المروان

الارتقاء بالنفس البشرية فوق حاجز الشهوات هو بدايه النور

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

مقدمة:

اختلفت التعريفات بشأن مفهوم "إدارة الفصل" باختلاف وجهات النظر التي تبنت مفاهيم "إدارة الفصل"، مثل مفهوم التسلط والشدة الذي ينادي أن يكون دور المعلم عبارة عن عملية ضبط نظام الفصل، ومفهوم التسامح الذي يترك حرية الحركة والتنقل للتلاميذ، ومفهوم تعديل السلوك

حيث يقوم المعلم بتنمية الأنماط السلوكية المرغوبة، ومفهوم البناء الاجتماعي ويركز على تنمية الجو الاجتماعي في الصف.

مع إيمان المربين بأهمية "إدارة الفصل" من أجل تطوير عمليتي التعليم والتعلم إلا أن الدراسات التي تناولت تدريب المعلم الطالب على مهارات الصف المدرسي قليلة (بول Poole 1994م).

ظهر اهتمام بإدارة الفصل نتيجة المشكلات التي تواجه المعلم المبتدئ وغيره في الفصل، حتى أن الخوف يلازم هذا المعلم وهو يواجه الطلبة لأول مرة، وقد يرجع هذا الخوف وشدته لدى المعلم لما يسمعه باستمرار عن هذه المشكلات، وخاصة مشكلة عدم ضبط نظام الفصل، ولعل هذه المشكلة تعاني منها المدارس في كافة الدول المتقدمة والنامية، فقد جاء التقرير التربوي في الولايات المتحدة بهدف الإصلاح في النظام التعليمي فيها بقضية حفظ النظام في الفصل الدراسي، هذا قد تعد هذه المشكلة الحافز الأول في الاهتمام بموضوع "إدارة الفصل" لدى أكثر التربويين، إلا أن كلمة

"الإدارة" لها عناصر تشتمل بعضها على حفظ النظام أو مشكلة الشغب أو الفوضى داخل حجرة الدراسة، بل أن هذا الموضوع إذا ما طبق بالشكل المطلوب سوف يحل مشكلات تربوية كثيرة داخل نطاق أسوار المدرسة وخارجها.

وهناك من يفصل بين عملية التدريس التي تتم داخل أو خارج الفصل الدراسي وبين إدارة الفصل، خاصة من يعتقد أن إدارة الفصل تعني حفظ النظام في الفصل فقط، بل ويعتقد أن مشكلة الشغب والفوضى في الفصل تواجه المعلم المبتدئ، لكن ماذا نقول بوجود مجموعة من الأفعال التي تتم في الفصل ويقوم بها المعلم والتلاميذ وهذه الأفعال تربط أو لا تفصل بين عملية التدريس وإدارة الفصل، من مثل: أفعال المعلم التي تنظم جلوس التلاميذ أو توجد نوعاً من التفاعل بين المعلم وتلاميذه، والأفعال التي تركز على التعليم الأكاديمي واستخدام طرق التدريس حسب الموقف التعليمي، والأفعال التي تزيد في خلق جو اجتماعي في الفصل، وعمل التلاميذ خارج المدرسة بحل الواجبات واستغلال البيئة الخارجية في التعلم الذاتي، مما يعني سير عمليتي التعليم والتعلم بشكل هادف.

وتعني إدارة الفصل العمليات التي يقوم بها المعلم والطلبة من أجل تحقيق الأهداف التعليمية، ومن هذه العمليات: التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتقويم.

إن إي جماعة أو مؤسسة تحتاج إلى هذه العمليات من أجل تنظيم أمورها، وخاصة المؤسسات التعليمية تحتاج أكثر إلى ضبط وتنظيم لأنها تتعامل مع الصغار والمراهقين من التلاميذ الذين يحتاجون وبشكل مستمر إلى تعليمهم أعراف ولوائح هذه المؤسسات، خاصة وهم قد جاءوا من "بيئات" قد لا تعرف الضبط أو الربط، وتكفي مسألة احترام النظام ومراعاة شعور الآخرين، إلى جانب أن أكثر مؤسسات إعداد المعلم لا تولي الاهتمام الكافي بإعطاء مقررات "إدارة الفصل" لطلبتها، أو أنها تركز على موضوع حفظ نظام الفصل فقط مع إهمال بقية أساليب إدارة الفصل

تعريفات:

الإدارة التربوية كعلم ظهر حديثاً في منتصف القرن العشرين، ظهر أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا،هناك عدة مسميات عند تناول الإدارة التربوية خاصة عند تناول "إدارة الفصل" ولا بد من التعرف على مفهوم التربية، ومفهوم الإدارة التعليمية ومفهوم الإدارة المدرسية....

التربية "عبارة عن عملية بناء وتوجيه الإنسان والوصول به إلى مرحلة النضج والكمال".

مفهوم الإدارة التربوية:

ظهرت عدة تعريفات لمفهوم الإدارة التربوية:

هي عملية قيادة الآخرين وتوجيههم وإرشادهم من أجدل تحقيق أهداف منشودة

أي الإدارة: فكر، تخطيط، تنفيذ، متابعة وتقويم.

أو هي كما عند " فنيفر ": هي تنظيم وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف مرغوبة

ويقول "تيد " هي: تكامل الجهود الإنسانية في الوصول إلى هدف مشترك

الإدارة التربوية يقال أنها عملية خلاقة يمكن أن توفر الموارد البشرية و المادية وكيفية استغلالها من أجل تحقيق أهداف وغايات في إطار من المناخ الاجتماعي والإنساني

الإدارة المدرسية هي تحاول أن نتحقق أهداف المدرسة التي يطلبها المجتمع، فهذه الإدارة تقوم بكل المهام والأنشطة، وبناء نظام جيد للاتصال بين المجتمع والمدرسة

إدارة التعلم هي من عناصر إدارة الفصل، وقد يظن كثير من الآباء وغيرهم على أن إدارة الفصل عبارة عن ضبط سلوك المتعلمين كي يتعلموا تعليماً هادفاً، بينما يركز بعض التربويين على توفير البيئة التعليمية تدفع التلاميذ إلى التعلم الذاتي، وأن البيئة التعليمية مطلب ملح في التأكيد على مفهوم "إدارة الفصل"، هذا وقد ظهرت عدة تعريفات ومفاهيم للإدارة الفصلية ومنها:

" توفير البيئة التعليمية التي يتم من خلالها التفاعل الإيجابي بين المتعلمين والمعلم "

" توجيه نشاط الأفراد المتعلمين نحو الأهداف التعليمية المشتركة من خلال تنظيم جهودهم وتنسيقها وتوظيفها بالشكل المناسب للحصول على أفضل نتائج التعلم بأقل جهد ووقت "

" العملية التي تهدف إلى توفير تنظيم فعال داخل الصف من خلال الأعمال التي يقوم بها المعلم لتوفير الظروف الملائمة لحدوث التعلم في ضوء الأهداف التعليمية التي سبق تحديدها بوضوح، لإحداث تغيرات مرغوب فيها في سلوك المتعلمين تتسق وثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه من جهة، وتعمل على تطوير إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن في جوانب شخصياتهم المتكاملة من جهة أخرى"

" أنها جزء من الإدارة المدرسية ككل وصورة مصغرة منها والمنفذ للسياسة التي تخطط لها "

" مجموعة من الأنشطة التي يستطيع المعلم من خلالها أن ينمي العلاقات الإنسانية وخلق جواً اجتماعياً انفعالياً داخل الصف "

إدارة الفصل تتضمن التعاطف والتفاهم مع التلاميذ، والقدرة على التوجيه والإرشاد الجماعي والفردي والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية للتلاميذ، واحترام مشاعر وقدرات وحرية تعبير لدى التلاميذ، ومراعاة حاجات التلاميذ الاجتماعية والعلمية والفردية، والقدرة على المحافظة على النظام في الفصل، والقدرة على مواجهة المواقف المعقدة في الفصل، وتنمية الانضباط الذاتي للتلاميذ، واحترام أنظمة الفصل من خلال القدوة الحسنة، والعدل في معاملة التلاميذ.

"البحوث التي أجريت فيما بين 1970و1980م قد أسفرت عدة مقترحات هامة لإدارة الفصل، منها أن المعلم يحاول جاهداً أن تعاون التلميذ والوسائل التي يستخدمها لإثارة دافعية التلاميذ، وتعلم قواعد وضوابط نظام الفصل خاصة مع بداية العام الدراسي في اللقاء الأول، وما يتبعه المعلم من أساليب تدريسية في عملية التعليم، ويشكل المعلم بيئة التعلم وما يتوقعه من تلاميذ من إنصات واستماع، لذا التعليم المباشر يتطلب أن توجد قواعد تحكم تحدث التلميذ وإجراءات تضمن الممارسة الجيدة واستراتيجيات توزع المشاركة

وظائف الإدارة:

تهتم الإدارة بالوظائف لتي تكون من صميم عملها، وهذه المهام عبارة عن عناصر تتكون منها الإدارة وهي:

التخطيط: أي تحديد ما هي الأهداف التي يجب متابعتها، وما يجب عمله خلال فترة زمنية

التنظيم: أي تجميع الأنشطة وتحديدها وتوفير الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذه الأنشطة

توظيف الهيئة العاملة: أي تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية وتدريبها وتوظيفها

القيادة: أي توجيه السلوك البشري أثناء أداء العمل ورفع الروح المعنوية لديهم (الاتصال)

الرقابة: قياس أداء العمل أو ما تم إنجازه (التقويم والمتابعة)

التمويل والميزانية

وبالنسبة لأدوار المعلم فيمكن تلخيص ذلك بالنقاط التالية:

1- التدريس: حيث يقوم المعلم بعدة وظائف في مجال التدريس من مثل:

التخطيط: وهو ما يضعه من تصور مستقبلي لوضع أهداف وكيفية تنفيذها من خلال تحديد أساليب التدريس ووسائل وأنشطة تعليمية

التنفيذ: وهو ترجمة التصور السابق في شكل نتاج تعليمية يمكن ملاحظتها في سلوك المتعلمين بعد تهيئتهم وإثارة دافعيتهم وإشعارهم بأهمية النجاح ومراعاة مشاعرهم وقدراتهم والفروق الفردية بينهم

الإشراف والمتابعة: ما يقوم به المعلم من إجراءات وسبل لضبط الفعاليات في الفصل والمحافظة على النظام، وضبط الحضور والغياب والتوجيه والإرشاد

التقويم: ما يقوم به المعلم من إجراءات للحكم على مدى تحصيل التلاميذ واكتسابهم المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات المرغوبة، وتحديد نقاط القوة والضعف.

2- تنظيم البيئة الفصلية للتعلم: أي توفير الجو الفصلي كي يشعر المتعلم بالراحة والطمأنينة، والتوزيع الأنسب ما في الفصل من الأثاث والوسائل التعليمية والأجهزة وغيرها، على أن لا تشكل هذه الأجهزة عائقاً لتحركات التلاميذ أثناء مزاولة الأنشطة والخبرات التعليمية، وأن يكون في الفصل إضاءة وتهوية كافية.

3- الضبط وحفظ النظام: الهدوء عامل مهم في تعلم التلاميذ، إلى جانب تفاعلهم مع المعلم وتفاعلهم مع بعضهم البعض، والنظام يجب على المعلم أن يعود تلاميذه عليه..

4- توفير المناخ النفسي العاطفي والاجتماعي: أي توفير جو المودة والتراحم والحب كي يتعلم التلاميذ، وهذا الجو يجب أن يشعر به التلاميذ مما تزيد علاقتهم بالمعلم وبالتالي تساعد هذه العلاقات على تحقيق الأهداف وزيادة الدافعية لديهم ومشاركتهم الإيجابية في الأنشطة الصفية

وأكد بعض الباحثين على أن المعلم غير من مهامه نتيجة لتطور العلوم التربوية، فمن الأدوار التي يقوم بها المعلم:

التأكيد على عملية التعلم بدلاً من عملية التعليم

إشراك التلاميذ في التخطيط والتنفيذ للأنشطة الصفية

الانتقال من التعليم المباشر إلى التعليم الذاتي

استخدام الوسائل كمادة تعليمية بدلاً أن تكون وسيلة إيضاح

الانتقال من التعليم الجمعي إلى التعليم الانفرادي

الانتقال من التقويم الختامي إلى التقويم التكويني

تطورت نظريات علوم الإدارة وأكدت على العامل الإنساني والاهتمام بآراء العاملين ومراعاة الفروق الفردية، لذا على المعلم أن يتابع نظريات الإدارة الحديثة، خاصة التي تهتم بإنسانية التلميذ وإتاحة فرصة المشاركة في العملية التعليمية واختيار ما يناسبهم، ومع المراعاة للتعليم الفردي.

في ضوء نظرية الإدارة الحديثة أصبح المعلم مدير العملية التعليمية، عليه أن يقوي العلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ.

ومن هذا المفهوم ظهرت مهام متعددة للمعلم في الفصل ومنها:

إعداد مصفوفة الأسئلة في كل درس أثناء عرض المادة.

خلق جو الدافعية والتشويق من أجل حث التلاميذ على الاشتراك التلقائي في الأنشطة التعليمية

ضبط نظام الفصل وتعويد التلاميذ على والانضباطية الذاتية في نفوسهم

التعليم داخل وخارج الفصل، في الحديقة والمكتبة والبيئة المحلية

تحديد الأهداف وأنواعها والأساليب التي تساعد على تحقيق الأهداف

توزيع المهام والمسئوليات على التلاميذ وشعور كل تلميذ بأهميته ودوره في الأنشطة

تشجيع التلاميذ على إنجاز العمل وتوجيههم ومراقبتهم

تقدير قيادة المعلم في ضبط نظام الفصل

مداخل إدارة الفصل:

اختلفت هذه المداخل باختلاف التعريفات السابقة لإدارة الفصل، ويمكن إيجاز كما يلي:

المدخل التسلطي: الذي يعد إدارة الفصل عملية ضبط سلوك المتعلمين، ويوفر المعلم النظام ويحافظ عليه داخل الفصل (التأديب)

المدخل التسامحي: دور المعلم توفير أقصى درجة من حرية للتلاميذ، كي يتحقق النمو الطبيعي للتلاميذ، أي أن إدارة الفصل تعني هنا مجموعة من الأنشطة التي يستطيع المعلم بواسطتها أن يزيد من حرية المتعلمين.

المدخل السلوكي: حيث ينظر إلي إدارة الفصل على أنها تساعد في تعديل سلوك المتعلمين 

المدخل الاجتماعي (الإنساني): وهو عملية إيجاد جو اجتماعي انفعالي إيجابي داخل الفصل نتيجة تنمية العلاقات الإنسانية، بهدف تحقيق التعلم الهادف

المدخل التعاوني: ينظر إلى الصف على اعتبار أنه نسق اجتماعي، تلعب الجماعة دوراً محورياً، لذا ينظر إلى التعليم من خلال تفاعل وتعاون المجموعة الصفية مع المعلم "

مدخل الفصل المتمركز حول المتعلم:

ويعتمد هذا المدخل على تكوين ورش عمل يعمل فيه التلاميذ حسب سرعة فهمهم ورغبتهم، وهذا يعني تفويض السلطة لهم بعد أن يتنازل المعلم عن بعض أدواره، ويكون كعضو في الجماعة أو قائد فريق عمل، وقد يدير المتعلم المناقشات الصفية أو توجيه الأسئلة إلى التلاميذ.

مدخل الفصل المفتوح:

يعمل المعلم مع التلميذ كمنشط ومستشار أكثر من كونه ملقن للمعلومات، ويكون للمتعلمين في الفصول المفتوحة دور في التخطيط والتنظيم لأنشطة الفصل، وحرية التنقل داخل الفصل مع وجود مهارة الضبط الذاتي، وتوجد تأثيرات إيجابية مثل الإبداع والاستقلال والتعاون والتكيف النفسي وحب الاستطلاع بعد القيام المتعلم بالأنشطة الصفية.

مدخل الجودة على مستوى الفصل:

إدارة الجودة الشاملة تعني تحقيق درجة من الامتياز، وتوقع أفضل من كل تلميذ، واتباع النظرة طويلة المدى وإدراك المتعلم كمستهلك، وأنه قوة داعمة للجودة بالفصل والتعاون أكثر من إظهار التنافس، والعمل ضمن فريق أكثر من العمل على حدة (فردي) وإكساب مهارة حل المشكلات،واتخاذ القرارات وتنمية التفكير الناقد والابتكاري والاتصال والقيادة والتنظيم الجيد للفصل

(الإدارة الفصلية، الرويشد وتقي) (راجع موضوع استراتيجيات التدريس)

أنماط قيادة إدارة الفصل:

السلوك له دور في قيادة الفرد للآخرين، وهذا السلوك يعكس علاقته وتعامله مع غيره، وهذا السلوك يأخذ أنواعاً ومنها:

سلوك تسلطي:

