثقافاتهم ليس ذلك فقط وإنما نراه أيضاً فى قنوات الأطفال التي تعرض أفلام كرتون تحث على العنف وليس بناء مفاهيم تبنى عقول الأطفال ، فهنيئاً لهذا السائق الذي ما زال يغرس فى أسرته مفاهيم اعتقد البعض أنها اندثرت .
ساحة النقاش