جاءت الرسالة الإسلامية الخاتمة لهداية الإنسان، وتحريره من جميع ألوان الانحراف في فكره وسلوكه، ومن ضلال الأوهام وظلمة الخرافات، ومن عبادة الآلهة المصطنعة، وهذا الحديث يوضح حال الأرض قبل البعثة النبوية يقول صلى الله عليه وسلم: “إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب”، فقد وصل الناس إلى حالة من التردي والضياع، إلى الدرجة التي يمقتهم فيها الله عز وجل، حيث الفساد في الحياة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والدينية الكل سواء.

‏ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571م حسبما حققه العلماء. فلقد أرسل الله تعالى في كل أمة نذيرا منهم، وأرسل محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة ‏قال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)، وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا)، ‏وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا). وقد ذكر صلى الله عليه وسلم خصائص رسالته وما اختصه الله به على غيره من الأنبياء في قوله: “أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس كافة، وأُعطيت الشفاعة وأُعطيت جوامع الكلم وخُتم بي النبيون”.

خصال الرسل

 

وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري في كتاب “شرف المصطفى” أن الله اختص نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء بستين خصلة وتتميز الرسالة المحمدية بأنها خاتمة للرسالات، قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)، وناسخة للرسالات السابقة، فلا يقبل الله من أحد ديناً إلا باتباع محمد، ولا يصل أحد إلى الجنة إلا من طريقه، فهو صلى الله عليه وسلم أكرم الرسل، وأمته خير الأمم، وشريعته أكمل الشرائع، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

 

ومن خصائص رسالته شمولها وعمومها لجميع الأمم وحتى الجن كما قال تعالى عنهم: (وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا).

ورسالته مهيمنة على ما قبلها من الرسالات ونسخها لجميع الشرائع قال تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار”.

وظلَّت الرسالة الإسلامية سليمة ضمن النص القرآني دون أن تتعرض لأي تحريف، قال سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه “معجزة القرآن” ومن خصائص رسالته صلى الله عليه وسلم أن معجزته هي القرآن الذي جاء به خلاف ما كان عند غيره من الأنبياء، فقد كانت معجزاتهم مستقلة مثل عصا موسى، ومعجزات عيسى، وأما معجزته، فهي في القرآن منهجه الذي جاء به، ولذا فهي باقية خالدة.

السيرة النبوية

وسيرة محمد أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل، أو عظيم مصلح، وحياته واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها، منذ زواج أبيه بأمه إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، فنحن نعرف الشيء الكثير عن ولادته، وطفولته وشبابه، وعمله قبل النبوة، ورحلاته خارج مكة، إلى أن بعثه الله رسولاً كريماً، ثم نعرف بشكل أدق كل أحواله، مما يجعل سيرته واضحة وضوح الشمس.

كما قال بعض النقاد الغربيين، إن محمداً عليه الصلاة والسلام هو الوحيد الذي ولد على ضوء الشمس. 
والإسلام خاتم الرسالات، الجامع لما قبله، الناسخ لما سبقه، الذي لا دين بعده، فيه من الأخلاق ما يضمن صلاح العباد، ومن التشريعات ما يضمن صلاح الدنيا والآخرة.

منهج الله سبحانه وتعالى

الله سبحانه وتعالى هو صاحب هذا المنهج، ولهذا يضاف إليه فيقال، منهج الله، أو صراط الله، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الداعي إلى هذا المنهج أو الصراط، المبين للناس ما اشتبه عليهم من أمره، يقول تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض، ألا إلى الله تصير الأمور).

فالإسلام هو المنهج أو المذهب أو النظام الوحيد في العالم، الذي مصدره كلمات الله وحدها، غير محرفة ولا مبدلة ولا مخلوطة بأوهام وأغلاط وانحرافات البشر.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,282,737