<!--<!--
( على فين ياعم الحاج ) ؟
بقلم - سمير أبو الحمد
----------------------------------
كذب من ادعى ان مصر فقيره وان ازماتها اكبر من ثرواتها فبلد به اكثر من 80 مليون ( حاج ) هو بكل تأكيد اغنى بلدان العالم بلد به ثروات لاتعد ولاتحصى من اعاجيب الزمان هو تحفة البلدان ودرة كل عصر واوان
80 مليون ( حاج ) فى بلد يعيش معظم شعبه على هامش الكبار هو نفسه البلد الاول فى العالم الذى يتفنن ابناء شعبه فى صناعة الالقاب ( اللائقه والغير لائقه ) فهل هناك دوله على وجه الارض بها ذلك الكم الغير مسبوق من المهندسين لقبا لا فعلا فكل المجتمع صار مهندسا ومن الواضح ان موضة عبارة ( يا باشمهندس ) التى كانت على السنة معظم ابناء الشعب المصرى فى الفتره الماضيه قد انتهت وحلت محلها موضة ( يا حاج ) ففى كل مكان على ارض مصر لم يعد على السنة الناس سوى عبارة ( ياحاج ) تطلق على كافة طبقات الشعب دون تمييز وبطريقه غبيه تؤكد اننا لانعى مانقول وان اتهامنا بالتخلف والسطحيه اتهاما عادلا مادمنا لانفرق بين العالم والجاهل بين لقب يليق ولقب لا يليق وقد أحزننى بشده أحد خبراء تدريس تاريخ العالم القديم والحديث فى جامعاتنا العربيه وهو يحكى موقف تعطل سيارته فى اشارة مرور فى احد شوارع القاهره العجوز وقيام ( عسكرى المرور ) بنهره امام الماره بطريقه لاتليق ( يالا ياحاج مش ناقصين عطله ولا اسحب رخصتك ) لم ينظر الى شكله الوقور وزيه الانيق وسيارته الفارهه وقال لى صديقى المهندس المسئول فى واحده من كبريات شركات الكمبيوتر وهو يضرب كفا بكف تصدق انى انا نسيت انى مهندس من كتر ما بسمع كلمة ياحاج فى كل مكان ) واستطرد قائلا بالامس القريب كنت احزن من لقب مهندس حين يطلق امامى على الجهله وانصاف المتعلمين واليوم سرق منى لقب مهندس وهو دراستى وعملى وثمرة سنوات طويله وطالتنى موضة الالقاب العشوائيه فى وطن الغرائب والمعجزات الوطن الذى يصبح فيه البصمجى مهندسا فى طرفة عين انا الان ياصديقى اصبحت الحاج فلان تصدق ياأخى المجتمع كله اصبح ( حجاج ) ماعدشى فيه ف مصر دكاتره ولا مهندسين ولا محاسبين ولا غيره . قلت : لاتتعجب ياصديقى فبالامس كنت فى طريقى الى وسط المدينه ووجدت السائق يسألنى ( على فين ياحاج ) وفى واحدة من مكتبات المدينه سألتنى البائعه طلباتك ياحاج رغم ان زميلتها قابلتنى بحفاوه بعدما اخبرتنى انها واحده من اهم المتابعين لى من خلال الصحافه والاذاعه وعند بائع الصحف صافحنى احد القراء قائلا ( ازيك يا حاج سمير الله ينور ياباشا على مقالاتك . زمان كنا نطلق لقب ( حاج ) على شيوخ قريتنا وكبار العائله سنا تقديرا واحتراما لسنهم ولم يكن لقبا عشوائيا نطلقه هكذا دون تمييز انا لا قلل من لقب حاج فهو حلم العمر لأى مسلم لكن لا يصح ان يطلق هكذا على الفاضى والمليان .ابتهل الى الله عز وجل عزيزى( الحاج ) عفوا اقصد القارئ ان يرزقك الله وانا معك حج بيت الله الحرام والايصبح حجى وحجك مجرد ( لقب )
ساحة النقاش