منتسوري
شخصية قوية تمتاز بسعة وعمق الفكر إلى جانب حركة نشطة مؤثرة وصلت بصماتها شرق وغرب العالم في أقل من نصف قرن. تأثرت ماريا بأفكار روسو الذي طالب بعودة الطفل إلى أحضان الطبيعة فناصرت فكرة تربية الطفل وفق ميوله وقامت بعمل إبداعي إجرائي لتنمية الطفل روحياً وفكرياً وحركياً عبر مجموعة أنشطة تلبي حاجاته وتنمي إمكانياته داخل مؤسسات متخصصة طبقاً لمواصفات وأهداف تعليمية معينة (Parkay & Stanford, 2001, P. 109). آلاف من مؤسسات رياض الأطفال إلى اليوم وفي دول كثيرة تنتمي فكرياً وعملياً لفلسفة ماريا في طرق التعليم الخاصة بتنمية الأطفال وآلاف الجامعات تدرس فكرها التربوي الخصب.

ولدت ماريا منتسوري
في إيطاليا مدينة شيارافال Chiaravalle لأسرة محافظة ولكنها دخلت كلية
الطب بجامعة روما University of Rome وخالفت التقاليد وتخصصت فيما بعد في دراسة أمراض الأطفال ومشاكل ضعاف العقول. تخرجت عام 1894م وعملت في التدريس في جامعة روما فاهتمت بالأنثروبولوجيا anthropology وطرائق التعليم pedagogy كما عملت طبيبة مساعدة في مستشفى الأمراض العقلية مما جذبها إلى دراسة الأطفال أصحاب المصاعب العقلية ونجحت في تأسيس مدرسة ترعى ضعاف العقول واكتشفت أن لهم قابلية للتعلم الجيد. لاحظت لاحقاً أن الطرق التقليدية في التدريس من أهم أسباب ظهور التأخر الدراسي.
بثت ماريا منهجها وعصارة تجاربها في مجموعة من كتبها مثل:
منهج منتسوري  (The Montessori Method, 1912). 
طريقة منتسوري المتقدمة (Method 1917-18 The Advanced Montessori). 
سر الطفولة (The Secret of Childhood 1936). 
التربية لعالم جديد (Education for a New World 1946).
من أجل تربية القدرات الإنسانية (To Educate the Human Potential 1948).
اكتشاف الطفل (The Discovery of the child).
العقل المستوعب (The Absorbent Mind, 1949).
تتابعت قصص نجاح مدارس منتسوري
فقامت في أربعين سنة بنشر خبراتها في العديد من الدول وأشرفت على تأسيس برامج إعداد وتدريب المعلمين وخلال هذه الفترة ترجمت كتبها إلى جميع اللغات العالمية الهامة. . كانت محاضراتها في دول فقيرة وغنية فحاضرت في أوربا وأمريكا وفي الهند وسري لانكا وأسبانيا ثم استقرت ماريا في هولندا حيث توفيت سنة 1952 م.
فلسفة تعليم المونتيسوري تؤمن بان التعليم يجب أن يكون فعال و داعم وموجه لطبيعة الطفل .
كما إن طبيعة الطفل ليست بناء نظري , بل قام على أساس ملاحظة مونتيسوري لتفاصيل الطفل:
بان الطفل فضولي ديناميكي , لديه الميول لمعرفة العالم من حوله , لذا تجد إن فصول المونتيسوري تحوي أدوات معدة خصيصا لملائمة احتياجات الطفل.
يتعرف الطفل على العالم من حوله من خلال حواسه:
, لذا نجد أن منهج الركن الحسي في فصول المونتيسوري مزود بأدوات تساعد الطفل على تنمية وصقل حواسه كذلك تساعده في دفع عملية التعلم والاكتشاف لديه .
يتعلم الطفل ذاتيا :

يبني الطفل معرفته من خلال الاحتكاك والتفاعل الجسدي مع البيئة وبذلك يكون الصور الذهنية لديه التي تكون الأساس لمراحل التعليم المجرد لاحقا.
حرية الاختيار
: تؤمن فصول المونتيسوري حرية اختيار الأدوات للطفل من خلال توفير أدوات متنوعة وجذابة تلائم ميولهم يكتشف من خلالها الأطفال اهتماماتهم الشخصية التكرار: يكرر الطفل النشاط أو التمرين الواحد عدة مرات حتى يتمكن من إتقانه.
الطفل منظم: فصول المونتيسوري هادئة وآمنة ومنظمة لكي تؤمن للطفل بيئة هادئة تدعم حاجته للتركيز و التنظيم.
كما أكدت مونتيسوري بناء على ملاحظاتها أن دور المعلمة داخل الفصول يتمثل فيما يلي :
ملاحظة الطفل لتحديد اهتماماته.
إعداد البيئة الملائمة لتقابل احتياجات الطفل بناء على الملاحظات.
وفي ذلك كله نجد أن كل ما يحيط بالطفل يجب أن يكون لخدمته وملائم لاحتياجاته.
الأسس السيكولوجية التي بنيت عليها طريقة  " ماريا منتسوري " في تربية الأطفال المعاقين عقلياً :
القانون الأول :
التركيز على أهمية مخاطبة عقلية مثل هؤلاء الأطفال وأن تكون الأنشطة المقدمة في مستوى أقل من تلك التي تقدم للأطفال العاديين .
القانون الثاني :
مراعاة خصائص التطور العقلي للأطفال المعاقين عقلياً ومراعاة ميولهم . ( يجب أن تهتم التربية بالمثيرات الغنية التي تؤدي إلى إشباع خبرة الطفل إذ أن الطفل " المعاق عقلياً " يمر بلحظات نفسية يكون استعداده العقلي فيها
لتقبل المعلومات قوياً فإذا نحن تركنا هذه اللحظات تمر هباءً فمن العبث أن
نحاول إعادتها إذ يكون الوقت المناسب قد مضى ) . 
القانون الثالث : 
يجب العمل مع الطفل في الفترات التي يجد فيها الطفل نفسه ميالاً إلى إشباع ميوله .
القانون الرابع : 
إعطاء الطفل المعاق عقلياً القدر الكافي من الحرية 
طرق تطبيق الأسس السيكولوجية :
تدريبات تقدم لتأهيل الطفل المعاق عقلياً للحياة العامه العملية . تدريبات تقدم للطفل المعاق عقلياً لتربية الحواس .
تدريبات تعليمية تهدف إلى إكساب الطفل المعاق عقلياً معلومات أو خبرات أو مهارات معينة .
تعليم الكتابة للطفل المعاق عقلياً عند " ماريا منتسوري " :
تذكر "ماريا منتسوري " أنه في حالة الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم
يمكن تدريب العضلات وتشكيلها ولهذا فالمقدرة على الكتابة من الممكن أن
يتعلمها الطفل المعاق عقلياً القابل للتعلم .
وتضيف أيضاً أنه من المهم أثناء تعليم الطفل الكتابة أن نفحصه ونلاحظه وهو يكتب وليس المهم مدى صواب الكتابة في حد ذاتها .
وتعليم الحروف عند " ماريا منتسوري " يشابه تعليم الأشكال فكما أن الأطفال يتعلمون تمييز الأشكال الهندسية عن طريق اللمس أولاً ثم عن طريق النظر كذلك نجد أن " ماريا منتسوري " تنصح باتباع هذه الطريقة في تعليم الحروف فتصنع الحروف من خشب أو من ورق مقوى وبلمس الأطفال لهذه الحروف يتعلمون أسماءها الواحد بعد الآخر أثناء عملية اللمس فإذا أجاد الأطفال هذه المرحلة الأولى من التمرين فإنهم يجدون متعة كبيرة في التعرف على الحروف عن طريق اللمس ( وعيونهم مقفلة وبذلك يتعلم الأطفال الحروف عن طريق اللمس ثم ينتقلون إلى التعرف عليها عن طريق البصر ) . فتعرض عليهم الحروف مكتوبة على الورق ، وهنا تأتي المرحلة الثانية من مراحل تعلم الكتابة وهي تعلم الحروف عن طريق حاسة النظر ويتعلم الأطفال مخارج الأصوات للحروف في نفس الوقت فيتدرب الأطفال على تحليل الكلمات المنطوقة إلى أصواتها فإذا أجادوا ذلك فقد حان موعد القراءة .
تعليم القراءة للطفل المعاق عقلياً عند " ماريا منتسوري " :
 تصر " ماريا منتسوري " على عنصر الفهم في القراءة بل إنها ترفض أن تعطى اسم القراءة لأي شيء خلاف هذا وكما أن الكتابة ليست مجرد نقل الحروف والأسطر التي أمام الطفل كذلك فإن القراءة عبارة عن فهم الفكرة من الرموز المكتوبة وتبدأ دروس القراءة بأسماء الأشياء المعروفة أو الموجودة في الحجرة وهذا يسهل على الطفل عملية القراءة فهو يعرف مقدماً كيف ينطق الأصوات التي تكون الكلمة .
وخطواتها كما يلي :
يعطى الطفل بطاقة قد كتب عليها اسم الشيء فيكون عمله مقصوراً على ترجمة العلامات المكتوبة إلى أصوات فإذا قام بذلك بطريقة مناسبة فليس على المعلم إلا أن يقول " أسرع قليلاً "
فيقرأ الطفل بسرعة أكبر وتتكرر هذه العملية عدة مرات وقد لا تكون الكلمة
مفهومة لدى الطفل في باديء الأمر نظراً لتقطع مقاطعها ولكن عندما يقرأها
الطفل بالسرعة المناسبة ( تحت إشراف المعلم ) تنتقل الكلمة إلى بؤرة
الشعور مباشرة فإذا تم ذلك يضع الطفل البطاقة بجوار الشيء الذي تحمل اسمه هذه البطاقة ثم ينتقل الأطفال إلى قراءة الجمل فتكتب الجمل التي تصف
الحركات أو التي تتضمن الأوامر على قطع من الورق ويختار الأطفال من هذه القطع ويقومون بأداء ما يطلب منهم عمله فيها ويجب أن يلاحظ أن الطفل لا يقرأ هذه الجمل بصوت مرتفع فهدف القراءة الأول أن يكتشف الطفل المعاني من الرموز المكتوبة .

