جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ولكم فى رسول الله أسوة حسنة · لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة التى كانت تحمل أسم يثرب , كان من أجل إهتماماته هو تكوين الدولة الأسلامية فى المدينة التى كان يسكنها نوعين من البشر اليهود وعرب المدينة . · وكان عرب المدينة ينقسمون الى قبيلتين عربيتين كبيرتين هما ما عرفا بإسم الأوس و الخزرج , وهما من القبائل العربية التى كانت تسكن اليمن والتى هاجرت وتركت اليمن بعد انهيار سد مأرب , ويرجع نسبهما الى عمرو بن عامر الذى يرجع نسبه الى قحطان الجد الأكبر لعرب اليمن , فجاؤا وسكنوا يثرب " المدينة المنورة " . وكانوا لا يدينون بدين سماوى . · ثم جاء اليهود من شمال الجزيرة العربية , وبالتحديد من فلسطين جنوبى الشام , هربا من بطش بختنصر قائد الجيوش العراقية الذى غزا الشام فى طريقه الى مصر . وكما هو معروف فإن اليهود يرجع نسبهم الى سيدنا يعقوب " اسرائيل " بن اسحق بن ابراهيم أبو الأنبياء عليه الصلاة و السلام . ويتحدون مع العرب فى أحد أبناء نوح وهو سام . ومن هذا جاءت السامية ومعاداة السامية تهمة العصر الحديث . · دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة رافعا شعار الدين الجديد وهو الأسلام , أما نسبه فهو من بنى هاشم أو بنى عبد مناف وجدهم هو قريش الذى ينتسب الى العرب العدنانية التى يعود أصلها الى سيدنا اسماعيل بن سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء . · وبالرغم من اختلاف النسب واختلاف الدين واختلاف الوطن و المنشا للأطراف الثلاثة التى سكنت المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية وهم :- المسلمون من مهاجرى مكة " عرب عدنانية " , الأوس و الخزرج العرب " عرب قحطانية " , اليهود . إلا أن الرسول عليه الصلاة و السلام استطاع ان يقيم دولة مازال العالم كله يتحدث عن عبقريتها وحضارتها . السؤال كيف ؟؟ · قام عليه الصلاة و السلام بتوحيد قبيلتى الأوس و الخزرج واصلح بينهما وسماهم " الأنصار " لأنهم هم من آمنوا بالرسول وبدينه الجديد وبايعوه بيعة العقبة . وبذلك قضى على ميراث طويل من العداوة و البغضاء التى كانت بين القبيلتين و التى كان اليهود يستغلونها للتفريق بينهما حتى يضمنوا عدم اتحادهم عليهم . ثم آخى الرسول بين المهاجرين و الأنصار فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البشرية حتى ان الأخ من الأنصار كان يقاسم أخيه المسلم من المهاجرين ماله وحتى زوجه إذا كان متزوج من أكثر من أمرأة فكان يعرض نسائه على أخيه المهاجر كى يختار ما يشاء فيطلقها بمحض ارادته ويتزوجها أخيه المهاجر . فتمت المؤاخاة بين أبناء الدين الواحد بالرغم من اختلاف الأصل و المنشا و الديانة سابقا فى الجاهلية ولكن نور الأسلام و الأخلاص له من الطرفين المهاجرين و الأنصار أضاء الطريق للكل . · يبقى العلاقة بين المسلمين و الآخر غير المسلم . إقرأ ما كتبه المفكر الكبير محمد عمارة " لعل الدستور الذي وضعه رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مع المهاجرين والأنصار لتحديد شكل دولة المدينة المنورة, ونظام الحكم فيها, ورعية هذه الدولة, وما لهذه الرعية ـ المتعددة في الدين ـ من حقوق وما عليها من واجبات, ولعلاقات هذه الدولة بالخارج, والمرجعية التي تحكم كل ذلك ـ.. لعل هذا الدستور ـ الذي وضع سنة 1 هــ سنة 226م ـ والذي سمي (بالصحيفة) و (الكتاب) ـ أن يكون أقدم دستور محفوظ بالكامل حتي الآن.
لقد صيغ هذا الدستور صياغة دستورية محكمة في مواد بلغ عددها اثنين وخمسين مادة, نظمت القواعد الأساسية لدولة المدينة ورعيتها, بعد أن نزل الوحي بقسم كبير من القرآن الكريم, فكان ذلك دليلا علي أن القرآن, بالنسبة لدستور الدولة, هو الإطار الجامع للمباديء والروح والمقاصد والغايات, وليس هو النص الذي يغني عن الدستور, الذي يضم المواد الدستورية المحكمة في صياغاتها الدستورية.
ولقد استن هذا الدستور سنن التكافل بين الرعية وجماعتها في مختلف الميادين, سواء كانت تلك الميادين مادية أو معنوية.. فالأمة متكافلة ومتضامنة في الحق, وأن النصر للمظلوم .
وبرغم أن الحاكم للدولة كان النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وعليه ينزل وحي السماء بالقرآن الكريم.. أي أنه قد جمع الولاية الزمنية إلي النبوة والرسالة فإن هذه الدولة لم تكن دولة دينية, بالمعني الذي عرفته مجتمعات غير إسلامية, وفلسفات سياسية غير إسلامية ـ كسروية وقيصرية وكهنوتية ثيوقراطية ـ.. فهذا الدستور قد تميز عن القرآن, وإن لم يخالف روحه ومبادئه.. ورعية هذه الدولة لم تقف عند الجماعة المؤمنة بدين الإسلام, بل كانت رعية سياسية, اتخذت من المعيار السياسي والإطار الحضاري ميزانا حددت وميزت به الرعية من الأغيار.. ولقد استخدم هذا الدستور مصطلح الأمة ـ بمعني الرعية السياسية ـ وهو يعبر عن هذا البناء السياسي ـ الاجتماعي الجديد.. فنص علي أن المؤمنين والمسلمين هم, أمة واحدة من دون الناس], فهم أمة الدين وجماعته المؤمنة به ـ ثم نص علي أن اليهود العرب أمة مع المؤمنين, لليهود دينهم وللمسلمين دينهم].. فقرر التسوية في المواطنة وحقوقها وواجباتها بين هذه الرعية السياسية, وأقر التمايز والتعددية الدينية في داخل هذا الاطار القومي ـ الحضاري ـ السياسي, وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة].. فكانت دولة إسلامية ـ قومية ـ حضارية.. القيادة والادارة فيها للمسلمين.. والاطار الحاكم والجامع ـ المانع في تحديد الرعية وتمييزها عن الغير قومي حضاري لا يستبعد غير المسلمين, الذين ارتضوا الحياة داخل هذه الدولة الواحدة.. التي يحكمها هذا الدستور.
كذلك تعلمنا ـ ويجب أن نتعلم ـ من هذا الدستور ـ أن أمة اقترن تأسيس دولتها الاسلامية الأولي بالدستور المكتوب, لا يليق أن تنكص علي أعقابها, فيحكمها الاستبداد, متحللا من ضوابط الدستور شكلا وفعلا ـ كما يحدث حينا ـ وفعلا ـ رغم وجود الشكل كما يحدث في كثير من الأحايين! أخى المنتمى الى تيار الأسلام السياسى أيا كانت جماعتك , أخوا مسلمين – سلفيين – جماعة إسلامية ...الخ أخى المنتمى الى تيار آخر سواء كنت ليبرالى أو علمانى أو يسارى أو ماركسى , أيا كانت عقيدتك أو الآيديولوجية التى تؤمن بها او تنتمى إليها تعالوا الى كلمة سواء هى مصر مصلحة مصر ومستقبل مصر وثورة مصر التى ضحى من أجلها أبناء أعزاء علينا , افتدوها بأرواحهم ونور عيونهم فهل من مجيب أخوكم
علاء أبوشامة
ساحة النقاش