يستخدم المعلم أساليب القسر والتخويف، ويستبد برأيه ولا يسمح للتلاميذ أن يعبروا عن آرائهم، بل عليهم تنفيذ للأوامر، لا يشرك التلاميذ معه في وضع أهداف النشاط الصفي، ويجعل التلاميذ يعتمدون عليه بسبب عدم ثقته بقدراتهم , وزرع عدم الثقة بأنفسهم، وقد يكبت التلميذ رغباته مما يجعله ينفر من التعلم، يظهر على بعضهم الشرود والاتكالية وعدم الرغبة في التعاون، لا يقيم وزناً للعلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ فلا يتعرف على ميولهم وحاجاتهم

سلوك ديمقراطي:

توفير جو المودة والطمأنينة وإتاحة فرصة حرية القيام بالأعمال، واحترام قيم ومشاعر التلاميذ والرغبة في إشباع حاجاتهم، إتاحة فرصة التعاون والنافس بين التلاميذ، إشراكهم في المناقشات وإبداء الرأي والنقد، واستثارة اهتماماتهم واستخدام أساليب التعزيز الفوري، وإشراكهم في وضع الخطط والأهداف واتخاذ القرارات، وإتاحة فرصة لهم في تقويم أعمالهم بأنفسهم، وتشجيعهم على التعلم، تنمية حرية إبداء الرأي والنقد البناء فيهم وتحمل المسئولية والاستماع إلى الآخرين.

سلوك فوضوي أو تساهلي:

ترك حرية كاملة للتلاميذ في اختيار الأنشطة دون توجيه، عدم تقويم أعمالهم، والاستعداد لتقديم العون فقط دون التدخل الفعلي، المحافظة على الصداقة معهم دون أن يحفزهم ويشجعهم، شعور بعضهم بالقلق بأنهم يمارسون أنشطة غير موجهة يحول دون معرفة ما ينتظر منهم مما يجعلهم غير واثقين بما يعملون

(الإدارة الفصلية، الرويشد وتقي)

الدراسات والبحوث في مجال إدارة الفصل:

في دراسة ميدانية بشأن " فعاليات إدارة الفصل بالأساليب الحديثة في زيادة الإنتاجية الداخلية "

لد. أمينة عثمان، ركزت الدراسة على الدمج بين مبادئ الإدارة التعليمية وإدارة الصف الدراسي، وتخصص المناهج وطرق التدريس، وعرضت الباحثة في الإطار النظري مفهوم الصف الدراسي ومواصفاته وكيفية إدارة الفصل، وكيف يكون المعلم مديراً ناجحاً لفصله، وكيف يوفر لبيئة المناسبة لاستخدام الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية الداخلية داخل الفصل، واستخدمت بطاقة ملاحظة واستبيان. من أهم النتائج اتخاذ القرار على مستوى الفصل كما في المدارس الأجنبية، لكن توقفت الدراسة عند التحصيل الدراسي كمؤشر لكفاءة إدارة الفصل، إلا أن هناك القيم والأخلاقيات ونوعية المواطن. (ص81 إدارة التعليم في الوطن العربي، عبدالغني عبود وحامد عمار).

دراسة إدارة الصف المدرسي من وجهة نظر الطالب المتدرب وفقاً للجنس والتخصص الأكاديمي، للدكتور سعد عبدا لله الناجم، كلية التربية، جامعة الملك فيصل، في المقدمة استهل الباحث حديثه عن أهمية النظام والضبط في حجرة الدراسة من خلال توفير المناخ العاطفي والاجتماعي بين المعلم وتلاميذه وتنظيم البيئة الفيزيقية وتوفر الخبرات التعليمية، وهذه عوامل مهمة في إدارة الفصل، حيث أن هذه الإدارة من أهم عناصر الكفايات التدريسية وترتبط بأداء وتحصيل التلاميذ، وتعديل سلوكهم، وشرط أساسي للتدريس الفعال، وهناك معوقات أمام الإدارة الصفية من مثل ضعف دافعية التلميذ واعتماد على أسلوب واحد من التدريس كالإلقاء والشرح، وتسلط المعلم على تلاميذه مما يؤدي إلى خوفهم منه، لذا كان سلوك المعلم له تأثير على سلوك التلميذ من حيث:

التخطيط: أي حسن إعداد المعلم لدرسه وتوفير الأنشطة الصفية والوسائل المعينة.

الإدارة (Management): بمعنى ضبط سلوك التلاميذ

التدريس: تزويد المعلم بالخبرة والعلوم

الاستغراق: كم من الوقت يقضيه التلميذ في عمليات التعلم والتعليم الذاتي

التغطية: قدرة التلميذ على استيعاب وفهم المحتوى التعليمي

النجاح: استطاعة التلميذ على تحقيق النجاح

استخدم الباحث في أداة بحثه استبانة " إدارة الصف " وتتكون من:

الكفاءة التدريسية وتشمل على البنود: متابعة أعمال التلاميذ الصفية واللاصفية – تعليمات عن تعديل السلوك – تقبل سلوك التلاميذ – المرونة واللباقة – الثقة بالنفس – تحمل المسئولية – تقبل آراء التلاميذ – إشراك التلاميذ في المناقشة – توفير بيئة تفاعل صفي – تقويم أعمال التلاميذ – استخدام أسلوب الثواب والعقاب.

التمكن العلمي: ويشمل البنود: الحقائق والمفاهيم – وضع خطة درس والإعداد اليومي – صياغة الأهداف السلوكية وتطبيقها – وضوح أهداف الدرس – مراعاة الفروق الفردية – الحركة داخل الفصل بطريقة سليمة.

الأداء التدريسي ويشمل البنود: القدرة على توظيف اطلاعه التام أثناء أدائه الدرس – لديه أفكار إبداعية – تنوع طرق التدريس – ملاءمة الموضوع لبيئة التلميذ.

القدرة على الإدارة الصفية: وتشمل البنود: يربط محتوى الدرس بأهداف المادة – يثير انتباه التلاميذ للدرس – طرح أسئلة واضحة وتوزيعها- يشارك التلاميذ في الدرس.

مهارة التدريس: وتشمل البنود: مهارات متعلقة بالمادة – توظيف الحقائق والمعارف الجيدة في مجال المادة – استخدام جيد لأدوات التقويم – تشجيع التلاميذ على التعاون – يعالج السلوك الصفي بحسن تصرف – القدرة على محافظة استمرار انتباه التلاميذ.

أساليب إدارة الفصل:

توجد أساليب في تنظيم وإدارة الفصل، منها مؤثرة وتعد عناصر لا غنى عنها، ومنها مهمة لكن غير أساسية، ومنها يمكن الاستغناء عنها أحياناً، ومنها لا تعيق عملية إدارة الفصل في غيابها    

التفاعل الصفي:

من أساليب إدارة الفصل استخدام التفاعل الصفي بهدف توثيق العلاقة بين المعلم والتلميذ، ويمكن قياس هذا التفاعل بعدة أدوات، لكن لا بد من الحديث عن تطور أدوات الملاحظة وهي التي تقيس التفاعل الصفي، صمم " هورن " الأمريكي أداة لقياس مشاركة التلاميذ في الفصل عام 1914م، وفي عام 1929م صمم " بار Barr " أداة الملاحظة المنظمة داخل الفصل، إلا أن انتشار هذه الأداة كان في الخمسينات من القرن العشرين، بعد فشل الأساليب التقديرية ذات المراتب في تحديد مواصفات المعلم ذي الفاعلية (أي مواصفات التدريس الفعال) (سلوك التدريس، معالم تربوية، محمد أمين المفتي، 1991م)

وفي عام 1935م طور " رايت ستون " أداة الملاحظة بعد الاستفادة من أداة " هورن"، وهذه الأداة تعالج تحفيز المعلم للتلاميذ واستجاباته لهم، واتباعه أسلوب التعلم، وطور أداة أخرى تتكون من فئات سلوكية خاصة بالتلاميذ مثل مبادراتهم وفضولهم ونقدهم وتذكرهم وتحملهم لمسئوليات التعلم، ثم طور "أندرسون " والذي كان معاصراً ل "رايت ستون " أداة منظمة للملاحظة لعلاج المناخ الاجتماعي في الفصل من خلال سلوك المعلم السلطوي أو السوي والاجتماعي، وفي عام 1942م صمم كل من " لوين " و " ليبيت " و " وايت " أداة تضم ثلاثة أنواع من السلوك: السلطوي والديمقراطي والسائب أو المتساهل Laisse Faire، وفي عام 1949م ظهرت أداة على يد كل من " جون " و " يثولـ"وتشتمل على سبعة أنواع من السلوك للمعلم.

