علاء الأديب...الموقع الرسمي

الموقع الرسمي للشاعر والناقد والباحث العراقي علاء الأديب

<!--

<!--<!--<!--

شعراء منسيون من بلادي

الحلقة 7

عبد المحسن عقراوي

بقلم :علاء الأديب

 

 

مقدمة البحث:

.......................

لا أكتم القارئ سرّا بأنّ الشاعر المرحوم عبد المحسن عقراوي لم يكن قد جاء دوره بالبحث ضمن سلسلتي (شعراء منسيون من بلادي,إلاّ إنّ بحثي عن ناظم قصيدة كنت احفظها من صغري ومازالت ذاكرتي تحتفظ بها هي التي دعتني إلى الغور في البحث عن هذا الشاعر العملاق.

قصيدة (أرجوحة الأبطال) التي كان مطلعها

(لمّا سلكنا الدرب كنّا نعلمُ ..إنّ المشانق للعقيدة سلّمُ)

أذكر أنّي قد سألت عن ناظمها والدي رحمه الله فكان يظنّ بأنّها للشاعر والسياسي العراقي المعروف (صالح مهدي عمّاش) وكان شأن والدي شأن الكثيرين ممن كانوا يعتقدون بأن هذه القصيدة له.

ظلّ هذا الاسم المعروف عالقا بذهني الى يومنا هذا ولما بدأت ابحث عن مرجعيّة تلك القصيدة على الانترنيت لم أحظ بمعلومة تفضي الى عائديتها له ..وهنا ازدادت حيرتي.

حتى اتصلت بصديقي الشاعر العراقي الكبير( الأستاذ خلف دلف الحديثي) وهو في مهجره بمحافظة السليمانية بعيدا عن حديثة موطنه الأم .

لأسأله عن صاحب هذه القصيدة فأكد لي الرجل بكلّ ثقة بأنها للشاعر الكبير المرحوم (عبد المحسن عقراوي). وأكد بأنها من قصائد ديوانه الثاني (هشيم الغربة ) الصادر ببغداد عام ( 1981). ولم يستغرب أن تنسب هذه القصيدة لصالح مهدي عماش فقد كانت تلك القصيدة فعلا تنسب من قبل الكثيرين للثاني.

وهنا وجدت نفسي باحثا عن شاعر كبير قد طواه النسيان على الرغم من انه لم يرحل عنّا الى الرفيق الأعلى إلا منذ فترة لم تكن بعيدة.

رحم الله شاعرنا المرحوم عبد المحسن عقراوي.

وأطال الله بعمر صديقي الشاعر خلف دلف الحديثي الذي هداني لهذا الشاعر الفذ.

 

علاء الأديب

تونس – نابل

7-2-2016

 

ولادته:

.............

ولد الشاعر العراقي الموصلي عبد المحسن حسين محمد أيوب عقراوي وفق ما ورد عنه بكتاب أعلام الموصل في مدينة الموصل شمال العراق بمحلة شعبيّة تدعى (عمو البقال)عام 1938.

*وهذا ما اعترض عليه الدكتور سيّار الجمل في تدقيقه لموسوعة أعلام الموصل – الحلقة الثالثة - 86 فقال :

لا أعتقد بأن مؤلف كتاب اعلام الموصل في القرن العشرين العلامة الدكتور عمر محمد طالب كان يغفل بأن الشاعر عبد المحسن لم يكن من عائلة عقراوي المعروفة .حيث أن عائلة عقراوي قد تبنته منذ صغره وتربى عندهم.

 

دراسته:

..........

أكمل الشاعر دراسته الابتدائية والإعدادية في الموصل

ثم دخل كليّة الآداب بجامعة بغداد عام 1958 إلاّ إنّه لم يكملها لظروف قاهرة.

 

عمله:

.......

*بعد أن ترك الدراسة في الجامعة عمل أولا موظفا في معمل الغزل والنسيج الحكومي بالموصل عام 1963.

*ومن ثم عمل محررا في جريدة الثورة العراقيّة عام 1969-1970.

*عمل محررا في مجلة ألف باء 1970 – 1978.

*عمل محررا أدبيّا في مجلة الطليعة الأدبيّة 1979- 1980.

*عمل محررا أدبيا في مجلة الجامعة التي تصدرها جامعة الموصل 1971-1978.

 

دواوينه:

.............

للشاعر أربع دواوين شعريّة صدرت مابين عامي 1976 - 1985 وهي:

*حصاد الليالي عام 1976

*هشيم الغربة عام 1981

*ملحمة كلكامش عام 1985

*شواطي العمر عام 1985

إضافة إلى مجموعتين شعريتين مشتركتين.

 

دواوين أخرى:

...............

كان الشاعر قد صرّح بحوار للإعلامي العراقي صبحي صبري الذي التقى في مقهى البجاري الواقعة قرب مبنى المتحف الحضاري بالموصل في الحادي عشر من كانون الأول عام 1985.بأنّه سيصدر دواوين اخرى هي:

*شذا السنين

*لهيب الدم

*صلوات العيون

*أشرعة الوجد

*أنفاس عاشقة

*أوراق منسيّة.

وقد نشر هذا الحوار بجريدة القادسيّة العراقيّة بتاريخ 21-11-1985.

 

ملحمة شعريّة تحكي تاريخ الأمة العربيّة:

...............................................

صرّح الشاعر رحمه الله بذات الحوار المذكور سلفا بأنّه كان يعكف على كتابة ملحمة شعريّة تزيد عن خمسين ألف بيت من الشعر تتضمن تاريخ الأمة العربيّة منذ فجرها الأول وحتى اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) .متخذا من الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم )محورا لها وكان الشاعر حينها قد قدّم الجزء الأول منها للطبع.

بداياته الشعريّة:

......................

*كان الشاعر مولعا بسماع الأغاني منذ طفولته وحفظها عن ظهر قلب ويحاول تقليدها بكلمات مغايرة وبعفوية طفولية .حتى نمت لديه موهبة قرض الشعر.

*كتب عدة قصائد في بداياته شجعه عليها استاذه ذو النون شهاب.

*كانت أول قصيدة وهو بالصف الرابع الإعدادي ويقول في مطلعها

(أمل النسيم ..وكعبة النسّاكِ إنّ الحياة جهنم لولاكِ).

وبعد أن تم تصحيح هذه القصيدة من قبل استاذه ذو النون شهاب نشرها الشاعر في (المستقبل)

وهي النشرة المدرسيّة التي كانت تصدرها الثانوية الشرقيّة عام 1955 وقد كانت بعنوان (بين شاعر وشاعرة).

 

بين المدرسة الرومانسيّة والشعر الثوري:

...............................................

تأثر الشاعر المرحوم عبد المحسن عقراوي بالمدرسة الرومانسية وبروادها من أمثال (علي محمود طه المهندس وأحمد زكي أبو شادي والدكتور ابراهيم ناجي ومحمود حسن اسماعيل وإيليا ابو ماضي وغيرهم).

وسار على خطى هؤلاء حتى أيامه الأخيرة.

 

ولم يكن تأثره بالمدرسة الرومانسيّة هو التأثر الوحيد الذي ظهر على طبيعة اشعاره فقد كان للشعر الثوري سطوته أيضا على اشعاره ،فقد تأثر بالأشعار الثورية للشاعر سليمان العيسى وخاصة ماكان موجود منها بدواوين العيسى (رمال عطشى)و(مع الحب) و(شاعر وراء الجدران).

على الرغم من أنّ هذه الدواوين كانت ممنوعة من التداول في العراق من قبل السلطة آنذاك.

 

الشعر المسرحي:

..................

أحب الشاعر عبد المحسن عقراوي الشعر المسرحي وتأثر به وكانت لديه افكار تراوده لكتابة الشعر المسرحي إلا إنّني لم اتمكن من خلال بحثي هذا على العثور على أية محاولة له في الشعر المسرحي فلربما قد غادرنا الرجل الى الرفيق الأعلى قبل أن يحقق هذه الرغبة على ما أظن.

