العلاقة الجنسية الزوجية هى علاقة شرعية منحها الله للانسان من أجل متعته ومن أجل بقائه واستمرار عمارا للأرض .

والغريزة الجنسية فطرة فطرنا الله عليها وجعلها إحدى غرائزنا بل هى من أقوى هذه الغرائز , ثم لم تتركنا العانية الإلهية لمحاكاة الحيوانات فى اشباع هذه الغريزة , بل نظمت الأديان السماوية طريقة إشباع هذه الغريزة وقننتها فى إطار من الشريعة الزوجية حفاظا على كرامة الانسان وحفاظا على كيان الأسرة ومقومات المجتمع .

والانسان يمارس هذه الغريزة الجنسية اثباتا وحبا فى غريزة البقاء والاستمرارية من خلال الذرية ولا يمكن له ان يتخلى عن قدرته على  ممارسة الغريزة الجنسية والإ شعر بضياع الهدف من وجوده على الأرض , فلا الرجل يمكن له ان يتخلى عن رجولته , ولا المراة تقبل التنازل عن أنوثتها من هنا كانت أهمية الأمراض الجنسية فى حيانتا لما لها من تأثير على نفسية المرضى الذين قد ينفصلون عن ذاتهم وعن مجتمعاتهم , بل ويقضون على انفسهم وعلى مستقبلهم الأسرى , فى الوقت الذى يكون فيه العلاج اقرب ما يكون اليهم ولكنهم لا يلجأون اليه فى الوقت المناسب .

 الأمراض الجنسية   تخصص محير للمريض

  من يعالج مرضى الأمراض الجنسية ؟

أن اختلاط المسميات قد جعل المرضى فى حيرة من أمرهم , فقد اقترن تخصص الأمراض التناسلية بالأمراض الجلدية , والأمراض النفسية بالأمراض العصبية والعقلية , وأمراض النساء بالتوليد والعقم وجراحة الجهاز التناسلى بالمسالك البولية وكل هذا جعل المرضى فى حيرة من أمرهم إلى تخصص يتوجهون ومن أقدار من غيره على تشخيص حالتهم وتقديم العلاج  على الرغم من اقتراب نهاية القرن العشرين , إلا انه مازال حتى الآن لا يوجد تخصص مطلق فى الأمراض الجنسية بحيث يجمع فيه  المتخصص القدرة على التشخيص والعلاج لجميع الجوانب المتعلقة بالامراض الجنسية من الناحية العضوية الذكرية أو الأنثوية ومن الناحية النفسية والناحية الجراحية .

لذا فان مرضى الأمراض الجنسية يحتاجون إلى أكثر من تخصص لتشخيص حالتهم .

الخلاف قائم بين الطب النفسى والطب العضوى

  الأطباء النفسيين يؤكدون أن 7,90 من حالات الأمراض التناسلية يؤكدون أن 7,90 من الأسباب عضوية , وفريق ثالث من اخصائى جراحة الجهاز التناسلى يؤكدون أن معظم حالات الأمراض الجنسية إنما ترجع إلى أسباب جراحية وتحتاج فى علاجها إلى تدخل جراحى بينما نجد اخصائى أمراض النساء يؤكدون ان اهمال جانب الزوجة يؤدى إلى فشل علاج الزوج من الأمراض الجنسية إذا أن معظم اصابات الأزواج إنما ترجع الى أسباب عضوية أو نفسية عند الزوجة هى التى أثرت على الزوج وأدت إلى مرضه وهكذا يمضى الخلاف بين هذه التخصصات ذلك الخلاف الذى لم تحسم نتائجه بعد , والذى يكون ضحيته فى النهاية هو المريض الذى لا يدرى إلى أى تخصص يتوجه ومن يستطيع أن يقدم له العلاج الشافى .

