<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

من خصائص النمو الجسمي في مرحلة المراهقة السرعة الزائدة ، وينتج عن هذا النمو السريع زيادة الوزن ، وطول القامة، كما تنمو الغذة النخامية والغدد التناسلية وتضمر الغدة التيموسية والصنوبرية اللتان تعرفان بغدد الطفولة، وكذلك تنمو الأرداف والثدي عند الفتاة كما تنمو عظام الحوض وينمو الشارب ويخشن الصوت ، كذلك ينمو الشعر فوق العانة وتحت الأبط وتمتاز هذه المرحلة بالنمو السريع في الطول والوزن، ويصاحب ذلك فقدان التآزر الحركي وفقدان الدقة في الأعمال الحركية .

ويقصد بالتآزر الحركي القدرة على ضبط الأعمال الحركية كحفظ التوازن والقدرةعلى القيام بعملين في وقت واحد في تناسق وتآزر، كالعمل بكلتا اليدين، أو كالتوافق بين حركات اليد وحركات العين، أو دقة حركات الأصابع والأيدي كما تظهر في الأعمال الميكانيكية . وتسبب عدم دقة حركات المراهق كثيرا من الضيق والمتاعب وخاصة إذا كانت تعليقات المحيطين به تعليقات جارحة فقد تسقط الأواني من يد الفتاة بسبب فقدانها التآزر الحركي ، لكن المحيطين يقابلون هذا بتوجيه اللوم و العقاب ، أو بالسخرية أو بالاستهزاء، ويزيد ذلك من شعورها بالتوتر والضيق كما ينتج عن الزيادة الطفرية في الطول والوزن شعور المراهق بالكسل والخمول والتراخي، ويشعر أحيانا بالتعب والإعياء لأن النمو السريع يستنفذ قدرا كبيرا من طاقة المراهق كما ينتج سرعة النمو الإصابة ببعض الأمراض مثل الأنيميا، وفقدان الشهية ، وقد تشعر الفتاة بمغص في المعدة ، ويشعر الفتى بصداع مستمر ، ولكن معظم هذه الأعراض ترجع إلى أسباب نفسية ، وليس لها أسباب عضوية حيث تدل الفحوص الطبية على سلامة جسم المراهق فيلجأ المراهق للاحتماء بالمرض للهروب من مسئوليات الدراسة والمسئوليات التي تضعها الأسرة على عاتقه فيجد في المرض عذرا لعدم القيام بواجباته ، ومسلكا للتخلص من اللوم والعقاب ، على كل حال ينتج عن التغيرات الجمسمية السريعة حساسية شديدة لدى المراهق كما يصاب بحالات انفعالية حادة فبعض المراهقين يعتقدون أن هذا النمو يستمر إلى ما لا نهاية وبعضهم يخشى أن يؤدي هذا النموإلى تشوه في وجهه ، أو في جسمه ، وبعضهم يمشون على أطراق أصابعهم حتى لا يزعجوا المحيطين بهم ، وبعضهم لا يجرؤ على التحدث مع الناس لعدم ثقتهم في أصواتهم ، فلا يعرفون مقدما إذا كانت ستأتي مألوفة أم غير مألوفة . وتسبب التغيرات التي تطرأ على جسم المراهق كثيرا من المشكلات فلم تعد مثلا ملابس الطفولة تناسبه ، كذلك فإنه يأخذ في الاهتمام بهندامه ومظهره الخارجي، وقد يحمله هذا إلى مطالبه الأسرة بما لا تحتمله مواردها المالية . وقد يقضى الساعات الطوال يسرح شعره ويعد نفسه للخروج . ولا يقتصر الأمر على مجرد السرعة الفائقة في النمو الجسمي ، ولكن يختلف معدل النمو في الأجزاء المختلفة من الجسم ، فالأذرع تنمو قبل الأرجل ، والفك العلوي ينمو قبل الأرجل ، والفك العلوي ينمو قبل الفك السفلي ، واختلاف سرعة النمو .. يسبب شعور المراهق بالالم . كذلك تنمو الأنف نموا ظاهرا مما يجعل المراهق يشعر بالخجل ، وخاصة الفتاة تصبح حساسة لهذه الناحية . وفي مرحلة المراهقة يبدأ المراهق في إعادة النظر في مركزه في الأسرة ، وفي فكرته عن نفسه ، فتتعدل فكرته عن جسمه ، بل أن جسمه هذا يصبح مصدرا لكثير من القلاقل والاضطرابات ، فالنحافة الزائدة أو السمنة الزائدة أو الطول أو القصر ، أو عدم تناسق أعضاء الجسم يسبب كثيرا من المتاعب للمراهق و كما يميل المراهق إلى عقد المقارنات بين مظاهر جسمه عنده وعند غيره من المراهقين ، وقد يحمله هذا إلى ممارسةالألعاب الرياضية العنيفة وإلى ارتكاب المغامرات والأخطار ، وذلك لكي يثبت لنفسه ولغيره رجولته ، كما يهتم اهتماما كبيرا بعضلاته ويباهي بها . وتؤدي الصفات الجنسية الثانوية إلى حدوث بعض الاضطرابات للمراهق ، مثل خشونة الصوت أكثر من اللازم أو نمو الثديين أكثر من اللازم ، أو نمو الشعر عند الفتاة وما إلى ذلك ، ولذلك تلجأ الفتاة إلى إخفاء الاجزاء التي تطرأ عليها التغيرات عن أنظار المحيطين حتى لا تشعر بالخجل ، وحتى تقي نفسها من تعليقاتهم ويرتفع ضغط الدم عند البنين حتى يصل نحو 120 ملليمتر في بداية مرحلة المراهقة ثم يصبح 115ملليمتر في سنة 18.5 سنة ويؤثر هذا الضغط المرتفع بالطبع على النفسيةللمراهق ، ويؤدي إلى كثير من حالات الإغماء والإعياء والصداع والتوتر النفسي والقلق . ولذلك يجب ألا نطالب المراهق بالأعمال البدنية الشاقة حتى لا يؤثر هذا النشاط على حالته الصحية والنفسية ، كذلك يجب أن يعرف الآباء أن هذه الأحوال أمور طبيعية لا تستدعي القلق أو الانزعاج كذلك قد يعتري المراهق شعور بأنه يستطيع أن يقوم بأي عمل في الوجود مهما كان صعبا ، ولكنه سرعان ما يكتشف عجزه عن ذلك . وينبغي أن تكون نظرة المراهق لنفسه نظرة موضوعية واقعية وأن يقبل نفسه بما فيها من عجز وقوة ، فإن الرضا عن الذات أساس الرضا عن الغير وتتسع معدة المراهق اتساعا كبيرا ، ولذلك يميل ميلا كبيرا لتناول كميات كبيرة من الطعام ، وقد يحس بالحرج بين أخوته وأسرته ، ولذلك يلجأ إلى الحصول على الطعام من الباعة المتجولين أو من أي مكان آخر مهما كان نوع الطعام ، ولذلك يجب توعيته في هذه المرحلة بأنواع الغذاء الصحي الجيد وكميته . ويسبب نمو العظام شعور المراهق بالآلام في العضلات المتصلة بالعظام النامية ويحتاج ذلك إلى أن يتعلم المراهق العادات الصحية والسليمة، وأن يطبقها في غذائه ونومه وعمله وأن يتحاشى الإصابة بالأنيميا أو الإصابة بالتخمة ، فمثلا يحتاج جسمه إلى تسع ساعات نوم حتى يحصل على الطاقة اللازمة لنمو جسمه ، وعليه أن يتجنب الأعمال العنيفة والشاقة وهكذا فإن المراهق عليه أن يتقبل التغيرات الجسمية على أنها أمر طبيعي ، وعلى المدرسة أن توفر له من ألوان النشاط والهوايات ما يتناسب مع ميوله حتى لا يلجأ إلى ممارسة العادات السيئة ويمكن تحقيق ذلك عن طريق عقد الندوات التي يحضرها أولياء الأمور والطلبة معا لمناقشة مطالب المراهقين وحاجاتهم ومشكلاتهم ..

