أمهات فى الشارع

فى عيد الام إعتاد الجميع على تكريم الامهات المثاليات اللواتى ربين أبنائهن ربما كن شخصيات معروفات او أمهات شهداء أو فقدن أزواجهن و لكن هذه المرة قررنا النزول إلى الشارع دون مسابقات أو قصص مؤثرة أو حتى معرفة مٌسبقة بهن ، قررنا النزول إلى الشارع حيث نجد من الامهات اللاتى لم يسرقن أو يمتهن مهنه تخالف الشرع و العرف و القانون بل يكافحن من أجل لقمة العيش سواء ليعولوا أنفسهن أو لتربية أبنائهن .

و هنا كان من الضرورى أن نعرض لكم حالات لمكافحات حقيقيات و لسن متسولات فكثيرا من النساء إعتدن التسول تحت مظلة بيع المناديل و عند البحث عنهن نجد انهن ليسوا من محافظة بورسعيد وربما يعودوا فى الاجازات إلى بلادهن فى ابهى الثياب و كأنها سيدة أخرى غير التى كانت تتسول و هذا من مشاهدات عينية للكثيرين من الاهالى بالمحافظة .

الحالة التى سنعرضها ليست هى الحالة الوحيدة و لكنها الحالة الوحيدة التى قبلت الظهور ورحبت بعرض حالتها و تصويرها الا ان باقى الحالات رفضن هذا تماما منهن من روت قصتها و منهن من احجمت عن ذكر اى شئ عنها و سنعرض عليكم تلك الحالات ربما تغير شئ من واقعهن أو واقع مجتمع نعيش فيه .

الحالة الاولى

هى الحاجة بهية سيدة مسنة مطلقة تحصل على معاش مطلقة و هو لا يتجاوز 300 جنية أبنائها متزوجين و لكنها هى من تتحمل مسئولية الانفاق على نفسها فلا أحد يعولها تعيش فى شقة صغيرة جدا غرفة وصالة ونظرا لحاجة الابن إلى تلك الغرفة التى يضع بها أثاث يخصه بعد انفصاله فهى تعيش فى الصالة .

السيدة مريضه تعانى من نزيف متكرر بالانف منذ سنوات تحتاج معه الى الدخول الى المستشفى و عمل نقل دم ثم تخرج بعد تحسن حالاتها و نظرا لتلك الحالة فهى تحتاج الى ما يقرب من 50 جنيه اسبوعى و هى تكلفة العلاج الذى تتناوله لحالتها و ما يتبقى لا يكفى لكى تعيش منه لذا اضطرت ان تبيع المناديل فهى تجلس يوميا لبيع المناديل من الصباح الباكر و حتى موعد انصراف العاملين من الشارع الذى تجلس فيه و لكن على حد قولها " ليست كل الايام استطيع أن أنزل فيها للعمل خاصة ايام البرد و العواصف الرملية نظرا لكبر سنى و حالتى الصحية " .

و عند سؤال الحالة ماذا تريدين من الدولة ؟ فأجابت :

" هذا هو حالى ممكن احتاج ايه شوفوا انتم ممكن احتاج ايه مش عارفه اقول ايه "

الحالة الثانية :

حالة لسيدة تجلس هى و أطفالها على أحد أرصفة المصالح الحكومية لبيع البسكويت و عمل الشاى للبائعين و الماره فى هذا الشارع توفى زوجها منذ سنوات و لديها أطفال أيتام و عند سؤالها عن سبب هذا الحال قالت إن ابنائها لهم حقوق عند أعمامهم و لكنهم منعوا الابناء من هذا الحق فلم تجد لها ملجأ سوى هذا العمل لتربية أبنائها من مال حلال و رغم هذا رفضت الظهور أو الافصاح عن هويتها خوفا من أعمام الابناء لانهم سيعتبرون أنها بذلك تسيئ لهم و هى لا تريدهم أن يعرفوا شئ عن هذا .

حالات كثيرة رفضت ذكر أى شئ عنها ولكنها تعمل ليل نهار تجلس فى مكان معروف تبيع المناديل يعيشون على ارض بورسعيد و من أبنائها و ليسوا متسولين أغراب .

و إن كانت الحاجة بهية لا تعرف ماذا تقول او تطلب من الحكومة فنحن نطلب الاتى :

  1. النظر بعين الواقع الى المعاشات الصغيرة مثل معاش السادات و غيره من الدخول المنعدمة خاصة اذا كان أصحابها من النساء فكيف لاسرة أو حتى فرد أن يعيش بهذا الدخل و نطلب منه ألا يقوم بعمل مخالف للقانون فما نطلبه توفير دخل يكفل حياة كريمة لهؤلاء .
  2. توفير الرعاية الصحية اللازمة على نفقة الدولة لمن لا دخل لهم يمكنهم من تدبير احتياجاتهم الدوائية و الطبية .
  3. إعادة المشروعات الحرفية للمرأة كالأسر المنتجة لكى نضمن لنساء مصر الفقيرات أعمال حرفية بسيطة و متاجر تسويق لها سواء كانت سلع غذائية او ملابس او حُلى بما يعود بالنفع على المرأة و الدولة أيضا .
  4. قيام وزارة الشئون الاجتماعية بدورها الاجتماعى داخل المحافظات لبحث تلك الحالات و العمل فى ضؤ تلك الدراسات و لا يقتصر دورها على متابعة الجمعيات الخيرية التى لا يلتزم كثيرا منها بالمواثيق الاخلاقية للعمل الاجتماعى .
  5. إقامة نوادى ترفيهية للمرأة خاصة فى المستويات الفقيرة لعمل التوعية و التثقيف اللازم و لكى تجد متنفس لاولادها ليمارسوا اللعب و الترفيه و اكتشاف مواهبهم بحيث يكون الالتحاق بتلك النوادى من خلال بحث اجتماعى لغير القادرين و دون أى رسوم لاشتراك النادى أو ما يقدم من خلاله .
  6. و ختاما إن كنا نعانى من البلطجة و الانحراف فى مجتمعنا فلنغلق روافد الانحراف أولا قبل اللوم على المنحرف و ان كان هذا كله لا يعفيه من العقاب القانونى .

و كل عام و أمهات مصر بخير و سعادة و سلام

 

aneenwatan4u

مجلة أنين وطن - بقلم نانى محسن عبد السلام

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 582 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2014 بواسطة aneenwatan4u

مجلة أنين وطن

aneenwatan4u
مجلة تهتم بمعاناة الانسان المصرى المجلة بعيدة تماما عن النشاط السياسى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

69,486

معنى الوطن

 

Large_1238366701

 

Large_1238366704