صورة ارشيفية من افتتاح قناة السويس الجديدة
كتب محمد الصبروت
أولت وسائل الإعلام البلجيكية اهتماما كبيرا بافتتاح قناة السويس الجديدة ، ووضعت صحيفة لا ليبر بلجيك #### La Libre Belgique #### على صدر صفحتها الأولى صورة للرئيس السيسى برفقة الطفل الذي ارتدى أمس الزى العسكري تحت عنوان " قناة السويس واجهة مصر السيسى".
وأكدت الصحيفة من خلال مراسلها الخاص بالقاهرة ، علي أن افتتاح قناة السويس الجديدة يعد بمثابة مشروعاً فرعونياً تفتخر به مصر كثيرا ، مستشهدة ببعض ما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي " إن هذه الأمة العظيمة تستحق أن نبذل من اجلها جهود حثيثة رجال ونساء مسيحيين ومسلمين الكل سواء".
وأشارت إلى مراسم الافتتاح الأسطورية ، وإختيار فرنسا لتكون ضيف الشرف ، وجلوس الرئيس الفرنسى على يسار القائد المصري مع مجموعة من قادة الخليج وكذلك رئيس الوزراء الروسي بالإضافة إلى المشاركة البلجيكية الملحوظة بنائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد كريس بيتر.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الاحتفال إنما يجسد فخرا كبيرا للشعب المصري " وليس أدل على ذلك من قدرته على جمع ما يعادل 8 مليارات دولار فى ثماني أيام فقط لتمويل هذا المشروع العملاق ، فالشعب المصري كان بحاجة إلى مشروع قومي يلتف حوله ليصنع من خلاله المعجزات وهو ما يفسر البعد الفرعوني للمشروع" وفقا لما سبق وأن أكد عليه احمد صلاح المستشار الإعلامي المصري ببروكسل.
وسعى مراسل الصحيفة لنقل نبض الشارع المصري وسعادته بافتتاح هذا المشروع العملاق فعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت 41 درجة إلا أن هذا لم يحول دون نزول المصريين للشارع للتعبير عن فرحتهم وفخرهم بهذا المشروع الذي عمل به 41 ألف مصري وشهد رفع أكثر من 250 مليون متر مكعب من الرمل الأمر الذي دفع الصحافة العالمية لان تحتفي بهذا المشروع مثلما ذهبت صحيفة ديلى نيوز لتخصص 32 صفحة فى عددها الصادر أمس الخميس تحت عنوان" القناة مشروع الرخاء".
وشددت الصحيفة علي أن الرئيس السيسى جعل من هذا المشروع العملاق وسيلة لرفع معنويات الشعب المصري، وإحياء صورة بلاده الدولية بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار.
ومن جانبها ، تناولت صحيفة دي مورجين #### De Morgen #### الناطقة بالفلمنكية الحفل الأسطوري لافتتاح قناة السويس الثانية ، وقالت إنه هدية مصر للعالم اجمع ، بعد أن نجح الرئيس السيسى في تحقيق فخر أمام العالم اجمع بافتتاحه قناة السويس الثانية ما يعد إعجازا حقيقيا على مدار عام ، لتبلغ شعبية الرئيس السيسى مداها وخاصة أن القناة الأولى تطلبت عشر سنوات عمل ، فى حين أن مشروع اليوم لم يستغرق سوى عام واحد فقط ، وهو ما لم يكف الرئيس السيسى عن تكراره أمس خلال الاحتفال.
وأضافت الصحيفة انه قد شهد حفل الافتتاح حضور آلاف المدعوين على رأسهم الرئيس الفرنسى ورؤساء دول وحكومات الشرق الأوسط وأفريقيا ، ونقلت عن نائب رئيس الوزراء البلجيكي الذي مثل بلاده خلال حفل الافتتاح قوله "إن هذا المشروع يمثل إنجازا وتحديا للشركتين البلجيكيتين المشاركتين فى حفر القناة الجديدة ، كما يعد بمثابة رخصة دولية لهم وللشركات البلجيكية التي أثبتت أنها خير سفير لبلادنا" .
وأوضحت أن قناة السويس تعد واحدة من أهم الطرق الملاحية في العالم ، اذ تعبر خلالها 50 سفينة يوميا ، وتمثل حلقة وصل هامة وقصيرة للغاية بين أوروبا وأمريكا من جانب وشرق أسيا من جانب آخر ، وأشارت إلى أهمية وانعكاسات القناة الجديدة على حركة الملاحة وخاصة فيما يتعلق بتقليص عدد ساعات الانتظار وزيادة عدد السفن المارة ، وهو ما ينعكس إيجابا على الجانب المالي للبلاد وخاصة فى ظل تراجع قطاع السياحة ، فى ظل طموح يهدف بالوصول إلى عائدات القناة الى 11.9 مليار دولار ، بالإضافة إلى المشروعات المرتبطة بالقناة التي يسعى الرئيس السيسى لتنفيذها .
ومن ناحيتها ، اهتمت صحيفة دي ستاندارد #### De Standaard #### الناطقة بالفلمنكية تحت عنوان " المعجزة المصرية" بالحفل الأسطوري الذي أقامه الرئيس السيسى بمناسبة افتتاح قناة السويس ، التى تيمثل معجزة حقيقية لمصر وللمصريين ، مشيرة الى وجود يخت ملكي مبهر.
كما قالت مجلة لو فيف لاكسبريس #### Le Vif l'Express #### تحت عنوان :" البيزنس في مصر كالمعتاد" في افتتاحية بقلم رئيس تحريرها #### Gerald Papy #### " يمكن أن تكون للدبلوماسية ذاكرة قصيرة ، ولكن الرئيس المنتخب السيسى تمكن بعد أربعة أعوام ونصف فقط من سقوط نظام مبارك على خلفية رفض الشارع له ، أن ينجز مشروع قناة السويس في وقت قياسي للغاية في اقل من عام واحد فقط ليعزز مكانته كرجل مصر القوى" .
وأضافت المجلة أن الحنكة السياسية للرئيس السيسى إنما تعد واحدة من المفاتيح الأساسية لعودة نشاط الدبلوماسية المصرية بمشروعه الأسطوري ، فقد سجل السيسى مكاسب ثلاثة حيث أجج المشاعر الوطنية مثل الرئيس عبدالناصر ، وفتح آفاق جديدة أمامه ، بينما يكمن المكسب الثالث فى إحداث انطلاقه اقتصادية لمشروعات عملاقة على ضفاف الممر الملاحي الجديد ، بالإضافة إلى إثبات قدرته الفاعلة للقوى الأوروبية والأسيوية التى تعد المستفيد الأول من هذا الممر الذي يربط بين البحرين المتوسط والأحمر اى يمكن وصف هذا التصرف بـ"ضربة معلم".