كشف باحثون إسبان في دراسة نشروها في العدد الأخير من مجلة المعهد الوطني للسرطان أن انخفاض مستويات الفيتامين «دي» في الدم يُضاعف مخاطر الإصابة بسرطان المثانة، وأنه كلما قلت مستويات وجود فيتامين «دي» في الدم أصبح الجسم أكثر قابلية للإصابة بسرطان المثانة بستة أضعاف.

ويتعرض في إسبانيا لوحدها 11 ألف شخص سنوياً للإصابة بسرطان المثانة، وهي إحدى أعلى نسب الإصابة على الصعيد العالمي. ويبلغ عدد المصابين بسرطان المثانة في المجتمع الأميركي 73,500 إصابة سنوياً، يموت منهم 15 ألف شخص. وينتشر سرطان المثانة أكثر في صفوف المسنين، إذ إن تسعة مصابين من اصل كل عشرة هم ممن تتجاوز أعمارهم 55 سنة.

وقد سبق لدراسات أن ربطت بين انخفاض مستويات الفيتامين «دي» وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان القولون والثدي، لكن لم يسبق لأي بحث أو دراسة الإشارة إلى وجود علاقة سببية بين الفيتامين «دي» وسرطان المثانة، وفق ما ذكرته الدكتورة نوريا مالاتس، عالمة وراثة في المركز الوطني الإسباني لبحوث السرطان.

 

وتوصل الباحثون إلى هذه النتيــجة بعدما جمعوا عينات دم نحو 1,125 مريضا مصابا بسرطان المثانة من 18 مستشفى، ومن 1,028 شخصا آخــرين ممن ليس لديهم أية علامات على إصابتهم بالمـرض. وقاس الباحثون مستويات هيدروكسي-25 فيتامين «دي 3»، وهو أكثر الفيتامينات استقراراً.

 

فوجدوا أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين كانوا معرضين للإصابة بسرطان المثانة بنحو مرتين أكثر من الأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية من الفيتامين «دي». وعندما قام الباحثون بفصل المرضى بسرطان المثانة عن غير المرضى، وجدوا أن أولئك الذين قلت لديهم مستويات فتامين «دي» كانوا معرضين للإصابة أكثر من غيرهم بنسبة تصل ستة أضعاف.

وأظهرت دراسات جزيئية أن الفيتامين «دي» ينظم عملية إنتاج البروتين «FGFR3» الذي يلعب دوراً أساسياً في منع الإصابة بسرطان المثانة. ولاحظ الباحثون أيضاً أن الأشخاص الأكثر عرضة للمرض هم أولئك الذين لديهم مستويات متدنية من البروتينات والفيتامين «دي».

وتقول مالاتس «هذه النتائج تبين أن المستويات العالية من الفيتامينات بشكل عام والفيتامين «دي» على نحو خاص لها علاقة بالحماية من الإصابة بمرض سرطان المثانة. بينما يمكن لأي نقص فيه أن يعجل بإصابة الشخص بسرطان المثانة. ما يحتم علينا الاهتمام أكثر بالتزود بالفيتامين «دي» من المصادر الغذائية والطبيعية على حد سواء».