المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

1

من القهر يولد الفجر، من النار يولد الحجر، من الغيم رصاص ومطر، يكبر جرحي ويشتد عزمي. يجتمع زعماء القبيلة لبحث أمور الرعية، مؤتمرات ، توصيات ، "حبر على ورق". تنام العصافير في كهوفٍ بلا نوافذ، تعد النجوم. وزعماء القبيلة في القصور، يصارعون النساء في المهرجانات الرسمية. ثم ينشرون بيانات النصر في الصحف اليومية. يصدرون النفط والشهداء ، ويستوردون الحراس لمنع القمح عن الفقراء. رجل من غزة قال: تُحاصرني العيون الوقحة ، يحاصرني الغيم الذي يتحول فجأة إلى طائرات، تقذف النابالم وقنابل انشطارية. تحاصرني الخناجر ، تنغرس تحت جلدي، تسري فيَّ، أُصبح قضية، اعتقلت مرة ، صلبت على سارية الحدود، لأني كنت احمل بندقية.

 2

 من القهر يولد الفجر، من جثتي يولد القبر، من جدران الزنازين تتصلب قبضتي، أمد يدي نحو السماء لأعانق القمر، تُحاصرني عيون القبيلة، قاتلة أيام الحصار، لكنها مصنع للبطولة. اذهب إلى النخيل ،احتمي من حمم البراكين. تجرفني الأعاصير، التحم بالبندقية، استبدل الحزن فرحا، وأمزق المناديل. ارتدي قبعة خالد، امتطي جواد الزمن، ارحل إلى خريطة البنفسج‘ أُعلن غضبي أشكل المسافة بين الغربة والوطن، ارتب جهات الوطن العربي، اسكن أعشاش العصافير التي تحولت إلى خرائب، أُعانقها، أُلصق صور الشهداء على جدران المخيم، والأمهات يُزغردن في موسم بذل الأرواح فداء للأرض. أُصبح مقراً لجراح الأحباب الذين عشقوا فلسطين، وصقلوا أحجار جنين. انطلقي يا ضلوعي واشتبكي مع الأحجار وانغرسي في صدور العدو كالسهام.

 3

 رائحة الياسمين انتحرت على انفي احتجاجا على مقتل الربان، وغزة أحرقت سفنها احتجاجا على اعتقال القبطان. أما الفارس فكان هناك في نيويورك يهرب طيور العنقاء . "البندقية قنديل للشهداء" أوجعني تل الزعتر ، صبرا ، مخيم جنين ، الشيخ رضوان ، الخ. أوجعني اللاهثون خلف السلام المزيف، أوجعتني الأيادي المسترخية على المقاعد الفخمة تتاجر بالتقاليد الموروثة عن الأنبياء. وقفت لحظة أتأمل جرحي ، أضمده بإحكام، اجمع الحروف، أرتبها بنادق ، ولا بديل عن البنادق. قديما قالوا: "البنادق زينة الرجال" . لنرجع حلمنا الهارب، نوحد الذكريات، نلتحم بالسلاح والحجارة. سجنتني لحظات الزمن ، عاشق الأرض والوطن.

ــــــــــــــ

حسين خلف موسى

 

 http://www.aljaliah.net/articles.php?action=show&id=1099#sthash.wws1fJA0.dpuf

المصدر: مجلة الجالية
almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 118 مشاهدة
نشرت فى 6 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

132,168

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن