أودعها الطريق
وقال لها:
لا ترحلي
وطبق ورقة
في كفها
وقال
ان غبت عنك
فاسألي
رقت الأم
وفرت دمعة
من جفنها
ولدي لا تغيب
فانت شمسي
والبرد يؤذي
عجوز مثلي
تولى عنها
ثم وقف
غير بعيد
لينظر ما دبر
وطوى الغدر
نهارها
والأم
فرغ فؤادها
ذهب
يتحسس فقيدها
راح النهار
والليل كاد ينجلي
والابن يلطم وجهه
من غيظه
الوقت قد تأخر
الوقت قد تأخر
والبرد يكثف قرصه
عساه يفيق
أو يفكر
عساه يراجع نفسه
ويلملم ما بعثر
والأم جن جنونها
وبنار الفراق تدثرت
وإلى السماء نظرها
قد صوبت
رباه سلم عواقبه
ورده
لأهله وعياله
وأقاربه
ومر امرؤ بها
ورق لحالها
قال: أماه
تفضلي
هذا معطفي
به تدثري
أو لترحلي
أماه
أخبريني أين تسكن؟
وتلعثمت الأم
وهي تدري ولا تدري
ثم تذكرت
وأعطته الورقة فقرأها
وقالت: ولدي تأخر
قال
ولدك غادر محرابك
وخلع نعليه
 بغير رحابك
صرخت الأم
ولدي
قال
يرجوني أن أسلمك
لدار رعاية
ولي الأجر
قالت
الحمد لله
لا ضير
ولدي ولدي
بخير
وأراد الابن أن ينصرف
غير عابئاً بما اقترف
وهو يمر اصطدم
بسيارة فعرف
أن العقاب هو الأجل
ستغادر حياتها للأبد
وهرولت
 الام اليه
وقالت:
بني لا ترحل