البراءة والذكاء والفضول والجمال الشكلي والروحي صفات متكاملة في الاطفال. وهذه الميزات اما تدعم لينشأ رجل أو امرأة ناجحين متفائلين في الحياة، أو أن دورة الحياة تقلص هذه المميزات ليحل محلها ما هو كريه ومنفر

وهنا يبدأ دور الأهل في بناء او تخريب هذه الشركة الضعيفة، أحيانا يذهبون ضحية أولى وأخيرة نتيجة المشاكل الاسرية والحياتية متناسين عدم قدرتهم على التعبير والمواجهة.

ماذا يفعل الابناء عندما ينشب شجار بين الوالدين؟

'القبس' التقت مجموعة من الأطفال لتتعرف على مشاعرهم في ظل هذه الظروف.. فيما يلي التفاصيل:

ضحى ناصر (8 سنوات) قالت إنها تقف الى جانب والدتها لو حدثت أي مشكلة مع والدها لأنها تعتقد أن أمها تحبها أكثر ولأنها تلعب معها باستمرار، أما والدها فيظل غائبا عن المنزل طوال اليوم بسبب العمل الذي يرهقه.

ولاحظت ضحى أن والدها يعصب كثيرا، وبهذا بررت دفاعها عن أمها حتى من دون معرفة سبب المشكلة، لكنها أضافت بأن والديها يأمرانها بالدخول الى غرفتها عند حدوث أي شجار لكي لا تسمع شيئا مما يقال، وعلقت 'أنا ايضا أفضل ألا أسمع شيئا لأنني أتضايق كثيرا مما يحصل وأزعل عليهما وأخاف من النتائج'.

لا تتهاوشون

من جانبها عبرت رغد عبدالله (9 سنوات) عن حزنها الشديد لو حدث شجار بين والديها 'لأن الصراخ العالي والغضب يوتران البيت ولا نعرف ندرس أو ننام' وقالت رغد:

أنا أدافع عن أمي أكثر لأنها هي من حملتني في بطنها تسعة أشهر وتدرسني، وعلى الرغم من أن والدي لا يسمحان لي بالتواجد معهما عند نشوب أي شجار، ولكني اسمعهما حتى لو كنت في غرفتي، لأن الصراخ عال.

وأحيانا لا أتحمل فأخرج إليهما باكية وأقول لهما 'لا تتهاوشون'.

وأخيرا نصحت الصغيرة رغد الأهل بعدم افتعال المشاكل والالتفات لأولادهم أكثر، وختمت قائلة: ليتأكدوا من اننا نعرف كل شيء حتى لو كنا داخل غرفتنا.

أنا رب البيت

من جانبه استاء جاسم العنزي (11 سنة) من المشاكل التي تدخل البيوت وتخربها موضحا:

أنا سأتدخل بجانب أبي في كل الأحوال لأنه رجل مثلي، ولأن ابي كلفني بتحمل مسؤولية البيت اثناء غيابه، لذا أنا رب البيت مثله، ولكن لو زاد عيار التأنيب على أمي أقف بجانبها لأنها تحبني كثيرا، وتخاف علينا.

وتمنى جاسم أن يحاول الأهالي التخفيف من وطأة المشاكل ومحاولة حلها بهدوء وبابتسامة من دون الغضب الذي لا يفيد بشيء، هذا بخلاف ما أوصى به الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يتعامل الزوجان بحب وتفاهم.

أنا سند

ويشاركه في الرأي يوسف النصار، في الصف الرابع الابتدائي:

أنا سند وظهر لأبي في كل الأوقات لأنه يحبني كثيرا، ولا يغضب مني، مع أن أمي 'تشتريلي الألعاب' فليست الألعاب كل شيء.

وعبر يوسف عن تأثره من هذه الشجارات التي تؤثر فيه شخصيا لأن والديه سيجبرانه على الالتزام بالهدوء وعدم الخروج من البيت، هذا إذا لم يأمراه بفتح الحقيبة من جديد ودراسة الكتب مرة أخرى.

أنا كبيرة

وتساءلت دلال الطواري (10 سنوات) عن فائدة هذه الشجارات بين الوالدين، التي تؤثر في ابنائهما وتزعجهم، فلا يقدران مشاعرهم في ظل هذه الظروف المتخشبة، مشيرة الى تدخلها في صف والدها أكثر لأنه يشتري لها كل شيء تطلبه.

وأكدت دلال أنها تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وتسمع كل شيء، وتحاول مجادلة والديها وابراز دورها كمصلحة بينهما 'أنا صرت كبيرة وايد'.

يطردونني

وتطرقت سارة كلاء (12 سنة) في حديثها إلى أن الرجال أكثر افتعالا للمشاكل لأنهم أكثر عصبية من النساء، ودائما يفرغون ضغط العمل على زوجاتهم وابنائهم بعد عودتهم الى المنزل من دون وجه حق، واضافت سارة:

أنا أحب دائما سماع المشاكل خاصة لو اسمي مذكور في الشجار، وحتى لو طردوني سأستمر بالسماع (انخش ورا الباب واسمع) لكي أعرف ماذا يحصل وكيف أحمي نفسي.

ونصحت الأهالي ألا يضايقوا أولادهم وأن يشتروا لهم كل ما يطلبوه وأن يلغوا الضرب من قاموسهم كما يحصل في المسلسلات التلفزيونية.

شيء طبيعي

وانتقل صالح عبدالكريم (13 سنة) الى الأسباب التي تثير الشجار ومنها الأمور المتعلقة بالأولاد والمدارس ومشاكل العمل وخلافات الرأي بين الزوج والزوجة، وتابع قائلا:

أهلي لا يتشاجرون كثيرا' ولكن في حال حدوث الشجار انسحب ولا أتدخل كي لا أزيد الوضع سوءا ولا أحرجهما. ولكن قبل انسحابي أحاول عادة تهدئتهما وأنا أقول ان سوء التفاهم شيء طبيعي بين أي زوجين.

ما تزفني

شريفة عبدالعزيز (7 سنوات) نظرت الى أمها مبتسمة وقالت:

سأدافع عن أمي لأنها 'ما تزفني حيل ولا تطقني، وربتني وتعتني فيني'.

وعبرت شريفة عن حزنها الشديد في حال تفاقم النقاش بين والديها قائلة: أسأل نفسي لماذا يتشاجران وأتدخل بسرعة وأهدئهما لأنه ليس هناك ما يستحق المشاكل.

وأضافت: إن أكثر الأمور التي تثيرني هي المشاكل التي أكون طرفا فيها، وأحب أن أعرف كيف يفكرون في.

 

 

المصدر: بوابة المرأة

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,407,879