أسباب متعددة قد تؤدي إلى تناقص الحليب في ثديي الأم خلال فترة الرضاعة. ولعل أكثرها شُيوعاً انتظارها وقتاً طويلاً قبل البدء في الإرضاع، وعدم إرضاع المولود مرات كافية، واستخدام بعض الأدوية. وفي بعض الحالات، تؤثر العمليات الجراحية التي تخضع لها المرأة على مستوى ثدييها على إنتاجها للحليب بعد الوضع. ويمكن أيضاً أن يقل حليب الأم بسبب الولادة المبكرة، والسمنة، والاعتماد على الإنسولين في علاج السكري.

وبالرغم من القلق الذي تُبديه الكثير من الأمهات حول مخزون الحليب في أثدائهن، فإن إنتاج الأم المرضع الحليب بكميات قليلة يبقى أمراً نادراً. إذ تُشير الدراسات إلى أن معظم الأمهات يُنتجن أكثر مما يتناوله الرضيع بنسبة الثلث.

وتقول الدكتورة إليزابيث لافلور من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية إنه بإمكان الأمهات اللواتي يخشين أن يقل الحليب في أثدائهن القيام ببعض الخطوات لزيادة إنتاج الحليب، وتنصح كل أم بالقيام بالخطوات الآتية:

 

-- بادري بإرضاع المولود بعد وضعه بأسرع وقت ممكن. فانتظارك وقتاً طويلاً إلى أن تتعافَيْ من آلام المخاض والوضع، أو أوجاع ما بعد العملية القيصرية، قد يُسهم في تقليل إنتاج الحليب لديك. وتنصح إليزابيث كل أم بأن تقوم بعد الوضع بحمل مولودها وجعل بشرته تلامس بشرتها، وستجده يهرع مسرعاً باتجاه صدرها لالتقاط حلمة الثدي. وتبقى أفضل طريقة هي إرضاع الأم مولودها خلال الساعة الأولى التي تعقب ولادته، لما لذلك من أثر تحفيزي كبير لها لإنتاج الحليب، وللفوائد الغذائية والنفسية لمص المولود القطرات الأولى التي تتدفق من ثديي الأم بعد الوضع.

 

-- وزعي مرات الإرضاع على مختلف ساعات اليوم، ليلاً ونهاراً. وفي الأسابيع الأولى بعد الوضع، يُفضل للأم أن تُرضع وليدها على الأقل كل ساعتين أو ثلاث. ولتعلمي أن إرضاعك مرات أقل يمكن أن يُسهم في تقليل مخزون الحليب في ثدييك.

-- كوني متأهبة للتعامل مع مشاكل الإرضاع. فلا بأس من إرضاع المولود من ثدي واحد عند كل رضعة، لكن إذا تكرر الأمر على نحو منتظم، فإنه قد يجعل حليبك يقل. ومن ثم فإن الأفضل هو أن تُلقميه الثدي الآخر لتخففي الضغط عن الثدي الأول، ولحماية مخزون حليبك إلى أن يتعود ابنك على الاعتماد على الثديين معاً في كل رضعة.

-- لا تفوتي عدد مرات الإرضاع. وإذا قضيت وقتاً ما بعيداً عن الرضيع لسبب ما، أو اخترت إطعامه الحليب الصناعي خلال مكوثك أوقاتاً طويلة نسبياً خارج البيت كل يوم، فحاولي تفريغ ثدييك للحفاظ على مخزون الحليب والحيلولة دون نضوبه.

-- لا تستخدمي اللهاية إلا عند الضرورة. وإذا اخترت الاستعانة بها من وقت لآخر، فاحرصي على ألا تقومي بذلك إلا بعد أن يتجاوز عمر طفلك أربعة أسابيع أو ستة. فالمولود يحتاج وقتاً لتترسخ لديه عادة الرضاعة الطبيعية على نحو منتظم، والأم تحتاج إلى الاطمئنان إلى إنتاج ثدييها مخزوناً يومياً من الحليب.

-- توخي الحذر في نوع الأدوية التي تتناولينها. فبعض الأدوية والمنتجات الصيدلانية تُقلل مخزون الحليب لدى المرضع. خاصة منها تلك التي تحتوي على مركب «بسودوإفردين» على شكل «سودافيد» أو «زيرتيك دي» أو غيرها. وينبغي الحذر أيضاً من استعمال بعض أنواع موانع الحمل التي تحتوي على هرمونات مثبطة، أو على الأقل تأجيل استخدامها إلى أن ينتظم إنتاج الحليب لدى المرأة المرضع.

-- تجنبي تناول المشروبات المحتوية على الكحول والنيكوتين. فالكحول يقلل إنتاج الثديين للحليب، وكذلك يفعل التدخين.

ولا تُعد هذه الخطوات كمالية أو ثانوية، بل إن إليزابيث وأخريات تعتبرنها ضرورية من أجل الحفاظ على إنتاج منتظم لحليب الأم، ومن أجل جعل الطفل يتمتع بصحة جيدة وينمو بشكل طبيعي. وفي حال قامت الأم بكل ما يلزم من خطوات وظل مخزون حليبها ضعيف، فما عليها إلا مراجعة طبيب أطفال أو استشاري رضاعة.

المصدر: موقع «mayoclinic.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,274,208