فاطيما هى مدرية الحيوانت الأليفة فى السيرك بتقدم فقرة أبطالها مجموعة كلاب غاية فى الجمال و الرقة و خفة الدم ، وواضح كمان أنهم فى غاية الذكاء و الفقرة دى من أظرف فقرات السيرك .
فاطيما هى بنت الكابتن روما فى أولى صحافة وإعلام رغم كده بتقول انه حياتها هى السيرك و انها مش ممكن تتخيل عملها فى أى مجال تانى و لأن التعليم شئ أساسى عند بابا روما و مش ممكن حد ما يتعلمش و ما يكنش متفوق فضلت دراسة مجال الصحافة و الاعلام ، فاطيما فى طبيعتها بنوته هادية ورقيقة جدا و خجولة كمان لدرجة الخجل من أن صورتها تظهر على الانترنت ولان كمان بابا مانع ده علشان كده كان لازم عمل تغيرات كبيرة لصوره فاطيما الخاصة باليوميات .
فاطيما بتقول انه تدريب الكلاب أخد منها وقت 3 شهور أما اغرب المواقف انه الكلاب مجرد بتتجهز العدة ورا الستارة بتجرى الكلاب بسرعة و تطلع فوقها كما لوكان العرض بدأ من غير ما حد يقولها
أما أظرف المواقف انه الكلب فى نهاية العرض فاجئ فاطيما و الناس ورفع إيدية لفوق من غير ما حد يطلب منه و بعد كده بقت لازمه عند الكلب فى نهاية كل عرض و لكن فاطيما مندهشة من تصرف الكلب و مش عارفه السبب فى ده .
الحقيقة السبب بسيط و علمى ملخصة كلمة واحدة بس هى " المحاكاة " و المحاكاة معناها التقليد بمعنى انه الحيوان عنده قدرة المحاكاة زى ما هى موجودة عند الانسان ولكن على قدر قدرة الحيوان المحدودة و لان فاطيما نهاية كل عرض بترفع ايديها تحيى الجمهور بدأ الكلب يلاحظ تكرار الحركة و لان فاطيما بالنسبة للكلب هى المدرب و هى الاقرب و هى كمان القدوة فقام بتقليد فاطيما .
إذا كان الكلب إعتبر فاطيما قدوته و أوجد حركة ظريفة فى العرض من غير ما فاطيما تطلب منه تفتكرو لو طبقنا ده على المجتمع مش هنفهم ليه حالة الانهيار الفكرى و الخلقى و الابداعى و الابتكارى عند غالبية شباب مصر حاليا !
تفتكرو ليه ؟ لانه الشباب ببساطه أفتقد القدوة فى جميع المجالات و لان فكرة المثل الأعلى انهارت فانهارات معاها اغلب القيم الانسانيه و كلمات دايما تسمعها ” مفيش حد عدل ” ” الكل غلط جت عليا أنا ” ” الكل بيعمل كده ” ” الكل بيقبض و بياخد أشمعنه أنا ” و هكذا كلام تشعر معاه انه السيئ هو الطبيعى لغياب القدوة .
يا ريتها جت على قد كده ده القدوة كمان اتغيرت بعد ما كانت القدوة امام الدعاة الشعراوى أو طه حسين فى الادب و أم كلثوم و عبد الوهاب فى الفن القدوة بقت عبده موته و اللمبى و صافى و غيره و غيره قدوة أدت لانهيار الاخلاق و الثقافة و أوجدت فى المجتمع ثقافة العشوائيات فبدل ما كانت محصورة فى العشوائيات نقلتها و عممتها على باقى المجتمع و بقت هى الثقافة العامة دلوقتى و من لغة مبتذله لعنف و ادمان و انحلال و جهل نعيش فى مجتمعنا .
أكيد لو وجدت القدوة السليمة اللى يقلدها الشباب هتتغير أحوالهم و تظهر معاها انتمائهم و ابداعاتهم زى ما كلب فاطيما كده أبدع علشان لاقى قدوته و لاقى اللى يرعاه .