الــــمــــوقــــع الرســـــمـــى الــخــاص بالدكتورة/ امــــانـــى الـــشــــافـــعـــى

"علوم تربوية" " تكنولوجيا تعليم" "دراسات عليا" "انترنت" "طلاب جامعة الازهر"


ما أحوجنا إلى إنشاء شبكات تعلم شخصي، سواء كنا معلمين أو متعلمين، بواسطتها نستطيع أن نعيش بالفعل المعنى الحقيقي لمفهوم التعلم مدى الحياة، فلا أحد يمكنه التعلم وحده على المدى الطويل، دون أن يحتاج إلى أشخاص يتبادلون معه الأفكار، يجيبونه عن كل الأسئلة، ويساعدونه عندما يتعثر في تصحيح أخطائه، ويوجهونه عندما لا يعرف كيف يختار.

الموارد المادية من كتب ومصادر معلومات وحدها لا تكفي أبدا في تحقيق تعلم جيد، بل لابد كذلك من موارد بشرية تتفاعل معها كي تصل إلى مستوى جيد من المعارف والمهارات والقدرات التي تريد تحسين مستواك فيها. وقد قال أسلافنا رحمهم الله: “من دخل في العلم وحده، خرج وحده”.

ما هو مؤسف جدا هو أن لا نطور قدراتنا في حين أننا تستطيع ذلك، بل تستطيع التعلم الآن بطريقة أسهل مما كنا تعتقد، يطريقة لها تأثير كبير على مختلف جوانب حياتنا. هذه الطريقة لم تكن متاحة لنا في التسعينات من القرن الماضي والآن أصبحت متاحة بشكل و مستوى أفضل.

هذه الطريقة هي ما يسمى بشبكة التعلم الشخصي، فالموارد المادية والموارد البشرية أنت من يقوم بتنظيمها والتفاعل معها داخل شبكتك، فماذا نعني بشبكة التعلم الشخصي ؟

تسمى اختصارا بـ PLN و هي اختصار للعبارة الإنجليزية: “Personal Learning Network”، وهي شبكة تقوم بإنشائها باستخدام بعض الأدوات مثل الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، ومحركات البحث والمواقع الإلكترونية، من أجل التعلم عبر الإنترنت بطريقة منظمة مبنية أساسا على تطويرك المستمر لمستويات تفاعلك مع الأشخاص الذين يشاركونك نفس الإهتمام أو نفس الهدف العام للتعلم.

فهي شبكة لأنها تربط بين المتعلم الذي هو مركز ثقلها وبين أعضاء آخرين يمكن أن يكونوا متعلمين أو معلمين.
وهي شبكة تعلم لأن هدفها العام هو التعلم، طبعا ليس تعلم أي شيئ وكل شيئ، بل لابد أن تختار لك موضوع اهتمام مشترك مع أعضاء شبكتك.
وهو تعلم شخصي لأنك أنت مؤسس شبكة تعلمك بداية وأنت مديرها بما تعنيه الإدارة من مهام التنظيم والتنشيط والتطوير.

ويمكنك تصور PLN الخاصة بك برسم تخطيط يشبه رأس زهرة الهندباء، أنت المتعلم في المركز، والبذور هم الناس من حولك المساهمين في التعلم الخاص بك.

الهندباء

تقوم الـ PLN على نظرية “الترابطية” إحدى نظريات التعلم الجديدة، التي وضع أسسها كل من George Siemens و Stephen Downes، وتقوم على فرضية أن المعرفة موجودة في العالم وليس في رأس الفرد بشكل مجرد، وأنها تتواجد داخل نظم يتم الوصول إليها من خلال أفراد يشاركون في أنشطة ما. لقد أطلق عليها اسم “نظرية التعلم في العصر الرقمي”، بسبب الطريقة التي استخدمت لشرح تأثير التكنولوجيا على معيشة الناس، كيفية تواصلهم وطريقة تعلمهم.

التكنولوجيات الجديدة تعطيك القدرة على تعلم أي شيء تقريبا ترغب في تعلمه في أي وقت وفي أي مكان، وأنت تركب القطار يمكنك أن تقرأ على هاتفك الذكي مدونة متخصصة في مجال عملك، أن تتفاعل مع أعضاء شبكة تعلمك على تويتر أو الفيسبوك، أن تستمع إلى محاضرة أكاديمية يلقيها أستاذ جامعي داخل جامعته وأنت تجلس على أريكة داخل منزلك .. هل كنا نستطيع فعل كل هذه الأشياء في التسعينات؟ طبعا لم نكن نستطيع .. لكننا الآن نستطيع ..

اسمحوا لي الآن بسؤال أخير: أليس من الغباء أن الكثيرين منا ما زالوا يتعلمون بطريقة التسعينات ؟

المصدر: د/ امانى الشافعى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 257 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2014 بواسطة amanyelshafey

ساحة النقاش

د.امانى سعيد الشافعى

amanyelshafey
باحثة فى العلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

344,386

الـــحلم ... والسـخـرية

سخروا مني!

أخبرتهم بأن لي طموحات عالية فتعالت ضحكاتهم وحاولوا كسر أجنحتي..

حزّ الأمر في خاطري للحظة، ثم تذكرت جميع الناجحين وكيف كانت بداياتهم..

فتبسمتُ وقلت ممتلأةً بالثقة: سترون من سيضحك في النهاية.

المهم هو ألا تفقد أحلامك وألا يكسر الآخرون أجنحتك ليسقطوك ويضحكوا عليك..

عليك أن تكون قويا وتحارب من أجل حلمك، فعندما تحققه أنت من سيضحك عليهم..
هم من لا أحلام ولا أهداف لهم.!

ستلاقي الكثير من السخرية والضحكات المحبطة..لا تهتم فهذه الأشياء صغيرة حتماً في 
طريق تحقيقك لأحلامك وأهدافك