جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اليومية الأولى " الأسر طوعاً "
من سنين طويلة فرضت عليا الاقدار دخول السيرك المفروض انى دخلته علشان ابتسم ولكن الحقيقة إنى خرجت كارهة السيرك ، كارهة صوت لسعة الكرباج على جسم الاسد " الملك اللى اصبح أسير" و كارهه الوحشية من الانسان تجاه الوحوش ، ما كانش بس العنف مع الحيوانات بل كانت فقرة البلياتشو فقره مش بس ساخره لكن مهينة بشكل مستفز لانهم بيقدموا الابتسامة بالتمادى فى اهانة لاعبين البلياتشو اهانة تخلى الناس تضحك لكن ضحك رخيص .
فعلا كنت حزينة لانى شايفة ملك أسير ذليل و بلياتشو حزين مُهان و إن كأن الاسد أسير علشان قطعة لحم فالبلياتشو أسير علشان اجر لاكل عيشه حياة عنيفة وقاسية و مميته.
و هنا خرجت بسأل نفسى سؤال هل لازم إضحاك الناس يكون بأسر الحيوان الحُر و إهانة كرامة الانسان ؟
حقيقى إن كان فليذهب السيرك وأسره و وحشيته و ذُله إلى الجحيم
و بعد 20 سنة فرضت عليا الاقدار تانى دخول السيرك على سبيل المجاملة لأنسان من أعز الأصدقاء للكابتن روما اليمانى و هو كابتن عماد يوسف بعد كلامه الكثير عن فن صديقه الكابتن روما و أسرته و إنبهاره بفنهم
و قررت فعلا دخول العرض بس المره دى لقيت شئ مختلف تماما ما شفتوش قبل كده لأنى ما شفتش مُروض فى عينيه شراسة ولا سمعت صوت لسعة الكرباج و لا سمعت صوت صرخة المروض للأسد ولكن شفت انسان بيعامل حيوان كطفل بمنتهى الرحمة و الطيبة والتدليل والاغرب انه الحيوان المفترس يفهم ويستوعب ده ويبادل غيره الحب بالحب شئ غريب فعلا
أما فقرة البلياتشو ما كانش فيها الإسلوب المهين اللى شفته قبل كده كانت الفقرة معتمده على ذكاء ومهارة البلياتشو الحركية حتى الاسلوب الساخر راقى علشان كده ما كانش فى شئ جارح او مهين لكرامة الانسان .
و هنا للمرة التانية أخرج و انا فى نفسى سؤال تانى
هل يا ترى الاخلاق و الرحمة و الطيبة و الحنية دى ممكن تخلى حد إنسان او حتى حيوان مفترس يقبل الأسر طوعا عن الحرية فى عالم المجهول ؟
ممكن الانسان يكون أسير لمكان أو فكرة أو عمل أو شخص طوعاً نتيجة حبه له و قناعته به و يلاقى فى هذا الاسر قمة السعادة و الحرية ؟
و ممكن الانسان يعيش بمطلق حريته فى عالم متوحش غابت عنه الرحمه و المبادئ و القيم و المثل العليا و يواجه بشر أشرس من الوحوش المفترسة و تكون نتيجة كل ده أنه يشعر أنه فى سجن كبير ؟
أسئلة كثير تبدو غريبة ولكنها واقعية جدا و من واقع الحياة لان الحياة سيرك كبير و لان اليوميات مصوره ورغم الصور الكثير جدا اللى صورتها داخل السيرك ما لقيتش صوره تعبر عن المفهوم ده " الأسر طوعا ً " إلا صوره واحدة على صفحة محمد اليمانى الشخصية على الفيس بوك الحقيقة كانت معبره جدا و هو محبوس فى قفص واحد مع الاسد
و هنا الاسد أسير لمحمد و محمد أسير للاسد ورغم كده ما حدش فيهم متضرر من هذا الاسر لانه ببساطة الاسد نايم على رجل محمد كما لو كان طفل صغير و محمد مطمئن لوجوده مع الاسد دون سلاح يحميه يعنى الاثنين أسرى برضاهم دون إكراه .
حقيقة الاسر مش دايما نوع من أنواع العذاب و لا الحرية دايما مصدر سعادة المهم انت أسير لايه و بتمارس الحرية ازاى
مجلة أنين وطن - بقلم نانى محسن عبد السلام
