قضية لا بد من الإشارة إليها والإبحار، ولو جزئيا، في تفاصيلها، وتتعلق بالمسلسلات البيئية في الدراما السورية والفروق الشاسعة بين ما تقدمه دراما البيئة الشامية ودراما البيئات الأخرى.
ففي دراما البيئة الشامية، تحضر دمشق فقط، وتغيب سورية كلها، بل ويغيب حتى الريف الدمشقي، ولا يأتي من ذكر سوى كلمة الشام... والشام فقط... حتى كلمة دمشق لا تستخدم...الشام وفقط.
بينما ، عندما ينتج مسلسل بيئي ساحلي (المصابيح الزرق) أو بيئي حلبي ( خان الحرير أو باب المقام)، أو بيئي حمصي ( وادي السايح)، فإن الحديث يكون عن سورية وعن السوريين عامة.
في مسلسلات البيئة الشامية ، تكف الكرة الأرضية عن الدوران، ويتم حصر المجتمع بحارة أو حارتين، وتغيب المدارس والجامعات والصحف والأخبار وغير ذلك، لصالح وجاهات في الحارة من أصحاب الشيب الوقور، ولصالح خناجر الشباب الثائرين...ثائرين على ماذا؟...على عدو لا يظهر في العادة!!.
أما في مسلسلات البيئات السورية الأخرى، فيظهر الطالب والأمي، يظهر خريج الجامعة، ومن درس سنوات قليلة وتوقف، ويظهر الصحفي في الأربعينات من القرن العشرين، ويظهر بائع الصحف الذي لم يصبح صحفيا...تظهر أخبار سورية كلها...فلماذا هنا يحضر المنطق وهناك يغيب!!.
في باب الحارة مثلا، أنتج خمسة أجزاء من العمل الرهيب، لم نسمع كلمة سورية ولا لمرة واحدة...سمع فقط اسم الشام ، وبضع مرات سمع لفظا ( حلب وحماه)...لا شيء اسمه سورية.. لا سعي لتحرير سورية...بل كان الحديث دوما عن ضرورة تحرير الشام ... الشام وحسب!!.
متى تقترب دراما البيئة الشامية من سورية؟.. هل يكون الجزء السادس من "باب الحارة" الذي سيبدأ تصويره قريبا هو الجواب؟...
الحديث يدور عن تجسيد استقلال سورية، وبالتالي سيقفز العمل سنوات إلى الأمام بين الثلاثينات ومنتصف الأربعينات ليصور استقلال البلاد، لكن كيف سيكون ذلك منطقيا والمسلسل ينقلنا من مجرد فتن نساء وقبضايات يحملون خناجر، إلى تحرير البلاد من الفرنسيين الأمر الذي لم يحققه خنجر أو شوارب أحد القبضايات.
ثم كيف سيتحدث عن تحرير سورية وهو الذي لم يذكر اسم البلد ولا لمرة واحدة طوال أجزائه الخمسة السابقة؟!!!.
هي قضية ولها بقية في القادمات ... ونقطة أول السطر.
المصدر: النشرة فن
نشرت فى 1 سبتمبر 2012
بواسطة alsanmeen
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,308,006
ساحة النقاش