<!--
<!--
اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة ، وتـعدد شواطئها ومياه بحرها بما لها من خواص طبيعية مميزة .
وقد انتشرت فى مصر العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد . والذي يفوق فى نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية فى العالم . علاوة على توافر الطمى فى برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفى العديد من إمراض العظام وامراض الجهاز الهضمى والجهاز التنفسي والإمراض الجلدية وغيرها ، كما ثبت أيضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن فى الرمال .
كما أكدت الأبحاث أن مياه البحر الأحمر بمحتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية . وتتعدد المناطق السياحية التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر وهى مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل : حلوان ، عين الصيرة ، العين السحنة ، الغردقة ، الفيوم ، منطقة الواحات ، أسوان ، سيناء ، وأخيرا مدينة سفاجا الرابضة على شاطئ البحر الأحمر والتي تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتي تزورها الأفواج السياحية وتأتى شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية .
وقد اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سوف يبعث ثانية بعد موته ليحيا حياة الخلود ولذا حرصوا على الاحتفاظ بأجساد الموتى عن طريق تحنيطها , والتحنيط عملية يقصد بها قدماء المصريين , كما راعوا دفن جثث الموتى بعيداً عن رشح المياه ووضعوها في قبور حصينة في الأماكن الجافة في الصحراء وفى داخل الأهرامات , وكانت هذه العمليات تتم فى ظل علوم طبية متقدمة واطباء أكفاء قادرين على استخدام كل ما تجود به الطبيعة من مواد صيدلية وكيمائية .
وقبل مولد المسيح بثلاثة آلاف عام أنجبت مصر " ايمحوتب " عميد الطب العالمي ورائده الأول بإجماع المؤرخين . ويعنى أسمه الهيروغليفي الذي يأتي في سلام " أنه الطبيب المعماري الوزير كبير الكهنة المرتلين , وفوق ذلك كله رافع أول صرح حجري في التاريخ : هرم الملك " زوسر " المدرج بسقارة .
ويوم كانت الانسانية بعد فى طفولتها الأولى أهدتها مصر فى " أيمحوتب " عبقرية طبية , ويقول عنه " جيمس هنرى برستد " وكورت زيته " أنه المخترع الأول لفن الطب بلا منافس . عبد فى منف كإله للشفاء . وقال فيه " أوسلى " : أنه أول صورة لطبيب واقعى , واصبح إلهاً شعبياً محبوباً .
وبتزايد الكشوف الأثرية التى تركها على مر الزمن بزغت الأهمية الطبية والعلاجية للعديد من المواقع فى أرجاء مصر مثل حلوان والفيوم وجنوب سيناء وسفاجا لما تتمتع به هذه الاماكن من مياه معدنية ورمال وكثبان قادرة على علاج وشفاء العديد من الامراض المستعصية فى عالمنا اليوم مثل الامراض الجلدية والروماتزمية .
ولقد أدركت الدولة الأهمية الطبية والعلاجية لهذه الأماكن فقامت على رعايتها والاهتمام بها حيث صارت من أرقى أماكن الاستشفاء العالمية .
وهكذا احتلت مصر موقعاً متميزاً على خريطة السياحة العلاجية وأصبحت مقصداً لراغبى الاستشفاء من جميع إنحاء العالم حيث يأتي اليها السائحون للاستمتاع بالمناخ الصحي والعلاج الطبي الطبيعي تحت رعاية أطباء متخصصين في جميع الفروع والمستشفيات الحديثة التي يتوافر بها أحدث الأجهزة العالمية يساندهم أخصائيون فى التمرين والعلاج الطبيعي على أعلى مستوى من الخدمة .إلى جانب تقديم برامج سياحية متنوعة لزيارة الأماكن السياحية الفريدة في مصر.
الاستشفاء الطبيعي بمصر:
تنتشر فى مصر مئات من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية , تختلف فى العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30 , 73 درجة مئوية. وقد أثبتت التحليلات المعملية احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت مقارنة بالأبار المنتشرة فى شتى أنحاء العالم كما تحتوى هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية من أمثال كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم والحديد .
كما أظهرت القياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة فى هذه الموارد المائية الطبيعية للأغراض الاستشفائية ويضاف الى ذلك انتشار آبار المياه الطبيعية النقية الصالحة للشرب , والتى توسعت مصر فى استثمارها وإنتاجها على نحو إقتصادى فى السنوات الأخيرة فى إطار رقابة علمية صارمة على الجودة والمواصفات القياسية من حيث النقاء من الشوائب والطفيليات والجراثيم , ودرجة عسر الماء والتركيب الكيميائى , مما دفع بالعديد من الشركات الوطنية والأجنبية الكبرى الى التنافس للاستثمار فى هذا المجال .
