جلسات العلاج السمعي- الشفهي:

عادة تغطي جلسات العلاج السمعي-الشفهي النواحي الأربع التالية: السمع، اللغة، الكلام، والإدراك وقد تستمر من ساعة إلى ساعة ونصف. حيث يجب على أحد الوالدين أو كلاهما أو من يقوم بالرعاية أن يشاركوا دائما في هذه الجلسات.

وخلال جلسة العلاج السمعي-الشفهي النموذجية، يقوم الأخصائي بتقديم وعرض أمثلة للوالدين والطفل حول كيفية تطبيق بعض الأنشطة التي تقوم بتعزيز أهداف معينة، مع شرح الطرق المتعددة التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه الأنشطة في المنزل. ثم يقوم الأخصائي مباشرة بجعل الوالدة تقوم بتنفيذ مهمة معينة حتى تحصل على خبرة عملية قبل تعزيز الأهداف في المنزل.

ولذلك فإن عيادة العلاج السمعي-الشفهي تحتوي على لعب وأشياء كثيرة مما يمكن وجودها في منزل عادي، بالإضافة إلى لعب مصغرة وأشياء شبيهة بمواد حقيقية. حيث تساعد هذه اللعب الوالدين في سهولة نقل الأنشطة إلى المنزل. كما يتم تقديم اقتراحات عديدة من أجل زيادة فرص استثارة اللغة داخل المنزل. حيث يوضح الأخصائي للوالدين كيف أن الأطفال يتعلمون بطريقة أسهل وأسرع حينما يتم إشراكهم في أنشطة مرحة ومفيدة مع شخص قريب منهم. كما يتم تشجيع مشاركة باقي أفراد العائلة، والأصدقاء، والجد والجدة في بعض جلسات العلاج. كما أن زيارة بيت الطفل، أو حضانته أو روضته وتقديم دعوات للمدرسين بحضور ومراقبة جلسات العلاج، تؤدي إلى تسهيل نقل أهداف العلاج وتعزيز فرصة تعميمها في بيئات أخرى.

ومن الضروري بالنسبة للوالدين والطفل أن يشعروا بتحقيق بعض النجاح. فكلما زاد مستوى الإعاقة السمعية، كلما زادت حاجة الأخصائي إلى تزويد الوالدين بتركيبة معينة من الأهداف ليتم دمجها ضمن الأنشطة والألعاب التي يقوم بها الطفل. كما أن إرشاد الوالدين حول كيفية وضع أهداف أسبوعية ومعرفة المراحل القادية يساعدهم على تطوير مهارات طفلهم الآنية عن طريق القيام بأنشطة تكون ضمن مستوى معقول من الصعوبة. (Simser, 1996a)

ويتم تخطيط جلسات العلاج على أساس المجالات الأربعة المذكورة آنفاً وهي: السمع، اللغة، الكلام، والإدراك، مع استخدام عدة أنشطة تشمل أكثر من مجال واحد في الوقت نفسه.

تطوير مهارات السمع

وتعتبر هذه المجالات هي الأهم والتي يجب أن تحظى بعناية شديدة. حيث تتطور كل المهارات اللغوية الأخرى بناء على السمع. وحينما تبدأ عملية التدخل فإنها تغطي أولى مراحل السمع. 

مراحل المهارات السمعية:

وتشمل أربع مراحل: التقاط الصوت، التمييز، التحديد (التعريف)، والاستيعاب.. وبالنسبة للطفل الصغير، فإن المهارات الاجتماعية مثل النظر إلى العينين، والتقليد، واللعب تتطور جنباً إلى جنب مع مهارات الاستماع. ولذلك فإن هدف أخصائي العلاج السمعي-الشفهي هو الانتقال من مرحلة التقاط الصوت إلى مرحلة الاستيعاب في أسرع وقت ممكن. ويمكن تقسيم نمو المهارات السمعية إلى ثلاث مناطق يجب التركيز عليها في نفس الوقت (See Simser, 1993 for full details):

1- تحديد الفونيم (الصوت الذي يتكون من مجموعه الكلمات) الموجود في المقاطع.

2- تحديد الكلمات داخل الجملة.

3- الذاكرة السمعية (Simser, 1993)

ويمكن تعزيز السمع، باستخدام العلاج السمعي-الشفهي، من خلال التدريب على استخدام إشارات اليد التي تساعد الطفل على التركيز على الإنصات (See Estabrooks, 1993 for full details)، ويفضل كذلك استخدام طرق أخرى أكثر فاعلية مثل الجلوس بجانب الطفل بدلاً من أمامه.

ومن أجل تعزيز قدرة الطفل على الاستماع، فإنه يجب استخدام تقنيات تعزيز الصوتيات، والتي تشمل استخدام تكرار الكلمات، تغيير سرعة الحديث، والنبرة، والايقاع، وكذلك استخدام "التعزيز" الصوتي بالنسبة لمبتدئي الاستماع (Simser, 1996b) (See Apendix 2)

خلق بيئة مناسبة للإنصات:

ويعتبر ذلك من الأمور الهامة التي تساعد على تعليم الإنصات في المنزل. ويشمل ذلك:

- الاقتراب من ميكرفون جهاز السمع من جهة الأذن الأفضل سمعاً، أو الاقتراب من ميكرفون القوقعة المزروعة .

- الجلوس بجانب الطفل والتركيز على الأشياء التي يتم وضعها أمام الطفل ووالدته.

- التقليل من الضوضاء المحيطة إلى أدنى حد ممكن.

