الميشابي

الإهتمام بالإدارة والقيادة ، والفكر الإستراتيجي

بسم الله الرحمن الرحيم

الإدارة اليابانية


    هناك دراسات كثيرة كتبت عن التجربة اليابانية أبرزها دراسة (بيتر دراكر) التي نشرها في مجلة (Harward Business  Review) ذكر في دراسته أربعة خصائص للإدارة اليابانية هي سبب التقدم الذي أحرزه اليابانيون ، وهي :

1.  اتخاذ القرار بصورة جماعية  .  فخلافاً لما هو موجود في الغرب حيث أن القرار يتخذ في المستويات العليا ويتم أيضا بمشورة مجموعة صغيرة من المنفذين، فإن جميع الأفراد في اليابان يشتركون في عمل الإدارة بمناقشة المشاريع واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها ، فقبل أن تشرع الشركة على تنفيذ مشاريعها يقدم العاملون بدراسة المشروع بصورة كاملة حتى بدون أن يعرفوا رأي الإدارة فيه ، يبحثون في المشاكل التي قد تعيق تنفيذ المشروع وطرق معالجتها فلا يبدأون بالعمل إلا بعد أن يحيطوا بالمشروع احاطة تامة وكاملة فعند التنفيذ سيجدون سهولة في إنجاز المشروع ، ويجدون القدرة على حل أية معضلة قد تعترض سبيلهم لأنهم قد درسوا كل الاحتمالات ووضعوا الحلول اللازمة له  .وبناءً على ذلك فإنّ أي تعثر في العمل لا يحدث نتيجة لهذا العامل المهم الذي يعطي العاملين فكرة مفصلة عن عملهم ، وعن مشكلات العمل وما شابه ذلك.

2.  التوظيف مدى الحياة . أغلب الموظفين والعاملين في اليابان يعيّنون في وظائفهم مدى العمر، كما وأنّ مرتباتهم الشهرية تعطى لهم على أساس سنين الخبرة  . فمرتباتهم تتضاعف كل (15) عاماً ، كما وأنهم يصلون سنّ التقاعد عندما يبلغون الخامسة والخمسين من العمر، وعندما تكون المنظمة في حاجة إلى خدماتهم فإنهم يبقون في الخدمة فيمنحون حينذاك ثلثي راتبهم الشهري ،  فالوصول إلى درجة المدير لا يحصل إلا لمن بلغ سن 45 سنة .

3.  استمرارية العملية التعليمية والتدريبية .  يتلقى العاملون اليابانيون سواء كانوا موظفين أو عمالاً أو مدراء يتلقون التعليم المتواصل والتدريب اللازم للعمل الذي ينجزونه طيلة بقائهم في المنظمة  .فالتعليم والتدريب المتواصلان سيرفعان من مستوى أداء العامل الياباني والذي سينجم عنه زيادة في الإنتاج وتقدم في نوعية المنتج .الملاحظ أن الدول الأوربية  تستعين بالتعليم والتدريب في المنظمة لكن حين انتقال الموظف من درجة إلى درجة أعلى ، أو عندما يريد الانتقال من وظيفة لأخرى .

4.  الإدارة الأبّوية  . إحدى وظائف المدراء في اليابان تربية وإعداد مدراء المستقبل ، فكل المدراء يجب أن يشرعوا في المستويات الدنيا ثم يتسلقوا السلالم الإدارية حتى يصلوا القمة ليصبحوا مدراء للمنظمة ، لهذا فإن الشهادات الجامعية العالية لا معنى لها في اليابان ، فالفرد يتعلّم في الجامعة ، ولا عجب أن يكون رئيس وزراء اليابان (تاناكا) حاصلاً على الشهادة القانونية العامة فقط .

على أي حال في السنين العشرة الأولى من عمل الموظف يقوم بإنجاز الأعمال الإدارية غير الرسمية وهي التي أطلق عليها (God Father) فيصبح مديراً غير رسمي ، أي أنه يقوم بأعمال الإدارة تحت أشراف المدير، فيسمع شكاوى الموظفين ، وله صلاحية نقل الموظف من مكان لآخر، كما وأنه يقوم بإعطاء الموظف درجة أعلى ليصبح بالمستوى الذي يناسبه .


هذه باختصار أهم عناصر الرقي في الإدارة اليابانية وبالتالي للتقدم الياباني الذي أثار إعجاب الكثير . هذا ما يتعلق بالمنظمات والمصانع العامة ، أما المعامل الخاصة فأغلبها معامل صغيرة تقتصر على أعضاء العائلة فقط ، وتناط إدارة هذه المعامل برب العائلة الذي يمتاز بطول الخبرة والكلمة المسموعة عند جميع أعضاء العائلة وهي عناصر مهمة لنجاح المنظمة حتى لو كانت صغيرة.

المصدر: 1. علي محمد إبراهيم كردي ، الإدارة والقيادة ، ط 1 ، وادي النيل للتنمية البشرية ، القاهرة – 2011 م . 2. الموقع : www.omaniyat.com/ . 3. الموقع : http://ar.wikipedia.org/ .
alikordi

د . علي كردي

ساحة النقاش

د . علي محمد إبراهيم كردي

alikordi
الاهتمام بموضوعات الإدارة بمختلف أقسامهاوالقيادة ، علم الإستراتيجية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

760,121