كتب محمود البارودى
إنه في يوم الثلاثاء الموافق 4 من اكتوبر الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا كان يسود جو الهدوء والعمل في قرية القوصة التابعة للبلابيش قبلي مركز دار السلام محافظة سوهاج ثم قطع هذا الهدوء سيارتان ربع نقل احداهما خضراء اللون والثانية بيضاء ولا تحملان ارقاماوكانتا تقلا اربعة افراد يحملون بندقيتين آلي من النوع الاسرائيلى وعند دخولهم القرية فزع أهل القرية وارتابوا فيهم وفي تحركاتهم دون وجهة محددة مما حمل اهل القرية على الاصطدام بهموعندما سألوهم عن وجهتهم لم يجيبوا باجابات محددة ومقنعة وتلعثمةا في الرد وانطلقوا بالسيارتين نحو شوارع القرية الضيقة حتى خرج اليهم اثنان من اهالي القرية بالسلاحوعندما امرهم بالتوقف زادوا من سرعة السيارتين مما جعل الاهالي يطلقون الاعيرة النارية عليهمفتوقفت السيارتان ونزل احدهم بالسلاح وتبادلوا اطلاق الناروفي ذلك الحين ظن باقي اهالي القرية انها معركة وخرج اكثر من سبعة افراد بالسلاح والكل يطلقون الرصاص العشوائي حتى اجبروهم على الوقوفونشب بين الاربعة افراد والاهالي مشاجرة كبيرة ورفض الاربعة الاشخاص عن الافصاح عن سبب وجودهمفي هذه القريةوبعد ذلك امسك اهل القرية بهم ولكن واحدا منهم هرب الى الاراضي الزراعية واستخدم جهازه الخلوي وابلغ اهل بلدته (حمرادوم) بما جرى قبل ان يمسك به اهالي القريةظن البعض بانهم لصوص والبعض الاخر استبعدوا هذا الشك قائلين _ مين هيسرق عز الضهر_وبعد مرور ساعة وربع الساعةجاء المدد من حمرادوم .. سيارتان تقلا افرادا عديدة من المسلحين وكان معهم (جرانوف) وتبادل الجميع اصلاق النار وسط ذعر كبير من اهل القرية _اطفالهم ونسائهم_ مما حمل اهل القرية على الافراج عن السيارتين والاربعة افراد وردهم الى اهلهموبعد ان تقصيت الحقائق علمت بان الاربعة افراد هاربون من احكام ودخلوا قرية القوصة هروبا من كمين الخزان الذي حاول ان يمنع اهالي حمرادوم من المرور بهذا الشكل المسلح ولكنهم قاموا باطلاق النار على الكمين مما اجبر الكمين على تركهم يمرون ويستردوا رجالهم من قبضة اهالي القوصةوالملحوظ في الموضوع وصول سيارة الاسعاف وحيدةدون جندي واحد او سيارة شرطة واحدة والسؤال الى متى هذا التسيب الامني الذي نحن فيه