إدارة التعلم Managing Learning
يقر كل من Donald Taylor و Charles Jennings أن التعلم يمكن أن يدار بشكل شخصي فقط في الرأس الذي يحدث به التعلم. فبالطبع هناك عوامل خارجية مثل الأشخاص الآخرين (وخاصة المديرين وفريق العمل) والتكنولوجيا، والثقافات السائدة، والعوامل البيئية العامة، فكل هذه العوامل والعناصر المختلفة يمكنها أن تدعم، وتسهل، وتشجع، وتساعد على حدوث التعلم بشكل أسرع، وأفضل، وبتأثير أكبر. لكن كل هذه العوامل لا يمكنها أن تدير عملية التعلم على المستوى الشخصي، لأن هذا يكون مسؤولية الشخص وحده.
وهذا الطرح يثير العديد من التحديات، وواحدة من هذه التحديات هي: "إذا أدير التعلم بشكل شخصي من قبل المتعلم، فما التقنيات التي يمكن أن تدعم تعلمه، وما الشكل الذي ستبدو عليه هذه التقنيات في السنوان الثلاث، أو الخمسة، أو العشر القادمة؟". وهناك شيء واحد نعرفه على وجه اليقين بخصوص هذه الأدوات، وهو أنها لن تكون على شاكلة أنظمة إدارة التعلم LMS التي تعمل حاليا في الغالبية العظمى من المؤسسات والمنظمات في جميع أنحاء العالم.
أنظمة إدارة التعلم LMS:
ظهرت تقنية أنظمة إدارة التعلم LMS، بغرض أتمتة عمليات إدارة ونظم حفظ السجلات، فيما بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كان التركيز على التصنيع وتطوير تقنيات الإنتاج الضخم. حيث كان متطلبا إعادة إدخال ملايين من الرجال والنساء إلى مجال التعليم والتدريب مرة أخرى، وكانت هناك حاجة ملحة لإدارة عملية التدريب في الفصول الدراسية بشكل أكثر كفاءة. ظهرت أنظمة إدارة التعلم في هذا الوقت جنبا إلى جنب مع أتمتة العمليات التنظيمية الأخرى كالنظم المالية، وأنظمة إدارة الموارد البشرية. وكانت أنظمة إدارة التعلم LMS خطوة على الطريق، ولم تكن نهايته. يمكننا القول أن PLATO يعتبر هو أول نظام لإدارة التعلم LMS في نظم إدار موديولات وتقنيات التعلم، حيث كان الكمبيوتر مساعدا للنظام التعليمي الذي تم بناؤه في جامعة إلينوي في عام 1960 (وتم إغلاقه نهائيا في عام 2006) عندما تم تطوير ودعم عمليات التدريس الآلي في عالم حديث كانت الأتمتة فيه هي الهدف الأسمى. فقد قامت أنظمة إدارة التعلم بوضع حلا لمشكلة تنظيمية بالدرجة الأولى، ولم يكن موضوع تحسين خبرات والتعلم الفردي أو تعلم العاملين مطروحا بعد على أية حال. ونحن الآن في حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث أصبحت الأمور مختلفة كثيرا عما قبل، وبإمكان كل منا اختيار التكنولوجيات التي تدعم تطوره اليوم وفي المستقبل.
التحرك نحو المستقبل:
يعطي المخطط التالي فكرة عن التحدي الذي يواجهنا والذي نخطو نحوه في عالم توجد إدارة التعلم به في يد كل شخص، وكذلك الأنظمة البيئية الداعمة لها.
مخطط تطور أنظمة إدارة التعلم ففي عالم حديث، تكون غالبية التعلم فيه، في بيئة العمل والتعلم غير الرسمي، حيث يكون التعلم الذاتي أو غير الموجه وليد الحاجة، لا يجب صرف الجزء الأكبر من ميزانية المؤسسة أو ميزانية التطوير والتعليم على مفهوم التكنولوجيا المصممة لتسهيل عملية جدولة المقررات والبرامج التدريبية. فبطبيعة الحال سوف نحتاج إلى التكنولوجيا لدعم التعليم، وأصبح ذلك أكثر من أي وقت مضى. ولكن كما لوحظ سابقا، فإن التكنولوجيا التي نحتاجها تعد خطوة بعيدة الأمد عن المكان الذي تقف فيه معظم المنظمات حاليا. يرى بعض الخبراء في تكنولوجيا التعليم مثل Jane Hart أن مستقبل التكنولوجيا في دعم التعليم سوف يندمج في التعاون الاجتماعي، وأدوات التعاون المتوازية مع بيئة العمل الاجتماعية. والنصح الموجه في هذا المجال أن يعمل المسؤولين عن التعلم مع زملائهم في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وفي القطاعات المالية، ليعملوا سويا من أجل الحصول على الأدوات الصحيحة في مكانها الصحيح. إضافة إلى ضرورة العمل مع الزملاء في بيئة العمل الداخلية، والاتصالات المؤسسية، والعمل مع المتخصصين، وفرق إدارة المعرفة. الأدوات التي سيتم استخدامها من أجل دعم التعلم (وليس إدارته) في المستقبل لن تركز بشكل اساسي على التعلم، ولكنه ستركز على منطقة أخرى (فعلى الرغم من اعتقادنا أن أنظمة إدارة التعلم سوف تعيش على دعم بعض من التعليم الرسمي، وربما يمتد عملها بشكل محدود لدعم التعلم التجريبي المنظم). هذا الرابط يعرض أفضل 100 أداة للتعلم في العام 2012
ظهور إدارة المعرفة الشخصية:
يشير المخطط المعروض أعلاه إلى مصطلح إدارة المعرفة الشخصية PKM (Personal Knowledge Management) وهو يعتبر من المجالات الناشئة الهامة لدعم الربط بين العمل والتعلم. يرى المختصون في تكنولوجيا المعلومات مثل Jane Hart و Harold Jarche أنه ليس هناك من شك في أن كل من أدوات التعلم الاجتماعي، وأدوات إدارة المعرفة الشخصية سوف تستخدم بشكل حيوي لدعم إدارة التعلم في المستقبل. ومن المهم أن نذكر أنفسنا دائما بأن أية تكنولوجيا لا يمكن أن تكون أكثر من مجرد عامل مساعد في عملية بناء الثقافات عالية الأداء. يجب أن نوازن في نهاية كل عملية إدارة تعلم خاصة بنا يبن احتياجاتنا الحالية، واحتياجاتنا المستقبلية، وفي مكاننا الحالي، وعصرنا الحالي، وبطريقتنا الخاصة.
---------------------------- المراجع:
- Charles Jennings, (Tuesday, 2 April 2013). Managing Learning?
http://charles-ennings.blogspot.co.uk/2013/04/managing-learning.html
- Donald H Taylor, (18 March 2013). What does ‘LMS’ mean today?
http://donaldhtaylor.wordpress.com/2013/03/18/does-the-lms-have-a-future/
- Jane Hart, (04 May 2010). What is the future of the LMS?
http://janeknight.typepad.com/socialmedia/2010/05/what-is-the-future-of-the-lms.html