 

أقرب الواوين لذات والشاعر:

.....................................

لم يكن للشاعر ديوان قريب منه وبعيد عنه من دواوينه إلا إنّ ديوانه البكر (حصاد الليالي كان كولده الأول الذي فرح به عندما رأى النور عام 1976 وهذا ماكان يصرّح به الشاعر بكلّ مناسبة يلقي بها من قصائد هذا الديوان .

 

علاقة الشاعر بالقصيدة:

.............................

يقول الشاعر عبد المحسن عقراوي بأن القصيدة معاناة يعيشها ويفرغها على الورق .

فلكلّ قصيدة قصّة عاشها وهمّ قاساه.

 

يا ابنةَ الحلم يا عروسَ الزَّمانِ الصِّبـا فيـكِ، فاتِنُ الريعـانِ

أنا قلبٌ، تعاورتْـهُ الرَّزايـا ظامئُ الحلمِ، واهنُ الخفقَـانِ

ينهشُ الداءُ منـهُ، فهو بقايـا صبَواتٍ، بسـاحةِ الحِرمـانِ

وجهيَ الأصفرُ الكئيبُ حروفٌ رسـمتْهـا أناملُ الأشـجانِ

في الثلاثيـن، والعذابُ يمصُّ الرُّوح مِنِّـي .. كَدَبَّـةِ الأفعُـوانِ

كلما قلتُ: ها هنـا طيفُ حُبٍّ هربَ النّورُ، والظلامُ احتواني

 

الشاعر والشعراء:

.........................

 

أحبّ الشاعر (طرفة بن العبد ) من شعراء الجاهليّة .و(نزار قباني وبدوي الجبل ) من شعراء العصر الحديث.

 

الشاعر والطموح:

.........................

على الرغم من انّ الكثيرين ممن يعرفون الشاعر عبد المحسن عقراوي شاعرا يؤمنون حق الإيمان بشاعريته إلا انه عندما سئل عن طموحه في الحياة أجاب : (طموحي أن أكون شاعرا).

 

ما قيل في الشاعر :

.......................

*يقول عنه الدكتور العلامة ابراهيم خليل العلاف بمقال نشره في جريدة الحدباء الموصلية بتاريخ 23-4-2002.

كان عبد المحسن عقراوي مالئ الدنيا وشاغل الناس بزمانه وكان مثيرا للجدال لما يتمتع به من شخصية بوهيمية عبثية مع انه كان على المستوى الشخصي والسياسي ملتزما بقضايا وطنه وهموم أمته .

قد عرفناه إنسانا عفويا بسيطا لم يلتفت ألى نفسه ولم يحسن الدعاية لها.

*وقال عنه الشاعر الدكتور حيدر محمود عبد الرزاق إن عبد المحسن عقراوي يعد أغزر شاعر عرفته الموصل في تاريخها الحديث . وكان شديد الأنحياز لقضايا امته المصيرية.

*وقال الشاعر عبد الوهاب اسماعيل في شعر عبد المحسن عقراوي بأنّة قد وجد فيه صوت جيل بكامله . صوت جيل حافظ عاى ابجديات الكلم . وخاض ملاحم الصبر والجهاد والتضحية كي يورق الأمل في النفوس العطشى وفي القلوب والضمائر.

 

 

وفاته:

...........

تغلبت ظروف الحياة ومعاناة المرض على الشاعر وافقده حادث طريق نعمة السير على اقدامه

والمشاركة في الحياة العامة حتى توفي عام 1995 بعد معاناة طويلة مع المرض العضال.

رحم الله شاعرنا عبد المحسن عقراوي

وحفظكم الله. نمن كلّ سوء.

وإلى شاعر منسيّ آخر من شعراء بلادي

أستودعكم الله

علاء الأديب

 

المصدر: دراسات وابحاث علاء الأديب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 485 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2016 بواسطة alaaaladeeb

علاء الأديب

alaaaladeeb
هنا ننثر الحروف زهورا . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

45,168