20 مليماً تنقذ الهرم الكبر من الهدم
*** بنى محمد على القناطر الخيرية وأدخل مصر زراعات جديدة كانت فى حاجة إليها مثل قصب السكر والأصناف طويلة التيلة من القطن والتى جلبها من سيلان والتى كان قطنها فى هذا الوقت هو الأشهر والذى كان يتم تصديره إلى إنجلترا , إنشأ الحدائق والمنتزهات وكذا إدخاله الطرز الحديثة فى العمارة والتى أغلبها أوروبى حيث استقدم المهندسين الأتراك والأوروبيين والذين شيدوا المبانى الدينية والمدنية والحربية.
ذكرت جريدة الأهرام بتاريخ 31 /1/2006 م السنة 130 العدد 43520 : " أن20 مليما فقط أنقذت هرم خوفو( الهرم الأكبر) من الهدم بأمر والي مصر محمد علي؟ فقد كشفت وثائق تاريخ الري المصري القديم في متحف الثورة الذي أقامته ثورة يوليو في منطقة القناطر الخيرية عام1957 أن محمد علي أصدر أمرا إلي المهندس الفرنسي لينان بهدم الهرم الأكبر, واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان, التي أصبحت فيما بعد القناطر الخيرية.
وتشير الوثائق إلي أن المهندس الفرنسي حاول إثناء محمد علي عن قراره علي أساس أن كميات أحجار الهرم الأكبر ستزيد أربعة أمثال المطلوب لبناء القناطر الجديدة, وأن أحجار الهرم الأصغر منقرع لا تكفي للتشييد, وطلب المهندس لينان المساعدة من قنصل فرنسا العام في مصر, الذي انحاز بشدة لجهود حماية الهرم. لكن ما دفع محمد علي إلي التخلي عن إصراره لم يكن إلا فكرة وجود بديل آخر, يمكن أن يوفر20 مليما. فقد ذكر لينان للوالي أن تكلفة نقل المتر الواحد من أحجار الهرم عشرة قروش, أي مائة مليم, وأن تكلفة نقلها من محاجر قريبة من منطقة شلقان تبلغ ثمانية قروش, أي ثمانين مليما, وهنا فقط تراجع والي مصر عن قرار هدم الهرم الأكبر. وقد أكد المهندس أحمد عبدالعزيز مدير عام ري قناطر الدلتا لمندوب الأهرام أحمد نصرالدين أن الحوار الذي دار بين الوالي محمد علي, والمهندس الفرنسي مسجل في وثائق تاريخ الري المصري. "
*** هو أول وضع محمد على لنظام الدولة الحديثة بانشائه نظام الدواوين (ديوان المدارس – ديوان الحربية .... إلخ) كما مسح أرض مصر إلى سبع مديريات وقسم المديريات إلى مراكز والمراكز إلى نواحى.
*** وضع محمد على ما يعرف بلائحة التنظيم (مثل مهندسى الأحياء فى العصر الحديث) حيث إهتم بمراقبة الحارات والدروب والسكك وعمل على تسهيل المرور واتبع نظاما للملاحظة
*** قام بتعيين ملاحظين يتابعون المبانى ويشرفون على هدم المبانى القديمة وإعادة البناء من جديد وفى حالة عجز الناس عن البناء تتولى الدولة البناء وتخضع لأملاكها (أملاك الدولة)
*** أنشأ المصانع التىساهمت إلى حد كبير فى تنمية البيئة المصرية فى هذا الوقت بدلا من تبعيتها للدول .
*********************************************
سبيل محمد على
السبيل الذي يسقط في عشقه كل من يراه,بناه محمد علي باشا,والي مصر عام 1820 في قلب مصر القديمة,وقد ظهرت الأسبلة في القاهرة للمرة الأولي في القرن الرابع عشر,وكانت ملحقة بالجوامع وبمبان دينية أخري أقامها السلاطين والأمراء,ثم بني الأثرياء من الرجال والنساء أسبلة كمبان منفصلة,في مواقع بارزة في المدينة.وتتميز القاهرة وحدها باحتواء مبني السبيل,علي كتاب للتعليم الأولي,يقام أعلاه,وأصبحت الأسبلة والكتاتيب من المعالم التقليدية للمدينة,لذا نلاحظ أنه حينما غزا نابليون بونابرت مصر عام 1798,لاحظ أكثر من ثلاثمائة سبيل في مصر.
يقول الدكتور خالد فهمة أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث,في قسم الدراسات الشرق الأوسطية والإسلامية بجامعة نيويورك,في كتابه سبيل محمد علي باشا إن محمد علي باشا كسر التقليد المعماري المملوكي الذي امتد قرونا,ودشن بإقامة هذا السبيل طرازا جديدا تماما,فاختار موقعا بارزا في المنطقة التجارية النشطة علي الشارع الرئيسي في المدينة,واستورد أخشابا ورخاما أبيض من تركيا,وربما جلب منها بعض الحرفيين أيضا,واختار أن يشيد مبني بهذه الضخامة والفخامة ليبرز سلطته السياسية,وتعرض اللوحات المنقوشة بكتابة عثمانية علي الواجهة أبياتا شعرية,واسم محمود الثاني سلطان الدولة العثمانية آنذاك,التي كانت مصر جزءا منها وكان محمد علي واليا عليها.