·     عرض حالة من العيادة النفسية :

من الحالات التي درسها المؤلف حالة فتاة كانت تبدو متاعبها الجسمية واضحة ، كانت هذه الفتاة من أسرة متوسطة وكانت أكبر أخواتها الثلاثة ولم يكن بينها وبين أمها الموظفة كثيرا من الصراحة ، ولذلك فجعت الفتاة عندما أصابتها دورة الطمث لأول مرة ، ومع ذلك لم تبح لأمها بما حدث لها، مما يدل على وجود حاجز وتكلف بين الفتاة وأمها ، وعلى كل حال ظلت تكتم هذا السر مدة طويلة ، ولكن أكثر شكوها كان يرجع إلى أنها تحس بالكسل والخمول والتراخي وانخفاض الروح المعنوية والإحساس بالكآبة والعبوس ، والرغبة الشديدة في النوم المتواصل والاستغراق في أحلام اليقظة والتأمل في مشاكلها مما جعلها تصاب بالسرحان، وفقدان القدرة على التركيز ، وكانت الأطباق تنكسر من يدها ، ولذلك كانت تلقى لوما شديدا من أمها التي كانت تقول لها أمام الناس " بنت مسطولة ودماغها مش في البيت " كذلك كانت تشعر بالمغص المعدي الحاد قبل دورة الحيض . ولكن تحسنت حالتها عندما وجه نظر أمها إلى حالتها وعدلت من غذائها ووفرت لها الغذاء جيدا لتعويض نموها السريع وآلام الحيض ، كذلك تخففت الأم من مطالبها وفيما كانت تلقيه عليها من أعباء .

المصدر: مجلة النفس المطمئنة السنة العشرون - العدد 81 مايو

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,408,210