تعليم الحساب للطفل المعاق عقلياً عند " ماريا منتسوري " :

تستخدم "
ماريا منتسوري " في تعليم الأطفال الأعداد مايسمى بطريقة السلم الطويل
وهذه عبارة عن مجموعة من عشرة حبال طول الأول متر واحد والأخير طوله عشرة
سنتيمترات ــ يمكن أيضاً استخدام عشر مساطر خشبية بنفس أطوال الحبال ــ وتنقل الحبال في الوسط بالتدرج ثم تثبت هذه الحبال من طرفيها مكونة سلماً تسميه " ماريا منتسوري " بالسلم الطويل وتقسم الحبال أو المساطر إلى أجزاء ديسميترية ( كل مسافة عشرة سنتيمترات ) وتنقش المسافات على المساطر أو الحبال بالأزرق والأحمر على التوالي وتستخدم الحبال في تمرينات الحس لتعويد الأطفال التمييز بين الأطوال .
وإذا ما تمرن الطفل على ترتيب المساطر أو الحبال طولياً يطلب منه أن يعد الأقسام الحمراء والزرقاء مبتدئاً بالأقصر ثم يعطى أرقاماً لكل مسطرة أو حبل على سبيل التسمية فيستطيع الطفل أن يقول أن المسطرة رقم ( 1 ) تحتوي على ( ... ) وحدة من الوحدات الحمراء و ( ... ) وحدة من الوحدات الزرقاء وهكذا في باقي المساطر فيتعلم الطفل مباديء الجمع ولهذا ابتدعت " ماريا منتسوري " أجهزة مختلفة لتعليم العمليات الأربعة في الحساب بطريقة حسية يقبل عليها الأطفال بحب فيتعلمون أثناء اللعب ما يعجز عن تعليمه للتلاميذ مدرس الحساب بالطريقة التقليدية التي لا تناسب الأطفال المعاقين عقلياً ويستمر الأطفال في استخدام الأجهزة التي تعلم الحساب متدرجين من البسيط الى الصعب .
بناءً على ما تقدم يمكن تقرير المبدأ الرئيسي لطريقة " ماريا منتسوري " في أن الطفل في حالة تحول مستمرة ومكثفة سواء في جسمه أو عقله . 
وترى " ماريا منتسوري " أن السنوات من ( 3 ) إلى ( 6 ) هي مرحلة بناء الفرد . 
إذ أن هذه السنوات هي التي تنمو فيها الذاكرة والتفكير والإرادة . حيث ينهمك الطفل في هذه السنوات في بناء نفسه : فيفضل العمل على اللعب ، والنظام على الفوضى ، والهدوء على الضوضاء ، والاعتماد على النفس لا الاعتماد على الغير ، والتعاون لا المنافسة .
معنى هذا :أن مثل هذا النظام يؤسس على احترام شخصية الطفل ، فيبعده عن تأثيرات الكبار حتى ينمو نمواً أقرب إلى العادي ولهذا توجه البيئة المعدة أو المهيأة لذلك والتي توفر للطفل التعلم في جو مشبع بالهدوء والطمأنينة مع استمتاعه بقدر كبير من الحرية تعتبر ركيزة لهذا النظام .
إن أي نظام تربوي مؤسس على طريقة " ماريا منتسوري " : يعتبر الطفل مشاركاً إيجابياً في إطار بيئة أعدت خصيصاً له ، وتتاح له الفرص في تلك البيئة للتحرك واختيار الأعمال بتلقائية من شأن هذا الأسلوب أن يعمل على تنمية إمكانات الطفل فيستخدم حواسه الخمسة يستكشف بها العالم من حوله وتكون النتيجة أن كل إنجاز جديد يحرزه الطفل يمنحه إحساساً بقيمته الذاتية وهذا يؤدي إلى احترام الذات وهو الخطوة الأولى في تعلمه كيف يحترم الآخرين وحقوقهم.

