الشاعر و الاديب علي الفشني

<< الحروف تبني صرحا إذا أوقدتها مشاعر صادقة >>

حارة نقض الوضوء
ذهبا يعودان صديقهما فتوجها تلقاء حارة ضيقة كأنها خط من رماد تتعانق شرفاتها و تتثاءب ابوابها تبدو كممر غير امن تقمن النساء بزينتهن على جانبيه بغير حاجة يتبارزن بالنميمة ويجهرن بما طوته ستائر الرحمة ولما ورد فم الحارة القى الاول السلام فقال مازحا وواعظا:
ـ السلام عليكم اهل قوم مؤمنين ...
ولم يتم حيث قاطعه الثاني قائلا بعد ان انفرجت شفتاه بابتسامة عريضة:
ـ تقصد الفقر والحاجة مقابر الاحياء
فتبسم الاول ضاحكا ثم قال:
ـ مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحى والميت
ثم استطرد كأنه يحدث نفسه:
ـ انما هؤلاء هم الموتى حقا قد وارتهم الغفلة وجرفهم اللمم ومنهم من اهلكته كبائر الاثم والفواحش ولكنهم يستطيعون الخروج من اجداثهم مسرعين الى ربهم انه كان غفارا وسعت رحمته كل  شيء يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به
ثم انطلقا فاقتصد الاول في مشيته كأنما يمشي على حبل مد في الفضاء مما اثار انتباه الثاني و اضطره الى سؤاله:
ـ  من اي شيء تخاف وتحاذر؟
فأجابه:
ـ الم اقل لك انها حارة نقض الوضوء
قال الثاني وهو يكظم غيظه:
ـ فلينقض الوضوء الف مرة لتتوضأ وتزداد نورا اقطع حبل المغالاة وامشي على الارض هونا امط اذاهم وغائطهم واجعل من ملامسة النساء مصافحة يد تبسط للعون والمساعدة خذ بنواصيهم الى ربهم يأخذونك الى الجنة

 

alihamed

علي الفشني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2017 بواسطة alihamed

ساحة النقاش

علي محمد حامد

alihamed
أنا قلم متصل بالوجدان مداده سيل العواطف المتدفق من منابعه و الجاري على صفحات الحياة طابعا عليها بواعث الأمل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

166,799