يجب أن نعود إلي التاريخ لنعرف أكثر عن السبيل.التاريخ يروي لنا أن السبيل بني ليخلد ذكري طوسون ابن محمد علي,الذي مات بالطاعون قبل إنشائه بثلاث سنوات,وعمره 22 عاما,وكان أحب أبنائه إليه,ولم يدخر الأب المكلوم جهدا أو مالا في بناء السبيل لطبع القاهرة بأثر باق يخلد وجود أسرته وأهميتها,وكان السبيل أيضا نقطة في معمار القاهرة,فطراز الزخرفة الغنية المنحوتة علي الرخام علي الواجهة المقوسة كان جديدا تماما,وكان هذا الطراز الذي ظهر في مبان كثيرة في اسطنبول تحويرا عثمانيا لطراز الباروك الأوربي,لكنه كان تحويرا حديثا للغاية في عصره مع عنصر كلاسيكي قوي,كذلك كانت الأفاريز الخشبية البارزة المنقوشة الغنية بالنحت متأثرة بطرز معمارية تركية.وزيادة في البعد عن تقاليد العصر المملوكي,لم يبق فوق السبيل كتاب,إنما بنيت قبة مغطاة بالرصاص علي غرار مبان عديدة في عاصمة الدولة العثمانية,ولزيادة التأكيد علي هذه الفكرة,كان باطن القبة مزخرفا بلوحات تصور مشهدا تركيا مبنيا خياليا لا يشبه أفق القاهرة.
وكان يتوج المبني هلال لامع مطلي بالذهب,وكانت أبواب المدخل الرئيسي مصبوبة بالبرونز الصافي,وكان المقصود بتغطية القضبان المزخرفة المصابع الذهبية في النوافذ المقنطرة,إبهار الرواد الذين كانوا يرتقون الدرج ليملأوا كوبا من الماء من الأحواض الرخامية خلفها,وكان الماء يحفظ في صهريج ضخم تحت الأرض عمقه تسعة أمتار,ومسقوف بتسع قباب حجرية,وجدرانه مبطنة بمونة غير منفذة للماء,علي غرار المباني الرومانية القديمة,وكانت تغذيه بالماء أنابيب تملؤها سواق منصوبة علي الخليج المصري الذي كان يخترق المدينة وقتها,وتبلغ سعة الصهريج 455 ألف لتر,تكفي لملء مليون ونصف مليون كوب من الماء,وعادة ما يكون الناس الذين يشربون من السبيل يتركون عملات رمزية عرفانا للجميل,ووجد منها الكثير خلال الترميم تحت الدرجات وفقا للعرف الشعبي,وكان باستطاعة الذين يرتقون الدرجات من الشارع ليصلوا إلي النوافذ المغطاة بالقضبان ليشربوا,أن يلمحوا باطن القبة المزخرف فوق قاعة السبيل,فتوحي لهم المدينة الخيالية والنقوش النباتية المزهرة المنقوشة عليها بصور الجنة.
في الفترة الأخيرة سيكون بإمكان الذي يمر أمام سبيل محمد علي,أن يلمح مدي التغيير الذي حدث فيه وأعمال الترميم,وسيكون بإمكانه أيضا أن يستمع إلي حكايات من البائعين حول السبيل,عن الفترة الطويلة التي استمر خلالها الترميم,ومدي التغيير الذي حدث.
مرة أخري ليعرف أنه بعد عقد من إنشاء السبيل في وقت ما بين عامي 1828 و1831,تم توسيع السبيل,وأضيف دور علوي له خال من الزخرفة تقريبا,مما يؤكد أنه بني لغرض عملي.وفي تلك السنة أجريت أعمال جديدة في المبني,كما تشهد اللوحة التذكارية المثبتة علي الواجهة.وفي ثلاثينيات القرن الماضي,أهمل السبيل وأصبحت حجرات الدور الأرضي مدرسة للبنات,وظلت المدرسة مفتوحة حتي زلزال عام .1992م ( مقالة بعنوان " سبيل محمد علي باشا تخليدا لذكري الأمير طوسون - إعداد الكاتبة : ميرفت أيوب - جريدة وطنى 22/10/2006م السنة 48 العدد 2339 )
*******************************************************
فكرة أنشاء قناة السويس فى عصر محمد على
اذ تولت مجموعة من المهندسين من خريجي مدرسة البوليتكنيك الشهيرة (*) فكرة أنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر البيض المتوسط وكانوا مفتونين بعظمة نابليون ويطلق عليهم اسم السان سيمونيين مشروع القناة وأتوا الي مصر في عصر محمد علي عام1832 وحصلوا علي اذن منه بالذهاب الي الموقع من جديد وتبين لهم أن البحرين مستويان وان مهندس نابليون أخطأ الحساب والتقدير.