وتكون عن طريق ثلاث خطوات وقد أثبتت طريقة المونتيسوري نجاحها من خلال استمراريتها على مدى 100 عام حول العالم.

سيكولوجية اللعب عند ماريا مونتيسوري

درست الطب ، وكانت تعلم الأطفال المعاقين ، وحصلت على نتائج مشجعة معهم بسبب طريقتها في تدريبهم على القراءة والكتابة ، حتى تمكنت من مساواتهم مع الاطفال العاديين ما أمكن ، ولفت نظرها القدرات المكبوتة عند الأطفال العاديين ، وهو ما حملها على الثورة واعلان شعارها (طبيعة الطفل ضد بربرية مقعد المدرسة ، ورفضت جمود الاطفال الاجباري) . ومن هنا انطلقت لتعليم الاطفال العاديين بطريقة تبتعد عن الجمود التقليدي في التلقين ، ففتحت دار للحضانة أسمتها (بيت الاطفال) يستقبل الاطفال من 3-7 سنوات ، وكانت تعتقد أن التربية تبدأ مع الولادة ، وأن السنوات القليلة الأولى من الحياة هي أكثر السنوات أهمية ، لاسهامها في تكوين الانسان جسديا وعقليا يفوق أي فترة أخرى .

لاقت طريقة مونتسوري نجاحا تدريجيا وأدركت أهمية اللعب بالنسبة للطفل ,فقامت بتصميم ألعاب تربوية لدار حضانتها لتنمية الحواس عند الطفل ، وذلك لادراكها من خلال دراستها للطب وتخصصها في الطب النفسي . وكانت تعتبر أن الحواس هي التي تنقل المؤثرات الخارجية الى الدماغ ، فتزيد من مدركات الطفل وذكائه .

وتقول: ( ان نمو الحواس هو عمل هام جدا لأن هذا النمو يسبق ويدعي الى تفتح المواهب الفكرية ورقيها ) وكانت تهدف من وراء العابها انتقال الطفل من الفهم البدائي والتدرج الى الفهم المجرد .

علمت مونتسوري الأطفال الصمت والهدوء ، وقامت باعداد حصص أسمتها درس السكوت والصمت ، وهذه هي التي أدخلتها في باب الشهرة في التربية ، والذي جعل صيتها يذاع في هذا المجال ، وقد وضعت تمارين خاصة لتنمية كل حاسة من الحواس الخمس . ولجأت الى ابتداع أدوات لتربية الحواس ، مكونة من أحد عشرة مجموعة .

ترى مونتسوري أنه من خلال اللعب أيضا يمكن تدريب الملكات العقلية على مبادئ الحساب والقراءة والكتابة ومبادئ السلوك ، واهتمت بتعليم الحركات في الكتابة قبل تنفيذها ، واستعملت حروف متحركة , وكانت تعلم الحساب من خلال عداد الخرز ومنحت الطفل الحرية المطلقة تقريبا ، وكان دور المعلمة مجرد ملاحظة الطفل وتقديم المساعدة له اذا طلب ذلك منها .

anamel-tasmaa

مدرسة أمل لبنان للصم وضعاف السمع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1312 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2013 بواسطة anamel-tasmaa

ساحة النقاش

انامل تسمع

anamel-tasmaa
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

729,450