كتبت : نهلة محمد البشير درغوثي
" "سيبقى على الانسان ،بعد ان ينتصر على حدود المكان و الزمان ،ان ينتصر على حدود ذاته التحدي الاصعب "" -انسي الحاج
رغم محنة الاعاقة و صعوبات المشي او البصر او الكلام ،استطاع العشرات من المبدعين في العالم ان يسطعوا و يكتبوا اسماءهم بحروف من الذهب في مدونة الابداع العالمي .
لا احد فينا يستطيع ان ينسى ذلك المبدع الذي هزم العمى بموهبته و قدراته الموسيقية و يخرج من قرية "سمالوط" الى القاهرة ليشع و يكون نجم مصر و اشهر عازفي القرن انه عمار الشريعي الذي اكد ان العمى هو عمى البصيرة و ليس عمى البصر ،و لكن ابن النيل لم يكن الا سالكا لصراط ابن بلده "طه حسين" عميد الادب العربي و الدكتور الحاصل على براءة الدكتوراه الذي قصف سراديب الظلام الحالك و جعل من الكتابة عنوانا للضوء و اللمعان .
اما منذ سنوات قليلة ،فقد تابع الملايين على اليوتيوب فيديو بعنوان "فيلم عمار" نقل لحظات تعيين الشاب "عمار برقس" معيدا في جامعة دبي و هو المصاب بداء "فيردنج هوفمان" الذي سبب له شللا كليا في جميع اعصاب الجسم باستثناء اللسان و العين .فاي ارادة هذه التي جعلت منه قاهر المستحيل و قاتل العاهات!!!
كما كانت التونسية ريم العبدلي مثالا للقوة و العزيمة بعد ان تحدت قصر قامتها و عادت لارض وطنها بعشرات الميداليات الذهبية للعبة رمي الجلة .
و لم يخل العالم الغربي من نجوم سطعت في سماء التميز رغم الاعاقة ف"كريس بورك" تغلب على متلازمة داون و برز كبطلا مهما في السينما ،اما "نيك فيوتتش" الذي تابعنا صوره على صفحات التواصل الاجتماعي ،فلم يمنعه فقدان اذرعه و ارجله بالكامل من تعلم السباحة و العزف و من ثم تأسيس منظمة غير ربحية تحت اسم " الحياة بدون اطراف"
فما الذي سنقوله بعد هذه الامثلة؟ و كيف سنصف هؤلاء الذين حولوا نظرات الشفقة الى اعجاب و انبهار ؟!
