حرب ضد الفساد تتحول الى فيلم من أفلام السينما تجارية
فكرت كثيرا قبل كتابة تلك الكلمات التى لا استطيع ان أسميها مقالا فلست من محترفى العمل الصحفى و لكنه عمل قادتنى له الاقدار ربما أيضا حبى للكتابة و عملى الوظيفى فى هذا السياق و لكنى لم و لن أحترفه فانا فقط هاوية و رغم حبى له الا انه لم ينسينى يوما مهنتى الاصلية كأخصائى نظم معلومات يعرف قيمة البيانات التى نحولها الى معلومة تفيد صانعى القرار كذلك لم ينسينى و دراستى الاصلية فى الخدمة الاجتماعية ، دراسة لم أرغم عليها بل عشقتها فصارت فى دمى فكم عشقت فهم الظواهر الاجتماعية و محاولة البحث عن حلول لها حقا انها مهنة البحث عن حلول المتاعب و ليس المتاعب فقط .
و رغم مجالات العمل المتنوعة و المتشعبة الا انى لم أعشق قط السينما التجارية التى تحاول دوما تحقيق الربح المادى من خلال أفلام هابطة تهبط بالفكر و الذوق العام و تقدم أسؤ صورة عن مجتمعنا المصرى فدائما مفراداتها الراقصة و الرجل اللعوب و كئوس الخمر و الزيجات السرية و كأنها للعالم تقول هذه مصر .
بنفس المفردات اليوم نجد النزاع فى مجال محاربة الفساد بالاسكان ببورسعيد يأخذ هذا المنحنى الذى تناول شخص الاستاذ هيثم وجيه طويلة منسق عام رابطة متضررى اسكان بورسعيد فتظهر شخصيات تقول أن هدفها الصالح العام و إرضاء الله و الوطن توجه له من الاتهام ما تعجز يدى عن إعادة ذكره ثم يستطرد أحدهم ليطرح وثائق زواج لسيدات ليظهر شخصية هيثم وجيه وكأنه بطل لفيلم تجارى ثم يقوم بعدها هيثم وجيه بإيضاح الامر من خلال ذكر سيرة حياته التى لم يوفق فيها فى ارتباطه ولكن تسير الاقدار بأن يوفقه الله فى حياته و يهبه اربعة بنات و يعيش حياة مستقرة .
البداية كانت لمحاربة الفساد فى ملف الاسكان و المتسببين فيه و لكن مع تأزم الموقف و ضياع الجهود و الحقوق و الوصول الى طريق مسدود يقوم الاستاذ هيثم بنشر بعض مما لدية من وثائق و يعلوا صوت طبول الحرب و يعلن عن نيته فى نشر وثائق جديدة فيظهر الرجل الصالح أو السيدة الصالحة فى أخر لحظة ليكشف للمجتمع كل شئ حرصا على الدين و الوطن فأى فيلم هذا !!!!!
السؤال هنا هل من كان يملك تلك الحقائق الخطيرة التى توغز ضميرة لم يدفعه ضميرة لذكرها الا الان مع احتدام الموقف فى ملف الاسكان فقرر الان كشف النقاب عن شخصية هيثم وجيه ، و لكن الاجابة انها اليات لعبة الحرب و لعبة الكروت و الالغام .
السؤال الثانى فى وسط يقظة الضمير التى انتابت هؤلاء فجأة ما حال ضمائرهم حيال تناول سيدات أصبح لهن أسرهن و حياتهن بهذا الشكل فهل اصابت ضمائرهم إغمائه مفاجئة .
السؤال الثالث كم حالة طلاق فى مصر ؟؟؟ فهيثم وجيه ليس الا واحد من ابناء جيله الذى تفوق على الاجيال السابقة له فى احصائيات الطلاق التى تأتى بسبب أسباب عديدة ما بين اقتصادى و اجتماعى وربما فكرى وثقافى ولكنها لم تكن سوى مرحله استطاع هو تجاوزها و استقرت الامور بعد ذلك فى زيجته الاخيرة .
السؤال الرابع من سيتم تشويههم فى المرحلة المقبلة من الدوائر المحيطة بهيثم وجيه طويلة فما حدث رسالة واضحة جدا للجميع بأن من يقترب سيتم تشويهه و من المفترض أن اى انسان طبيعى رجل أو سيدة لا يحب ان يتم التشهير به فيقوم الجميع بالانسحاب فارين من هول ما يحدث و لكن السؤال الاهم ان كان كذلك فما الجديد بعد ثورتين ؟؟؟
و عندما أرجع بالذاكرة اتذكر معاملة بدت جافة من الاستاذ هيثم وجيه وابتعاد ملحوظ عن أصدقائة ربما جعلنى يوما أقرر الخروج من صفحة استاذ هيثم وجيه فربما ارتكبت حماقة ما او أسأت له فى شئ وبدلا من أن يعاتبنى فيه يكون هذا الجفاء و التعالى و لكن عندما تقرر أن تسأل و تلح فى السؤال عما ارتكبته تكون الاجابة من الاستاذ هيثم وجيه لانى أخاف على أصدقائى من التشويه بسببى فى حرب تستخدم فيها كل الاسلحة بلا رحمة .
إذن توقع الاستاذ هيثم وجيه هذا و قرر الابتعاد عن أصدقائه وقررنا نحن كأصدقائه الاستمرار معه ليس من أجل هيثم وجيه كشخص نكن له كل التقدير والاحترام ولكن رفضاً لكل ما رفضناه سلفاً فى عهد مبارك و مرسى و سنرفضه فى كل عهد و الان و أنا أكتب تلك الكلمات أتذكر أبيات شعر لابى قاسم الشابى .
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
و لا بد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثرت
إذن انها ارادة شعب و ليست ارادة سلطة فإذا قرر المصريين يوما إعادة أمجاد وطنهم فيجب أن تتحقق ارادتهم أولا فى التخلص من كل فساد و فاسد فيكون المجتمع طارد للفاسدين مراقبا للسلطة التى يجب أن تنصاع الى ارادة الشعب اما نحن الى الان لازلنا فى انتظار التطهير من السلطة للكثيرين من الشعب فيصبح كل ذو منصب كرة تتقاذفها الايدى من فاسد لفاسد يضللوه كلا وفق مصالحة و أهوائه و لك و لنا الله يا مصر
و سؤالى الاخير متى يطبق كل مصرى مبدأ الشعب اليابانى بعد هزيمة هروشيما و نجازاكى وانتحار الكثيرين منهم لشعورهم بالعار و التقصير فى حق اليابان لقد اتخذو جميعهم كشعب قرار واحد من خمسة كلمات " الحياة بشرف أو الموت بشرف " ؟؟؟