- استخدام اللغة المنطوقة الغنية بالصفات فوق الصوتية (مثل تغيير نبرة الصوت ، وإبطاء إيقاع الكلمات، ونطق الكلمات الهامة بشكل أوضح من غيرها)، مع زيادة التكرار، والتركيز في البداية على الكلمات الغنية بأحرف العلة والمد (المد بالألف والياء والواو) التي تقع في مجال الذبذبات المنخفضة والمتوسطة التي تعتبر أسهل للسمع، مع استخدام جمل بسيطة وذات معنى تتكون من كلمتين إلى ثلاث.

- التلميح للطفل بأن يستمع وذلك بالإشارة إلى الأذن من أجل تنبيه الطفل للاستماع إلى الرسالة الصوتية وغيرها من الأصوات الموجودة في البيئة المحيطة (مثل الطرق على الباب، رنين الهاتف، ...)، مع ضرورة ملاحظة سلوك الطفل وطريقه إنصاته (مثل التوقف عن الحركة، أو النظر إلى الشيء المُتحدث عنه أو النظر إلى الشخص، أو محاولة تقليد الصوت، أو أي سلوك يدل على الإنصات من خلال لغة الجسم).

محاولة اتباع اهتمامات الطفل من حيث عمره ومرحلة النمو الخاصة به، وذلك باختيار الأنشطة التي تحتوي على الأهداف المطلوبة.


تعزيز التوقع بأن تقنيات العلاج السمعي الشفهي ستؤدي بالطفل إلى أن يتعلم الإنصات (Simser, 1993). 
نمو اللغة المنطوقة

أثناء استخدام العلاج السمعي-الشفهي يتم بناء اللغة والإدراك العقلي معاً وذلك باستخدام القدرات العقلية من أجل نمو اللغة. ويتم تدريس المهارات اللغوية والعقلية باتباع الترتيب الطبيعي لنمو هذه المهارات.

وقدرة الأطفال على تعلم اللغة تفوق قدرة الكبار على تدريسها. ولذلك فإن تعلم اللغة يجب أن يكون جزءاً رئيساً من الأنشطة اليومية ولا يفضل أن يقوم الوالد أو الوالدة بتحضيرها مسبقاً. ولكن بالنسبة للأطفال الذين يعانون من فقدان كبير لحاسة السمع، فإنه من الضروري وجود أهداف معدة بشكل جيد ومبنية بشكل جيد ليتم استخدامها أثناء اللعب الطبيعي. ويعتبر المنزل مكاناً مثالياً لتعلم اللغة. وكلما كانت طريقة التعليم طبيعية، كلما كانت اللغة طبيعية كذلك. وفي السنوات الأولى من نمو الطفل، فإنه يمكن استخدام التعليم الرسمي وغير الرسمي (العفوي)، ولا يعني التعليم العفوي عدم وجود بنية أثناء التدريس. ويقوم العلاج السمعي-الشفهي باتباع وجهة النظر التي تقول بأنه يجب تعلم اللغة باستخدام مبادئ "اللغة الكلية Whole Language" (إحدى نظريات تعلم اللغة لدى الأطفال، والتي تؤمن بأن اللغة يجب أن تتعلم بشكل كلي، أي ليس باستخدام كلمات معينة أو أحرف يتعلمها الطفل، وإنما من خلال اللغة ككل، وتركز بالتالي على استخدام قصص الأطفال مثلاً لتشجيع النمو اللغي. المترجم) وهي:

يجب اتباع النمو الطبيعي والمعتاد للطفل . 
يجب إدراك أن اللغة جزء من ذلك النمو الكلي. 
يجب إدراك أن اللغة إنما وجدت أساساً كأداة للتواصل. 
يجب إدراك أن أفضل وسيلة لتعلم اللغة إنما تتم من خلال التواصل. 
التركيز على مساعدة الأطفال على البحث بشكل حثيث عن المعنى من خلال الحوار. 
التركيز على مساعدة الأطفال على تعلم اللغة المنطوقة من خلال تشجيعهم على استخدامها. 
جعل اللغة المنطوقة جزءاَ من كل الأنشطة التي يقوم بها الطفل. 
بناء القراءة والكتابة على أساس اللغة المنطوقة وليس العكس. 
تشجيع اللغة من خلال جميع الأنشطة اليومية. 
لا يجب أن تعرض اللغة في أشكال محدودة وغير طبيعية (Ling, 1986) 
والأطفال مهيئون بشكل طبيعي ومن خلال تركيبتهم البيولوجية على استكشاف وفهم العالم المحيط بهم، ويمكن للكبار أن يسهلوا من هذه المهمة بتزويد الأطفال بالطرق التي تسمح لهم بالنظر إلى أنشطة الحياة اليومية نظرة واعية تسمح لهم بفهمها، وبتجنب أي انحراف عنها. وأنشطة الحياة اليومية وخاصة في الفترات الأولى من عمر الطفل تقع تحت المواضيع التالية: أنشطة البقاء والحياة ( مثل الطعام، الجو الدافئ، الذهاب إلى المرحاض)، والتجهيز لحياة الكبار المستقبلية (تمثيل الأنشطة التي يقوم بها الكبار تجهيزاً للقيام بها فيما بعد). وهذه التمارين المتكررة واليومية تقدم السياق الواضح الذين يتم تطوير المهارات الاجتماعية، والشخصية، ومهارات التواصل على أساسه.

المصدر: منقول
anamel-tasmaa

مدرسة أمل لبنان للصم وضعاف السمع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2013 بواسطة anamel-tasmaa

ساحة النقاش

انامل تسمع

anamel-tasmaa
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

735,350