ولم تكن رمال مصر أقل ثراء من مياها فقد أظهرت الدراسات احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة , وقد أدى العلاج بطمر الجسم أو الوضع المؤلم منه بالرمال لفترات مدروسة ومحددة الى نتائج غير مسبوقة فى عدة أمراض روماتزمية مثل مرض الروماتويد والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقرى وغير ذلك من اسباب الألم الحاد والمزمن , مما يحار فيه الطب الحديث.
حلوان:
تقع ضاحية حلوان على بعد ثلاثين كيلومتراً من قلب القاهرة الى الشرق من نهر النيل الذى تبعد عن ضفته بنحو أربعة كيلومترات , وترتفع عن سطح البحر بنحو أربعين متراً .
تتميز حلوان بجوها الجاف , ونسبة رطوبة لا تتجاوز 58% بالإضافة الى عدة عيون معدنية وكبريتية لا مثيل لها فى العالم من حيث درجة النقاء والفائدة العلاجية , وقد انشئ بها مركز كبريتى للطب الطبيعى وعلاج الألم والأمراض الروماتزمية .
ويرجع تاريخ العلاج بمياه حلوان الى عام 1899 , ثم جددت الحمامات عام 1955 , وقد أسس مركز حلوان الكبريتى للروماتزم والطب الطبيعى على طراز إسلامى عربى أنيق , وهو يضم 38 حجرة للعلاج بالمياه الكبريتية وغرفاً للاستراحة , وشاليهات لإقامة المرضى على بعد خطوات من أماكن العلاج وجميعها محاط بحدائق جميلة مما يجعلها المكان الأمثل لإقامة المرضى والناقهين .
ويضم المركز نخبة من الأطباء المتخصصين فى الأمراض الروماتزمية والطب الطبيعى يقومون بتوقيع الكشف الطبى الدقيق على المرضى قبل الشروع فى علاجهم , وبعد أن يحدد العلاج الملائم لكل حالة يوضع المريض تحت للاشراف الطبى الكامل طوال فترة علاجه وإقامته بالمركز . ويعد ملف خاص لكل مريض يحفظ بالارشيف الطبى للمركز للرجوع اليه عند الحاجة لتسهل متابعة المرضى فى ترددهم على المركز .
ومركز حلوان مجهز بما يأتى :
• جهاز للاشعة التشخيصية .
• معمل طبى متكامل لإجراء جميع الفحوص المعملية والتحليلات .
• قسم للأمراض الباطنية والقلب مزود بأجهزة حديثة لرسم القلب الكهربائى .
• حمام مائى كهربائى للعلاج المائى .
• حمام بخار .
• أجهزة للموجات فوق البنفسجية والموجات القصيرة والتيار الجالفانيك والفاراديك والموجات فوق الصوتية .
• الحمام الكبريتى الوحيد فى الشرق للتحركات والرياضة تحت الماء .
• حمام ثانى أوكسيد الكربون لعلاج أمراض الدورة الدموية , قسم خاص للعلاج بالطمى الكبريتى
• منتدى رياضى (جمينزيوم) شاسع ومزود بأحدث أجهزة العلاج الطبيعى والرياضة .
• قسم خاص بالرشاقة وإنقاص الوزن .
• قسم التدليك .
• التدليك تحت الماء .
• قسم الشمع .
الأمراض التى تعالج بمركز حلوان :
• الالتهاب العظمى المفصلي .
• روماتويد العضلات الليفى .
• التهاب الأعصاب والآلم الناجمة عنه .
• الشلل ووهن الأطراف .
• الأمراض العصبية والنفسية .
• مرض النقرس المزمن داء الملوك .
• أمراض الجهاز التنفسي التهاب الجيوب الأنفية المزمن , التهاب الشعب الهوائية , الربو الشعبى المزمن .
• الأمراض الجلدية ( الجرب , الإكزيما , حب الشباب , الصدفية . (
• تيبس المفاصل , والكسور الملتئمة المصحوبة بمضاعفات الالتئام الخاطئ .
• القصور المزمن بالدورة الشريانية للأطراف .
• التهابات المبيضين وأنابيب فالوب التي ينجم عنها العقم الأولى والثانوي .
• السمنة المفرطة والمرضية.
الواحات البحرية:
تتبع الواحات البحرية محافظة الجيزة , وتقع على بعد 365 كيلومتر الى الجنوب الغربى من مدينة الجيزة .
