المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي



ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ 
أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ 
وطَوافي بزوايا الليلِ, 
بالحاناتِ مِن بابٍ لِبابْ 
أتَصدَّى لذئاب الدربِ..! 
ماذا? ليتَني ما زِلتُ دربًا للذئابْ 
وعلى حشرجة الأنقاض في صدري, 
على الكَهْف الخَرابْ 
يلهثُ الوغدُ بحمَّى رئتَيهِ 
بدعابات السكارى, بالسِّبابْ 
أنا والدربُ نعاني الليل وَطْئًا وسِبابْ 
ليتَه ما لَمَّني من وحلة الشارعِ 
ما عوَّدني دفءَ البيوتْ 
ويدًا تمسحُ عاري وشحوبي 
ليت ما سلَّفَني ثوبًا وقوتْ.. 
وَنَعِمْنا بعضَ ليْلاتٍ.. تَلاها: 
هذيانٌ, سأَمٌ, رعْبٌ, سكوتْ 
اَلرؤى السوداءُ, ربِّي, صَرَعتْهُ 
خَلَّفَتْهُ باردًا مرًّا مقيتْ 
ليت هذا البارِدَ المشلولَ 
يحيا أو يموتْ 
رثَّ فيه حسُّه, 
أعصابُه انحلَّت شِباكًا مِن خيوط العنكبوتْ 
شاعَ في البيت مُناخُ القبرِ: دلفٌ, 
عَتْمةٌ, ريحٌ حبيسٌ, وسكوتْ 
بِرْكةٌ سوداءُ يطفو في أَساها 
وَجْهُه المُرُّ الترابيُّ الصَّموتْ, 
ليْتَ هذا البارِدَ المشلولَ 
يَحْيَا أو يموتْ 
ليته! 
يا ليت ما سلَّفني دفئًا وقوتْ

almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

132,294

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن