<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إن الخيال بصفة عامة ليس بالشيء المنفصل عن الواقع ولا بالشيء الحر المطلق الذى لا يتصل بمجالات الحياة التى تعيش فيها ,بكل ما يكن له أو يفكر فيه , ما هو إلا حصيلة التجارب والخبرات التى اكتسبها نتيجة التفاعل المستمر بينه وبين المحيط الذى يوجد فيه .
فالخيال إذن : هو تلك القدرة على تصوير الواقع فى علاقات جديدة ونفس هذه القدرة هى القدرة على تقمص الأشياء وتمثيلها .
وبذلك فإن الخيال يعتبر نشاط نفسى تحدث خلاله عمليات تركيب ودمج بين مكونات الذاكرة والإدراك وبين الصور العقلية التى تشكلت من قبل من خلال الخبرات الماضية وتكون نواتج ذلك كله تكوينات عقلية جديدة .
وتعد عملية الخيال إحدى العمليات الأساسية التى يلجأ إليها الإنسان فى سعيه نحو الأفكار والتصورات والخبرات الجديدة وغير المألوفة ومن ثم تكاد تكون عملية مشتركة بين حب الاستطلاع والإبداع .
وبذلك يعرف الإبداع بأنه القدرة الخاصة بالخيال والتى تمكن الفرد من تفكيك الأطر والوجهات والإدراكية الموجودة لديه بدرجة تمكنه من إعادة تكوين أفكار ومشاعر وتصورات جديدة وتكوين روابط ذات معنى بين هذه الأفكار والمشاعر والتصورات .
وإن الله عز وجل حبا الطفل بميزة هامة فطرية وهى القدرة على التخيل الجامح والتخيل المستقبلى والتخيل التنظرى فالقدرة على التخيل ملتصقة بالطفولة وصفاتها والخيال يتعدد بتعدد مراحل الطفولة فهو ينمو مع الطفل من مولده ويتيح له الفرصة للتفكير والنبوغ وكذلك فالخيال العلمى هام جدا وهو خيال لازم لأى طفل , ومن خصائص الطفولة التخيل والخيل الجامح .
علاقة الخيال بالإبداع
إن الطفل ذا العقلية الابتكارية يتميز بخيال زائد ولذلك فإن الحديث عن الخيال وعلاقته بالابتكار والإبداع يعتبر محاولة لفهم المزيد من هذه العلاقة وتوضيح أهمية استثمار الخيال لدى الفرد المتعلم لما له من تأثير فى تنمية التفكير الابتكارى والإبداع .
ويرى ريتشارسون 1969 Richardson بأن الخيال هو المعالجة الذهنية للصور الحسية وبخاصة فى حالة غياب المصدر الحسى الأصلى .
كما يرى يناك 1974 ـ vi neck بأنه الخيال هو نشاط عقلى يعمل على تجميع الصور العقلية الخاصة بالمدركات الحسية وإعادة تشكيلها بطريقة مبتكرة ويمكن الاستدلال عليه عن طريق ملاحظة السلوك الظاهر عليه الذى يتخذ أشكالا مختلفة لدى الفرد وقد اهتمت الدراسات لتثبت أن الخيال هو فى حقيقة الأمر عنصر أساسيا وفعالا فى منظومة التفكير والنشاط العقلى بشرط أن نستثمره استثمار جيدا ,وأن تنميته بما يرفع من مجرد كونه نشاطا عقليا طليقا غير متعلق بهدف إلى أن يصبح نشاطا ايجابيا يسهم فى تحقيق حالة التوافق النفسى والارتقاء السلوكى لمن يقومن به وقد ربط بعض الباحثين بين حب الاستطلاع والخيال والإبداع باعتبار هما عمليات متفاعلة متكاملة تسعى فى النهاية إلى الوصول إلى موقف أفضل يتسم بالجدية والملائمة كما تؤكد ماجى Maggee وديفز ـ Dav isa 1994 على أن الخيال مكون متضمن فى العمليات الإبداعية حيث أن الشخص المبدع يمتلك قدرة عالية على السيطرة على العمليات الانتباهية والتصرف ومعالجة الصورة العقلية وهوأقدر على تمثيل الواقع بشكل صورة مصرية .
كما توصيل فلورز Fiowers وجارين Garbin 1989 من أن الإبداع ينتج عن أحد المواقف الخيالية الثلاثة التالية .
1ـ جهد يسير من العمليات العلاجية والتحويلية للصور لتكون تمثيلا جيدا
2ـ توليد تلقائى لتمثيل جديد .
3ـ تمثيل جديد لا يخضع للعمليات المقصورة ..
كما توصلت دراسات أخرى مصرية عن وجود علاقة بين الخيال والإبداع فى قدراته الثلاثة ( الطلاقة ـ والمرونة ـ والأصالة ) ..
ويتضح من ذلك أن كلا من الخيال والإبداع جزء من الأنشطة العقلية للفرد وهذه الأنشطة لا تلعب أدوارها لا تنشيط بمعزل عن بعضها البعض حيث نجد أن الخيال هو أحد آليات الإبداع الذى بدوره يدعو لمزيد من الخيال الذى ينتج عن مستوى أعلى من الإبداع والخيال لا ينشط إلا من خلال حاجة فرد ما لأن يلملم الواقع الذى يعيشه بحيث يصل فى النهاية للواقع المضطرب ..
سلوكيات الإبداع والخيال العلمى :
قد أكد بعض علماء النفس وعلماء التربية مثل لوفينفيلد V.L ouvenfeld وبريتين W . Brittain أن الإبداع يكتشف أو يظهر لدى الأفراد الذين تتوافر لديهم الدافعية وحب الاستطلاع والخيال وإن هذا الإبداع يتجلى فى سلوكيات مثل :
1ـ البحث والاكتشاف للإجابات والحلول الجديدة للمشكلات ..
2ـ القيام بإعادة تنظيم عناصر المشكلات الحالية لاكتشاف علاقات وحلول جديدة لها ..
3ـ التمتع بقدر كبير من الانفتاح على المجهول الجديد ..
4ـ الاتصاف بالمرونة وعدم الجمود ..
5ـ القدرة على التعبير عن الذات التباعدى أو الافتراضى أو الإبداعى وعدم تفضل أشكال التفكير التقاربى أو الالتقائى أو التقليدى ..
وسائل تربية وتنمية الخيال العلمى :
أن تنمية الخيال العلمى يعتبر هو المقدمة الأولى للابتكار والاختزال والذكاء باكتشاف العلاقات وتخيل التطوير والتحديث لما يفكر فيه الإنسان ..
ولذلك يحتل خيال الأطفال فى المجال التقنى مركز مرموقا فى حياة الطفل الراهنة وفى حياته فى المستقبل وفى حياة المجتمع بعد ذلك ..
فالخيال العلمى والتقنى هذا يعبر عن نفسه لدى الأطفال منذ سن مبكر فى آلعابهم وذلك فى تحليل الأدوات والأجهزة التقنية البسيطة وفى فكها وتركيبها فلابد من توجيه الأطفال باستمرار تفاديا لتكسير بعض تلك الأدوات والأجهزة أو تعطيلها أثناء عملية التحليل والتركيب ( الفحص والتمحيص ) ..
كما أن تنمية القدرة أيضا على الخيال تكون بأن يهييء الفرد لنفسه الفرصة بعد الرجوع من عمله ويحاول أن يسترجع ما معنى من صور وحوادث , يفضل هذا وهو مستلق على ظهره أو إذا شاء وهو هادىء غير متكلف وبذلك تتاح له الفرصة ليعيش الصورة والحوادث مرة ثانية ..
ولتربية وتنمية الخيال العلمى لدى الأطفال منذ سن مبكرة أهمية تربوية بالغة وهذا يتم فى المنزل والمدرسة وبوسائل عديدة لعل أهمها القصص التى يتلوها الكبار أو يرونها للأطفال بشرط أن تنطوى وأن تحتوى تلك القصص على مضامين أخلاقية ايجابية وأن تكون سهلة واضحة المعنى بالنسبة للأطفال وتثير اهتماماتهم وتداعب مشاعرهم المرهفة الرقيقة وكذلك يؤدى لتنمية الذكاء من هذا النوعين الأدب القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل فهى مجرد بذرة لتنمية الخيال العلمى وحب العلم وتجهيز الطفل وعقله وذكائه للاختراع والابتكار ..
وبذلك فإن كتب الخيال العلمى لها نصيب وافر من الاهتمام بتنمية ملكات الذكاء والتفكير لدى الصغير خصوصا .
وتعتبر الكتب العلمية المترجمة بالغة الأهمية لانفتاح الطفل على الحضارات المختلفة وتنمية خياله وتعميق وتوسيع معلوماته
ساحة النقاش