وتسهب الوثائق في نقطة علاقة محمد علي بالسان سيمونيين حيث رفض فكرة حفر القناة إلا بشرطين:
1 ـ أن تضمن القوي العظمي حيادية القناة, وبالتالي استقلال مصر.
2 ـ أن تمول القناة بالكامل من الخزانة المصرية ولا يدفع فيها أحد مليما واحدا.
وبالطبع كان الشرطان مستحيلين لكنهما أظهرا حنكة وبعد نظر محمد علي في مسألة القناة.
***********************
تـرعـة المحمودية
انـدثرت الترعـة واضمحل شـأن الإسكنـدريـة واحتاجـت إلى ترعة أخرى في العصر الحديث شيـدها ألباني من الأناضـول، هو محمد علي باشا. هذه الترعة حملت اسم أحـد أبنائه هـذه المرة تـرعـة المحمودية. أجل ترعة المحمودية هي سبب ازدهار الإسكندرية في العصر الحديث. لقد مضى زمن طويل على الإسكندرية وهي مقطوعة الصلة بالقاهرة، وإبان العصر التركي والمملوكي كـانـت قلعة قايتباي التي أقيمت مكـان الفنار القـديم تستخـدم كسجن ومنفى للخصوم.
لقد صدرت أوامر محمد علي باشا السنية ببدء حفر الترعة عـام 1233 هـ 1819 م، وأن تعمق حتى تجري فيهـا المياه صيفا وشتـاء، وأمر حكام الجهـات بجمع الفلاحين للعمل- والكـلام هنـا للجبرتي- فكـانوا يـربطونهم قطارات بالحبال وينزلـون بهم من المراكب ومات الكثيرون منهم من البرد والتعب وكل من سقط أهالوا عليه تراب الحفر ولو فيه روح..
لقد انتهت الترعة، وانتهى حفرها عام 1840 وبلغ سكان الإسكندرية ستين ألفا، وفي عام 1848 بلغوا مائة وثلاثة وأربعين ألفا. مـن هذا الإحصاء تعرف ما الذي أضافته الترعة إلى المدينة التي تسلمها محمد علي باشا وسكانها لا يزيدون على الثمانية آلاف.
*****************************
قصر محمد علي في السويس
وفى 15/4/2007 م كشف حواس عن وجود اعتداءات صارخة على قصر محمد علي في السويس الذي استخدمه محمود سعيد باشا مقرا له خلال حفر قناة السويس، مشيرا إلى أن تلك الاعتداءات جاءت من مديرية أمن السويس ومصلحة الأحوال المدنية ومطافئ السويس وشرطة السويس وإدارة المياه بالمحافظة. وأشار إلى صدور قرار من وزير الثقافة عام 2005 باتخاذ خطة الترميم للقصر ومن قبله صدر قرار بإزالة التعديلات على القصر عام 2002، إلا أنه حتى الآن لم يتم إزالة الإشغالات، مطالبا بسرعة تدخل محافظة السويس لإزالتها
****************************
لقاهرة في عهد محمد علي باشا عرفت التنظيم والتطوير من خلال تركيز الصناعات والحرف في منطقة السبتية، بشمال شرق بولاق، وإزالة الأنقاض والقمامة من حولها، وردم البرك والمستنقعات المنتشرة فيها، وتحويل مساحات شاسعة منها إلي حدائق ومتنزهات،
حتي إن محمد علي أصدر قراراً عام ١٨٣١ ميلادية أمر فيه بتعمير الخرائب، وتحديد مساحتها، كما أنشأ في العام ١٨٤٣ مجلساً أوكل إليه مهمة تجميل القاهرة وتنظيفها. وفي العام ١٨٤٦ تم توسعة شارع الموسكي، وترقيم الشوارع وإطلاق الأسماء عليها.
كما عمل علي تشييد القصور الملكية الفخمة الموقعة بأسماء مصممين معماريين من إيطاليا وفرنسا، مشترطاً عليهم أن يعلم كل خبير هندسي منهم، ٤ مصريين، فنون العمارة والتشييد. وكان في مقدمة تلك القصور، قصر محمد علي باشا بحي شبرا الذي تم تجديده من قبل وزارة الثقافة منذ عدة سنوات، وقصر الجوهرة في قلعة صلاح الدين الأيوبي، وقصر النيل، وقصر القبة».
===============
(*) جريدة الأهرام 28/10/2006م السنة 131 العدد مقالة بعنوان " لأهرام ينفرد بنشر أهم ما يكشفه أرشيف ووثائق قناة السويس - نابليون والقناة.. حلم لم يتحقق - الرسائل اليومية بين ديليسبس وفوازان بك رئيس موقع الحفر " رسالة باريس: د. أحمد يوسف