أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

 

 وهنا ما يناسب موضوعنا  بائع اللب أو الفشار أو المشروبات أو صانع الشاي ذهب إلى  ميدان التحرير يبحث عن رزقه ولم يكن فى نيته وعزيمته أدنى نية أو ميل أن يفجع فى حياته على الإطلاق ، بل بحث ليعمل يتطلع لان يكمل حياته ويتحمل أعباءه بشرف وأمانة أو حتى غير ذلك بشيء من الاستغلال وهو جائز لما يتحمله من مخاطر ومشاق ربما يتعرض لها وهذا غير مستبعد ، ومع ذلك فجع فى حياته سواء بالقتل بالرصاص أو خراطيم المياه أو مركبات الشرطة الغاشمة أو حتى حريق موقده نفسه أو جرفه الثوار له .

فكيف نحلل هذه النهاية وهل يعتبر من أبطال التراجيديا؟

لنذهب إلى الاحتمال الثالث للتراجيديا 

وقاعدته التى تقول : 

 قدر محتمل على البعض دون الآخر:

 

    وهى قدر محتمل على بعض الناس ، ولا يستطيع الإنسان المقدر عليه ذلك الفكاك منه على الإطلاق فهو نازل به لا محالة مهما فعل ومها أوتى من قوة ومن أسباب نجاح وتفوق غير مدرك ولا عارف به ، ولكنه يستطيع أن ينجح فى الابتلاء ويتحمل آثاره التى يرفل فيها أن يدحرها ويلتمس طريقا للنجاة منها بمجهود جبار وصبر عظيم ونية صادقة وعمل نبيل وطاعة كبرى ، ويسير بهذا العزم الكبير فى طريق غير محفوف بالمخاطر لأنه يتجنب الصدام مع القوة العليا غير معاتب لها على ما أنزلته به   مستعينا بها على ما قدرته وفرضته عليه ، متذللا لها أن تساعده لترفع عنه آثار البلوى والطامة الكبرى التى حلت به ، وهو لديه يقين أنها لن تبخل عليه بالمساعدة والمساندة   ولن ترده خاسرا ولا نادما  ، مادام معترفا بتفوقها وقدرتها وتفردها وغلبتها ، مقسما متعهدا ألا يعاندها أو يخرج عليها أو يصارعها  أو يجابهها ، والانسحاق أمام سطوتها وجبروتها وتسيدها ، شاكرا لها على ما أنزلته به ، راضيا بحكمها وقضائها ، آملا أن ينال رضاها وعفوها وسماحها ، عن طيب خاطر وبدون تذمر ولا غضب ولا عصيان   فينال مساعدتها وشفاعتها ورحمتها ومؤازرتها ورضاها ، فتخفف عنه ما هو فيه ، وتعيد له أسباب سعادته وأدوات تفوقه أو تعوضه بغيرهم ، وبذلك يستطيع معاودة استكمال حياته وما كان عليه من سعادة ونجاح وتفوق ، ويواصل طريقه نحو الحاجة التى يريد أن يحصل عليها والهدف الذى يريد أن يحققه ، وتساعده القوة العليا فى ذلك أيما مساعدة ، ولكنها بغير أسباب معروفة تفجعه وتنهى حياته بطامة كبرى ونهاية مؤلمة 0 إنه قدر من الله عليه ، والقدر من الله من أسراره العليا ، ومن الغيبيات التى ليس لنا الحق فى الجدال ولا حتى السؤال فيها ، وذروة الإيمان فيها أن نسلم بها.

 

كما قلنا فى التفسير الثالث من تفاسير التراجيديا

: إنسان ليس لديه أدنى ميل أن تنتهى حياته بفاجعة                   

             الموت حتمى على الجميع ، ولكن من تنتهى حياته بفاجعة بالقتل خطأ أو مصادفة  أو الحرق أو الغرق ، إن ذلك قدر الله عليه ، ولا نسأل لماذا ، ولا كيف ؛ لأنه من الغيبيات التى احتفظ الله بها لنفسه ولم يخص بها أحدا من عباده حتى سيدنا محمدا - صلى الله عليه وسلم  - ولذلك لا أستطيع أن أتجاوز حدودي وأقدم لها تفسيرا أو تحليلا ،

 ويفضل ألا تلجا إليها ، أو تسوقها فى نهاية الأحداث دون أن تسبقها بمبرر لما ستئول إليه حال بطلها ،

ولو أردت الحسن لبطل خير مثلا تنتهى حياته بالحرق أو الغرق أو ما شابه كما سنوضحها فى أنواع الشهداء ، فلتجعل موته بإحدى هذه الوسائل ، حتى نحزن عليه مثل الحزن السابق للشهداء ؛ لأنه من الشهداء ، من أهل الجنة والنعيم المقيم .

 

 

 

 

 

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 421 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,033