وفي بداية الخمسينات من القرن العشرين طور " روبرت بيلز R Bales " أداة ملاحظة أساليب تفاعل المجموعات الصغيرة وكيفية الاتصال بين أفرادها، وركز على تكرار السلوك وتحديد الوقت لهذا السلوك، ومع نهاية الخمسينات صمم " ند فلاندرز Ned Flanders " أداة ملاحظة التفاعل اللفظي الصفي، ثم نقحها في بداية الستينات (1961)، وتعد أداة " فلاندرز " الأكثر انتشاراً في مجال الملاحظة الصفية، وسوف نتحدث عن هذه الأداة بعد قليل، تعددت وتنوعت أدوات الملاحظة بدرجة كبيرة في مجال التعليم والإصلاح الاجتماعي، هناك أكثر من (80) أداة في الملاحظة الصفية لتقييم سلوك المعلم (التدريس) وسلوك التلميذ، وفي مجال البحث التربوي والتدريب والتقويم هناك أكثر من (100) أداة، وتوجد أكثر من (30) أداة في الملاحظة اللاصفية في مجال الإصلاح الأسري ومجال المصانع ومجال الطب النفسي والبيطري (أدوات ملاحظة التدريس، محمد زياد حمدان، 2001م).

هذه الأدوات تحتاج قبل استخدامها وتطبيقها في الميدان إلى التدريب في كيفية استخدامها، لذا نهيب بمسئولي مؤسسة إعداد المعلم إدخال في مناهجها مقرر " كيفية استخدام أدوات الملاحظة" التي تعزز العملية التعليمية وتطور من أداء المعلم وترفع من المستوى التحصيلي للطلبة.

من أدوات التفاعل اللفظي وتستخدم لملاحظة السلوك الصفي اللفظي للمعلم والتلاميذ، وأشهرها أداة "فلاندرز"، التي تقيس التفاعل اللفظي وتنقسم هذه الأداة إلى ثلاثة أنواع من السلوك:

أولاً: سلوك المعلم: سلوك مباشر وسلوك غير مباشر.

سلوك غير مباشر:

1- تقبل المشاعر:

يقبل المعلم مشاعر تلاميذه من خلال العبارات التي يستخدمها والتي لها أثر طيب في نفوسهم خاصة العبارات التي تعكس عن الذات مثل: إن كثرة الواجبات المنزلية قد أرهقتكم، يظهر أنكم قلقون من الامتحان...ألخ

2- الثناء والتشجيع:

يشجع المعلم تلاميذه من أجل إزالة التوتر والرهبة من نفوسهم، مع عرض التلاميذ أفكارهم وتصوراتهم مثل:

أحسنت يا محمد

أنت يا حسام تلميذ ذكي

لقد حليت هذه المسألة يا فهد على الرغم من أنها مسألة صعبة

3- تقبل الأفكار:

ويحاول المعلم أن يتقبل أفكار التلاميذ من خلال تردد أو قول كلامهم أو إعادة صياغة العبارة التي قالها التلميذ أو تلخيصها أو توضيحها أو إضافة لها كي تتفق مع موضوع الدرس

4- توجيه الأسئلة:

توجيه الأسئلة يجعل التلميذ يتفاعل مع الدرس ويشعر أن المعلم مهتم به، وتجعل بعض الأسئلة التلاميذ يفكرون، لذا يعد طرح الأسئلة من مهارات التدريس، وكلما كانت الأسئلة تثير التفكير أو تجعل التلاميذ يعبرون عن آرائهم، كلما تفاعل التلميذ أكثر من معلمه

سلوك مباشر:

1- الشرح والتلقين:

وذلك من خلال طرح الحقائق والمعلومات والأفكار والمفاهيم، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في الدول العربية أن أسلوب التلقين أو الحفظ من أكثر الأساليب المتبعة في المدارس.

2- إعطاء التوجيهات:

يعطي المعلم بعض التوجيهات بهدف قيام التلميذ بسلوك أو كلام معين يخدم الموقف التعليمي مثل إخراج الكتب من الأدراج أو قراءة موضوع ما أو فتح صف�

المصدر: منقول للاستفادة
almarawan

المروان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 407 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2014 بواسطة almarawan

علاء أحمد مكى

almarawan
مدير مدرسة - من مدينة الألف باب وقدس الأقداس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

218,853