أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «علم الطب التأويلي» أن بعض مشاكل الجيوب الأنفية تنشأ عن نضوب البكتيريا النافعة في الجسم، وكثرة وجود البكتيريا السيئة. ويرى الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة أن تزويد الجيوب الأنفية ببعض هذه البكتيريا النافعة قد يُساعد على علاجها، وذلك بطريقة مماثلة لتلك التي تستخدم متممات البروبيوتيك الغذائية من البكتيريا الحية، أو الخمائر لعلاج بعض المشاكل الصحية المعوية.

وقام الباحثون بتحليل تجمعات البكتيريا الموجودة في الجيوب الأنفية لعشرة مرضى، وعشرة أشخاص أصحاء. فتمكنوا من التعرف على أنواع البكتيريا الموجودة لدى الفئتين عبر تحليل جيناتهم.

ولاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون مشاكل جيوب أنفية مزمنة تَسْكُن أنوفَهم أنواع أقل من البكتيريا النافعة، مقارنة بالأشخاص الأصحاء، وأن لديهم خصاصاً كبيراً في البكتيريا التي تنتج الحمض اللبني (اللاكتيك). كما تبين لهم أن بكتيريا يُصطلح عليها «C.t berc lostearic m» موجودة بوفرة لدى مرضى الجيوب الأنفية.

 

وبالموازاة مع ذلك، قام الباحثون بمنح الفئران متممات البروبيوتيك للقضاء على البكتيريا الطبيعية الموجودة في أنوفها، ثم زودوها ببكتيريا «C.t berc lostearic m»، فاكتشفوا أن ذلك أدى إلى إصابة الفئران بأعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن. لكنهم لاحظوا في الوقت عينه أن الفئران التي تلقت أيضاً الحمض اللبني المحتوي على بكتيريا «إل ساكي» لم تظهر عليها أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.

 

وتُعزز هذه النتائج ما توصلت إليه بحوث سابقة حول كون نوع التجمعات البكتيرية الموجودة في جسم الإنسان هو المسؤول الأكبر عن إصابة الجسم ببعض الأمراض، وليس أحد أنواع البكتيريا الضارة بحد ذاته. وتُشير هذه النتائج أيضاً إلى أن بكتيريا «إل ساكي» يمكن استخدامها لعلاج مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة، أو الوقاية منها.

وعلى الرغم من أن بكتيريا «C.t berc lostearic m» لا تُعتبر كائناً عضوياً ضاراً بحد ذاتها، فإن النتائج الجديدة تُظهر أن لها دوراً في التسبب بالإصابة بمشاكل الجيوب الأنفية. ويقول الباحثون إن هذه البكتيريا قد تغدو إشكالية فقط إذا خضعت التجمعات البكتيرية الطبيعية الموجودة في الجيوب الأنفية إلى تغير ما. وهو أمر لا يحدث إلا عندما تُصاب هذه الجيوب بالتهاب فيروسي، أو حينما يتناول المريض مضادات حيوية.

ومن هذا المنطلق، فإن تناوُل المرضى المضادات الحيوية لمعالجة التهابات الجيوب الأنفية قد يُفاقم حالتها بدلاً من تخفيفها. ولذلك ينصح الباحثون باللجوء إلى حل علاجي آخر يتمثل في تناول البكتيريا النافعة للجيوب الأنفية.

ونظراً لأن الدراسة أُجريت على نطاق ضيق وشملت مرضى يعانون جميعهم مرضاً مزمناً، أو سبق لهم الخضوع لعملية جراحية، فإن هناك حاجة ماسة للقيام بدراسة أشمل وعلى نطاق أوسع للتأكد من النتائج التي تم التوصل إليها. ويرى الباحثون أنه من المحتمل أن يكون من بين مرضى الجيوب الأنفية أشخاص تسكن أنوفَهم بكتيريا مختلفة، أو لديهم التهابات فطرية.

وتجدُر الإشارة إلى أن مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة تحدث لأسباب عدة، من بينها وجود أورام أنفية أو تفاعلات حساسية، أو نتيجة مضاعفات أحد أمراض الجهاز المناعي.

المصدر: موقع «msnbc.msn.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,274,451