كان اسمُكِ في أبهى حُلَّـتِه

والناسُ على كفَّيكِ .. دراويشُ


بسرِّكِ ينجذبون


ترتبكُ الأرواحُ لفرطِ صبابَتِها


- إن أومأتِ -


ووحديَ للهذيانِ أَميلُ


ووهجُ الأشياءِ يوحدُ أعضائيَ


يقتادُ الرغباتِ المُرَّةَ للنخلِ الأقصى


- عندَ بدايتنا -


وعندَ كلامِ الوثنيين الموتى .. ينفرطُ العِقدُ


وتبداُ هدنتَها الأسماء

حرفٌ يعتلُّ لموتِ شوارعِنا


ويغادرُ معناه


حرفٌ .. ننساه

هل قلتِ :" صباحُ الخير"


.. اهتزتْ أركانُ الغرفةِ


وانفتحَ البابُ


توقفَ إرسالُ التلفازِ


تسرَّبَ طعمُ النعناعِ بكوبِ الشاي


وانزاحَ الظلُّ عن السنواتِ العشر ..


.. لعلكِ بادرتِ - هناكَ - الجارةَ


حينَ خرجتِ إلى الشارعِ


قلتِ : " صباحُ الخير "

يتلاشى روادُ المقهى


وتنكسرُ الأشباحُ الممتدةُ


من شارعِ "يوسف عباس "


إلى الزحفِ الأكبرِ نحو " دبي " بليلِ خميسٍ


غادره الأصحابُ القدماءُ وطعمُ الخروبِ


وتداعتْ لنساءِ العالمِ فيه .. الأشياء

الوطنُ المغلقُ في وجهِ بنيه


وطنٌ من تيه

الوجعُ المتصاعدُ من رسمِ الحنَّاءِ على كفَّيكِ الدافئتين


يحملقُ فِيّْ


يتخطى وخزَ مسافتِه


ويزيحُ خماركِ - هذا المفتونَ بما أسلفتِ لديّْ -


ليعيدَ النملَ الوحشيَّ إليَّ

أهلاً بهذا الوهمِ


تسرقُ منتهاكِ الأرضُ


إنْ بادرتِها بحكايةٍ رصدتْ ممالكَنا القديمةَ


زينتْ أستارَ كعبتِنا


بزهو ِالصاعدين إلى السماءِ - دونما مدنٍ تعود -


واحتستْ خمراً لتكتب أنها عثرت على الدجالِ


ألقتْ وردةً للنيلِ


ليطوفَ مبتهجاً بكوكبِه البعيد

كلما أوغلتِ


ترتعدُ الحروب


ويرسمُ الموتى على أكفانِهم


طقسَ البَهَاء


يوسِّدونَ غناءَهم ..


كفَّاكِ باردتانِ .. هل شاركتِ في غزوِ العراق ؟ !

قريباً .. يرتديك البحرُ


اللانهايةُ..لو تواشيحٌ تدلتْ فوقَ ما أسلفتِ من مدنٍ


غمامٌ يبدأُ الركضَ الرحيمَ


بخمرِها تأتي البيوتُ


- بيتٌ واحدٌ يكفي -


ولكن ربَّما جهةٌ مؤجَجَةٌ من عهدِها الوثنيِّ


لمْ تخلعْ ملامحَها


ولمْ تسرعْ إلى تفاحِها المُلْقَى عندَ قارعةِ الذبول

من تجاويفِ الحَكَايا


يبدأُ الفخارُ رحلتَه.. وأنا أُحدقُ في التماثيلِ التي راحتْ


تُبدِّلُ في السُلالاتِ التي مرَّت


ولمْ تسألْ ..


منْ هؤلاءِ العابرون إلى الضفافِ ؟!


الراقدونَ على شفيرِ النارِ والفوضى


من هؤلاءِ الصاعدونَ إلى الهَبَاء

بخرافةٍ نسيتْ دِمانا


يبداُ المشوارُ لوعتَه


تفقدُ الأَشجار ُروعَتَها


وينفتحُ الكتاب


هذي البراري لا تحتاجُ وشوشةًً


ولا صمتاً يناورُ كيْ يخفي كبائِرنا


فأنا الفضيحةُ


والضحكاتُ لا تقوى على الكتمانِ


وهنا مطالعُ للبكاءِ وللرنينِ


ومعَ البقايا تسرجُ الأسماءُ صهوةَ ما تريد


وترتجي بعبورِها الأيامَ


شاردةَ الطريق

كيفَ أحوِّلُ الإحساسَ بالأَشجارِ قنبلةً


أو كيف أنزعُ عنْ مناسِكِ وَحشتي ألقَ الرماد ؟!

لمستْ حوافَّ الفجرِ عيناكِ -


اللتانِ تدلتا سقفاً لأسئلتي..


وموجاً للرحيل -


سرقتْ يداكِ مُدامةَ الدرويشِ


فاتكأ المريدُ لديَّ في قربانِ شَطْحتِه


وانكشفَ الستارُ


لا الماءُ أخبرني عن الآتينَ بعدَكِ


والمُدامةُ لم تَعُدْ تجدي


ولا الطَواسينُ الجديدةُ رتبتْ معيَ الفضاء


..هذا هتافُ البائسين


وصرخةُ المَوتى العِطَاش


.. قولي لرملِكِ أنْ يغيبَ ولا يناورُ مرتين


لأنني مُذْ جئتِ مُلقاةً على وجعِ الفراغ


تجادلتْ فيَّ الرمالُ..


جرَّبتُ راحةَ فتنةِ الهَذَيانِ


.. أسْرجتُ العَمَاء.

المصدر: حسين القباحى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 141 مشاهدة
نشرت فى 7 أكتوبر 2011 بواسطة akhbar

شبكة ساقية دار السلام الإليكترونية

akhbar
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

58,933

الحلم الذى أصبح حقيقة

  ساقية دار السلام ... 

من فكرة بسيطة راودت رئيس نادى الأدب بدار السلام الشاعر حاتم السمان  إلى حقيقة على أرض الواقع  مهدت الطريق أمام إكتشاف أجيالا جديدة من المبدعين فى شتى المجالات وفى عام واحد فقط وبإمكانات أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة أستطاعت أن تجذب إنتباه كل من سمع بها وأستطاعت أن تسرق كل  قلوب متابعيها.. عشقها أعضاءها فبادلتهم عشقا بعشق وحبا بحب...

أشرف السبع