لكن ...أين الأمراض الجنسية من هذه التخصصات

فى الواقع أن الأمراض الجنسية موجودة فى كل التخصصات ولكن بقدر محدود لا يسمح باستعياب جميع جوانب الموضوع لهذا فإن جميع هذه التخصصات مكملة لبعضها , ولا يمكن لأحدهم أن ينفرد بالتشخيص والعلاج والأ أتى التشخيص غير دقيق والعلاج ناقصا والنتيجة غير ما نأمل ان الحل الأمثل فى ايجاد فئة متخصصة تخصص مطلق فى الأمراض الجنسية بحيث تلم إلماما كاملا بكل ما يتعلق بها من أمراض الذكورة وأمراض  النساء وجراحة الجهاز التناسلى والأمراض النفسية وطرق علاجها لكن . إلى ان توجد مثل هذه الفئة المتخصصة هذا التخصص المطلق فان علاج الأمراض الجنسية سيظل أمرا مشتركا بين هذه التخصصات المختلفة .

العلاج النفسى بالعقاقير أم بالجلسات

 ان الاختلاف على الأمراض الجنسية لم يقتصر على التخصصات المختلفة , بل لقد امتد داخل التخصص الواحد , فالعلاج النفسى للأمراض الجنسية يقرره الأطباء النفسيون من خلال الأدوية والعقاقير , بينما علماء النفس والاخصائين النفسيين يؤكدون أن هؤلاء المرضى لا يحتاجون للعلاج الدوائى بقدر ما يحتاجون إلى جلسات التحليل النفسى والارشاد النفسى والتوجيه السلوكى والاهتمام بالصحة النفسية والتربية الجنسية للنشىء .

 العلاج النفسى بعد استبعاد الأسباب العضوية

 بالرغم من أهمية العلاج النفسى للأمراض الجنسية . ودوره الفعال فى شفاء الأسباب المسببة للمرض أو المصاحبة له أو الناجمة عنه إلا ان اللجوء على العلاج النفسى يجب أن يسبقه لجميع الأسباب العضوية التى تكون المسبب له , وذلك من خلال اخصائى الأمراض التناسلية وجراحة الجهاز التناسلى وأمراض النساء إذ ان اهمال الأسباب العضوية يؤدى إلى فشل العلاج النفسى بل ويؤدى إلى تفاقم هذه الأسباب وازدياد اضرارها وخطورتها على المريض .

 العلاج النفسى يصاحب العلاج العضوى

 من النادر مصابا بمرض جنسى عضوى لا يحتاج إلى علاج نفسى , وعلى الرغم من أن سبب الاصابة عضوى , إلا ان الاصابة عضوى , فلا ان الاصابة فى حد ذاتها تؤدى إلى عوامل نفسية كثيرة غالبا ما تزيد من شدة المرض وحدته فهى تضيف اليه أسبابا أخرى غير الأسباب التى أدات اليه لهذا فان مريض الأمراض الجنسية يحتاج دائما الى العلاج النفسى بجانب العلاج العضوى , والا تحول المريض من عضوى إلى نفسى مؤديا إلى نفس النتيجة المرضية مانعا من الشفاء والعودة الى الحياة الجنسية الطبيعية .

التنسيق بين العلاج النفسى والعلاج العضوى ضرورة حتمية لنجاج العلاج

 لا يمكن الفصل بين العلاج العضوى والعلاج النفسى لمرضى الأمراض الجنسية بصفة خاصة فالأمر دائما مقترن بالسببين معا , وبالتالى العلاج لابد أن يتم بالتنسيق بينهما , فلا يمكن لنا نهتم بالعلاج النفسى ونهمل العلاج العضوى , كما لا يمكن لنا أن نهتم بالعلاج العضوى على حساب العلاج النفسى وإلا كانت النتيجة سيئة كما أنه لا يمكن للمعالج العضوى دون التنسيق مع المعالج النفسى والإ شعر المريض بالضياع بين اختلاف وجهات النظر للأطباء المعالجين له , ان التنسيق فى العلاج بين الاثنين أمر هام وحيوى يجعل من الخط العلاجى خطا واحدا ويجعل من الهدف هدفا واحدا واضح المعالم يسهل الوصول إلى غايته من أجل صالح المريض

المصدر: دكتور/ حسين الانصارى

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,407,926