خصائص وسمات الطفل المعوق سمعياً:
لم يكن التعرف على سمات وخصائص الطفل المعوق وليد الملاحظة والقرارات إنما تحقق منه الباحثون بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أثبتت أن لهؤلاء الأطفال العديد من القدرات العلمية والسمات الوجدانية والاجتماعية نستعرضها في ما يلي:
القدرات اللغوية:
اللغة وليدة المحاكاة والعلاقة بين الإعاقة السمعية والنمو اللغوي علاقة طردية، وبينما يواجه ذوو الإعاقة السمعية المتوسطة مشكلات في فهم الشرح والمناقشة والمحادثة وتكوين المفردات اللغوية والتفاعل الاجتماعي ،ويجد من ولد منهم أصماً مشكلات أكبر ، إذ لا يتمكن من سماع النماذج اللغوية من المحيطين به ، كما لا يتمكن من تلقي أي رد فعل أو تعزيز لفظي. هذا إلي جانب أن المعوقين سمعياً بصورة عامة يواجهون صعوبة في ضبط إيقاع الكلمات وقوتها ،وطبقتها وطريقة ومكان أخذ النفس خاصة إذا كانت الكلمات والمصطلحات والفقرات مركبة وذات مقاطع متعددة ، وهكذا يتسم المعوقون سمعياً بضعف قدراتهم اللغوية..
القدرات العقلية والمعرفية:
أثبتت مقاييس الذكاء التي أعدت خصيصاً للأطفال المعوقين سمعياً (اختبارات لا تقوم علي المفاهيم والمهارات اللغوية) أن الطفل المعوق سمعياً يتمتع بنفس نسبة ذكاء الطفل الطبيعي السمع.
وأنه وإن سارت خطوات تقدمه بصورة أبطأ واختلفت وتنوعت وسائل تعلمه إلا أنه يستطيع أن يحصِّل معرفياً على نفس القدر الذي يحصله الطفل طبيعي السمع.
القدرات الاجتماعية والمهنية :
يعاني المعوقون سمعياً العديد من مشكلات التكييف الاجتماعي والمهني لفقدانهم لأهم وسائل الاتصال الاجتماعي ألا وهي لغة الحديث، إذ يجدون صعوبة في التعبير عن الذات، وفهم الآخرين والتفاعل مع المواقف الحياتية اليومية سواء كان ذلك في مجال الأسرة أو العمل أو المحيط الاجتماعي بشكل عام، ولذا يبدو الفرد الأصم وكأنه يعيش في عزلة عن الأفراد طبيعي السمع الذين لا يستطيعون فهمه، وهم مجتمع الأكثرية الذي لا يستطيع أن يعبر بلغة الإشارة أو بلغة الأصابع، ولهذا السبب يميل المعوَّقون سمعياً إلى تكوين النوادي والتجمعات الخاصة بهم، والتي تمثل أهمية خاصة لهم، بسبب تعرض الكثير منهم لمواقف الإحباط التي تترتب على نتاج التفاعل الاجتماعي بين الأفراد طبيعيي السمع والصم، وعليه فليس من المستغرب ميل الأفراد الصم إلى المهن التي لا تتطلب الكثير من الاتصال الاجتماعي كالرسم والخياطة والنجارة والحدادة .
ومما سبق يمكن حصر أهم الصفات البارزة في شخصية الطفل الأصم :
- يتسم الطفل الأصم بمستوى ذكاء لا يختلف عن ذكاء الطفل الطبيعي السمع.
- يتسم الطفل الأصم بالميل إلى العزلة والانطواء، فلا يكون صداقات بالسهولة، وإذا كونها فهو يفضل أصدقاءه من الصم أيضاً.
- يتسم الطفل الأصم بالحركة الزائدة Hyperactive، ويرجع ذلك غالباً إلى فشله في تكوين علاقات اجتماعية أكثر منه إلى خلل عصبي.
- يتسم الطفل الأصم بضعف لغة الحديث بالرغم من التدريب، إذ هناك خلل لديه في إيقاع الكلمة، وقوتها وطبقتها، وطريقة أخذ النفس.
- يتسم الطفل الأصم الذي يشعر بحب الناس ورعايتهم له بروح ودودة متفائلة، عكس الطفل الذي لا ينال أي نوع من الرعاية ويشعر بالإهمال فهو يميل إلى العدوانية والبغض ،وهو غير ناضج اجتماعياً بدرجة كافية حيث ينسحب من المجتمع بسبب عاهته الحسية.
- إن الخوف من المستقبل هو أكثر المخاوف ظهوراً لدى الطفل الصم.
- الطفل الأصم لديه مشكلات خاصة بالسلوك مثل العدوان والسرقة والرغبة في التنكيل بالآخرين وإيقاع الإيذاء بهم.
- الطفل الأصم يظهر عجزاً واضحاً في قدرته على تحمل المسئولية.
- الطفل الأصم يميل إلى الإشباع المباشر لحاجاته . أي أن مطالبه يجب أن تلبى بسرعة. إن وجود أساليب تربوية خاصة بتعليم الطفل الأصم لا يتأتى إلا إذا أحس الطفل بالأمن، والانتماء للجماعة، والثقة بالنفس، كما أنه يحتاج إلى معلم أعدّّّ إعداداً مناسباً يبث الأمن والطمأنينة في نفسه،وهو ما يجب أن توفره له البيئة المدرسية التربوية .
<!--
نشرت فى 27 إبريل 2013
بواسطة anamel-tasmaa
انامل تسمع
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
732,845
ساحة النقاش