المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

عند السفح الجنوبي من المرتفع القريب من القرية ،عند نبع الماء كانت تنتظره، تقدم نحوها وبدون أن يشعر 

وبكل حنان ولهفة ضمها بين ذراعيه، ثم ألقت رأسها فوق صدره.


قال لها:حياتي أنت، يا بقية العمر.

بدت على وجهها ابتسامة خجولة،

رفع رأسها بيديه، رأى عينيها دامعتين وأهدابها ذابلة.

همس لها:احبك بصمتٍ.

 

نظرت إلى طرفِ عينيه بصفاءٍ، رأت عينيه مثقلتين بالدموع تحكي وتدمع.

أحنى رأسه بكبرياءٍ وكل شيء فيه يعاني انشطار ذاته.

وقال:معذبتي,

 

وضمها من جديد وشدها أكثر وغاب في الحنين.وبدون أن يدري اندفعت أنامله بين خصلات شعرها ثم غابا في قبلة طويلة وخُيّل إليه انه يطير بها إلى سابع سموات،

فجأة تراجع،

استجمع قواه وبعيدا ركض عنها تاركا إياها تلملم بعضها.

ثم قالت:سأبقى بعيدة عن الناس هنا عند النبع انتظرك.

كي يبقى حبنا كنقاء الماء وزرقة السماء.

 

مرت أيام وشهور وهي تنتظر عودته، بدون فائدة.

مَلّتْ الانتظار، وبعد

أن أعياها الضجر والفراغ والألم والحرمان،

يئست ،نظراتها أوحت لكل من يشاهدها أنها ضائعة .

ذات مساء أصغت إلى حلمها الجميل

أتاها صوت صداه أقوى من صوت الرعد

يقول: أنا هنا أشاهد الأرض كغيمة بيضاء

أشاهدك حورية تزرعين أحلامك في حديقتي،

وغدا ستكونين حيث أنا الآن أكون.

استفاقت من حلمها وأدركت أن سبب غيابه الموت،

ثم انزوت .

almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 6 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

108,977

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن