بسم الله الرحمن الرحيم
نظريات القيادة (3)
نظرية سلوك القائد
بعد فشل نظريات السمات ، انتقل الاهتمام إلى التركيز على سلوك القائد ، وفي هذا الصدد سيتم تناول كل من النظرية السلوكية ، نظرية (ليكرت) في القيادة ، نظرية البعدين ، نظرية الشبكة الإدارية .
أولًاً : النظرية السلوكية The Behavioral Theory ظهرت في نهاية الأربعينات حتى أوائل الستينات من القرن العشرين وركزت على دراسة سلوك القائد وتحليله أثناء القيام بعملية القيادة ، وتحليل أثر ذلك في فاعلية الجماعة والمنظمة ، إن النظرية لا تنظر إلى السمات التي يتمتع بها القائد بقدر ما هو نوع السلوك الذي يسلكه القائد ؟ أي الاهتمام على الطريقة التي يمارس فيها القائد تأثيره ، ويرى أنصار هذه النظرية أن القائد هو الذي يحقق التوازن ما بين أهداف المنظمة وإشباع رغبات أعضاء الجماعة .
ثانياً : نظرية ليكرت في القيادة The Likert system هي نتيجة أبحاث مقارنة سلوك القادة في المجموعات العمالية ذات الإنتاجية العالية ، والمجموعات العمالية ذات الإنتاجية المنخفضة . وجد أن القادة ذوي الإنتاجية العالية امتازوا بالآتي : المشاركة المحدودة في التنفيذ الفعلي للعمل ، الاهتمام بالأفراد والتعامل معهم بطريقة غير رسمية ، منح المرؤوسين حرية أكبر في اتخاذ القرارات وطرق العمل المناسبة ، الإشراف على المرؤوسين أقل . لقد أكد (ليكرت) بأن القيادة الديمقراطية بشكل عام أفضل من القيادة الأتوقراطية ، وحدد (ليكرت) أربعة أنظمة للقيادة هي النظام التسلطي الاستغلالي : يتصف القائد هنا بالمركزية المطلقة ، تقل ثقتهم بالمرؤوسين ، ويتم التحفيز عن طريق الخوف والإكراه . النظـام المركــزي النفعي : وهو شبيه بالسابق ، ويعتبر أقل مركزية ، يسمح القائد أحياناً بمشاركة المرؤوسين في اتخاذ القرارات ولكن تحت رقابته . النظام الاستشاري : فى هذا النظام القائد يثق في مرؤوسيه ، ويستفيد من أفكارهم وآرائهم . النظام الجماعي المشارك : وفيه تتوفر ثقة القائد المطلقة في مرؤوسيه ، ويستفيد باستمرار من أفكارهم ، ويتم التركيز على مشاركة المجموعة في تحديد الأهداف واتخاذ القرارات ، يقتصر دور القائد هنا على أنه حلقه وصل بين مختلف المستويات التنظيمية .
ثالثاً : نظرية البعدين The Two Dimensional Theory في عام 1954م قام فريق مكتب أبحاث جامعة أوهايو بدراسة جادة لموضوع القيادة ، استغرقت عدة سنوات ، حيث وضع الفريق قائمة أسئلة هدفت لتحليل القيادة في جماعات مختلفة وفي ظل ظروف متفاوتة ، سميت تلك القائمة بقائمة وصف سلوك القائد ، وتمثلت البداية من الفرضية القائلة بعدم وجود تعريف ملائم وشامل للقيادة ، من أبرز رواد هذه النظرية (فليشمان) و (كارل شارتل) ، ولقد أفرزت النظرية وجود بعدين للسلوك القيادي ، هما البنية الهيكلية والاعتبار . البنية الهيكلية Initiating Structure : أو بعد التركيز على المهمة ويطلق عليها كذلك بالنشاط الموجه نحو العمل و ينصب اهتمام القائد في هذا البعد على العمل وتحديد الأدوار والمهام لإنجاز المهمة . يوضح هذا البعد سلوك القائد الذي يحدد فيه مهام مرؤوسيه وعلاقته بهم ، بالإضافة إلى تحديد الدور الذي يتوقعه من كل فرد في الجماعة وهذا يركز هذا البعد على محاولات القائد الواضحة من أجل تحقيق أهداف المنظمة . الاعتبار Consideration : أو التركيز على العاملين ، أى بمعنى الاهتمام بالعلاقات الإنسانية وتقوية العلاقة بين القائد والمرؤوسين ، يتم منح المرؤوسين فرصة المشاركة في اتخاذ القرار ، تشجيع الاتصالات في الاتجاهين من أعلى إلى أسفل وبالعكس ، هذا البعد يشير إلى سلوك القائد الذي يتميز بالثقة المتبادلة وعلاقات الاحترام بينه وبين مرؤوسيه ينتج من هذين البعدين أربعة أساليب قيادية .
أثبتت الدراسات بأن سلوك القائد يمكن أن يجمع بين البعدين بدرجات متفاوتة في آن واحد . لذا فإن القائد يمكنه تحقيق الرضا والإنجاز الجماعي لمرؤوسيه .
ثالثاً : نظرية الشبكة الإدارية The Managerial Grid Theory في أوائل الستينات أخذ (روبرت بليك وجين موتون) النتائج التي توصلت إليها أبحاث جامعتي أوهايو وميشيكان ، تم وضع تلك الأبعاد (الاهتمام بالعمل ، الاهتمام بالمرؤوسين ) في شبكة بغرض التعرف على الأساليب القيادية المختلفة ، لقيت الشبكة شهرة واسعة فيما يتعلق بتوضيح ديناميكية أبعاد القيادة ، بالإضافة إلى أن استخدامها يفيد القائد في تحديد البدائل المتوفرة له من أجل تحسين فاعليته القيادية .
ساحة النقاش