<!--<!--

 

فضيحه فى دكان شحاته 

بقلم .  سمير أبو الحمد

[email protected]

 

ظلت جدتى لأبى رحمها الله حتى اخر لحظه فى عمرها تتباهى أمام صغارالنسوه فى حارتنا الطيبه وكل بنات العائله بأنها طوال أكثر من خمسين عاما عاشتها مع جدى رحمه الله لم تعرف قدميها الطريق إلى ( اللى إسمهاإيه دى السيما ) كما كانت تقول جدتى وكانت البنات ( مقاصيف الرقبه ) كما كانت جدتى تنادى معظمهن لشقاوتهن ومحاولتهن التمرد وذلك بالسهر أمام شاشة التليفزيون فى بداية إطلالته على البيوت المصريه بقناته اليتيمه وكانت تسمى (  القناه 5 ) فقد كانت جدتى ترى أن السهر أمام ما يعرضه التليفزيون وكان فى ذلك الوقت فى قمة الاحترام للعادات والتقاليد وليس به إسفافا تراه قمة العار والحال المايل فالبنت التى تشاهد ( التمثليات والغناوى ) تراها بنت مش مربايه وتستاهل قطم رقبتها لان عيارها كده يعتبر فلت ويتخاف منها ولن أنسى اليوم الذى جاءت فيه إحدى الجارات لتشتكى زوجها لأبى وهو كبير العائله والحاره فى عيون الناس بعد رحيل جدى فنهرتها جدتى بشده قائله تلاقيه شافك قاعده قدام التليفزيون بتتفرجى على الكلام الفاضى . كان العيب كل العيب عند جدتى وجيلها بأكمله أن تخلع الانثى برقع الحياء ولو بتصرف بسيط وهكذا كان جدى ذلك الرجل الصعيدى ومثله أبى أكثر حزما وصرامه فقد عاش يؤمن أن بيت المرأه هو جنتها وأن زوجها هو الطريق إلى تلك الجنه وأن خروجها وكلامها وتصرفاتها ( التهلكه ) بعينها لم تعش جدتى الغاضبه من تصرفات بريئه فى عصرها حتى ترى الاخ الصعيدى يطلب من اخته على شاشة السينما على مرأى ومسمع من كل البشر فى شتى بقاع مصر والعالم أن تتحزم وترقص أمام واحد (  حايله قارى فاتحتها ) كما يقول العامه وهى شبه عاريه فى (  مهزلة دكان شحاته ) للمخرج الذى نسى أو تناسى هو وصاحب السيناريو الفاجر الذى طمس كل ملامح الحب والاصاله والحياء والنخوه انها عناصر تكوين الانسان الجنوبى على مر العصور والتى لم يتخل عنها رغم زلزال العرى الفاضح الذى ضرب حياتنا بقوة  150( ريختر ) . ولازال يتمسك بقيمه وعاداته وتقاليده نسى أصحاب دكان شحاته أن الانسان الصعيدى لايزال يرى فى المرأه  ( عاره ) ولو عاشت فى خندق واحتجبت عن كل العيون فما بالك لوتعرت أمام الكره الارضيه بأكملها وبمباركة شقيقها . وإذا كانت جدتى رحمها الله قد عاشت تتباهى بأن الله قد رحمها من إرتكاب جريمة الذهاب إلى السينما وكانت سينما راقيه ومحترمه وجميله فى عصر أجمل فماذا لو عاشت إلى اليوم ورأت مايحدث فى غرف النوم ليس فى أفلام السينما وحدها ولكن فى برامج ( التوك شو ) ؟ أعتقد أنها كانت ستظن أن القيامه قد قامت -  رحم الله جدتى وعصرها الجميل ورحمنا ووقانا ونون النسوة فى بيوتنا من القنابل الموقوته على شاشات لاهدف لها سوى سحق هويتنا العربيه والاسلاميه وتدميرنا . ولك الله يا مصر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 28/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2011 بواسطة alkatebstar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

32,837