وتجمع المنطقة الى مقومات السياحة التاريخية والأثرية مقومات رائعة للسياحة العلاجية والاستشفاء البيئى .
ومن اهم المعالم الأثرية بالواحات البحرية مقابر الأسرة 26 , وجبانة الطيور المقدسة وبقايا قوس النصر الرومانى , وأطلال معبد إيزيس , وأطلال معبد يرجع الى عصر الإسكندر الأكبر كما تحتوى على مقبرة وادى المومياوات الذهبية التى تلقى الضوء على فترة بالغة الأهمية من تاريخ مصر فى بداية العصر الرومانى , حيث اكتشف عدد هائل من المومياوات الذهبية يبلغ العشرة آلف . وقد كان صاحب هذا الكشف العظيم عالم المصريات الشهير الدكتور زاهى حواس .
وفى مقبرة حاكم الواحات (الأسرة 26 الفرعونية ) اكتشفت مائة قطعة ذهبية رائعة بالإضافة الى العديد من التماثيل الذهبية للألهة .
ويوجد بالواحات البحرية نحو 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة التى اثبتت البحوث التى اجرتها الجامعات المصرية والمراكز القومية للبحوث والمراكز العلمية الأجنبية قيمتها العلاجية فى أمراض الروماتيوم والروماتويد والأملااض الجلدية , مما يؤهلها لأن تصبح من أهم المنتجعات العلاجية فى العالم لتميزها بالمناخ الجاف المعتدل والشمس الساطعة طوال العام.
والواحات البحرية ذائعة الصيت لدى سائحى وسط وغرب وشمال أوروبا الذين يقصدونها للإستشفاء وخاصة فى منطقة عيون بئر حلفا ذات المياه الدافئة التى تبلغ درجة حرارتها 45 مئوية , ومنطقة عيون القصعة ( 30 – 40 مئوية) , ومناطق الآبار الرومانية التاريخية وبئر البشمو الشهيرة التى تستمد ماءها من مصدرين أحدهما بارد والآخر ساخن ينتهيان الى مجرى صخرى عميق واحد.
منشأت السياحة العلاجية بالواحات البحرية:
تم بالفعل انشاء فندق العين السخنة على أرقى مستوى بالواحات البحرية .
ويضم الفندق 50 سريراً , و24 غرفة , وصالة للجمنيزيوم , وحماماً للسباحة وحمام ساونا . كما وضع حجر الأساس لمركز دولى متخصص للإستشفاء البيئى للإفادة من القيمة العلاجية لمئات الأبار والعيون الطبيعية المنتشرة بالمنطقة .
سيوة:
تقع سيوة الى الغرب من مرسى مطروح بنحو 300 كيلومتر , تحتل موقع الصدارة من بين الأماكن المثلى للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعى بمصر , وتتميز بالهدوء الشاعرى الساحر , ونقاء الجو , وصفاء السماء , واعتدال درجة الحرارة .
جبل الدكرور:
يقع فى الجنوب الشرقى من واحة سيوة , ويعتبره مواطنو سيوة جبلاً مقدساً ويقيمون عليه احتفالاً سنوياً فى شهر أكتوبر من كل عام بعد موسم الحصاد موسم الوادى يستغرق ثلاثة ايام ويشترك فيه جميع الأهالى .
اكتسب الجبل عند الأهالى منذ قديم الأزل أهمية علاجية فى الأمراض الروماتزمية وآلام المفاصل والشعور العام بالضعف والوهن .
ويقوم على العلاج شيوخ متخصصون فى طمر الجسم بالرمال(العلاج بالدفن )لفترات تتراوح بين ربع الساعة ونصف الساعة يومياً على امتداد أسبوعين فى أشهر الصيف , خلال ساعات محددة من النهار .
وقد ذاع صيت هذا النوع من العلاج البيئى حتى صار جبل الدكرور مقصداً مشهوراً للسياحة العلاجية يتردد عليه المصريون والإخوة العرب والأجانب على حد سواء .
العيون الساخنة:
تنتشر فى واحة سيوة عيون المياه المعدنية التى تستخدم للعلاج الطبيعى من عدة أمراض مثل الصدفية وأمراض الجهاز الهضمى والأمراض الروماتزمية
واشهر هذه العيون وأهمها جميعاً بئر كيغار التى تبلغ درجة حرارة مائها 67 مئوية وبتحليل مياه هذه البئر وجد أنها تحتوى على عدة عناصر معدنية وكبريتية تماثل العيون المعدنية بمنطقة كارلو فيفارى التشيكية الشهيرة التى يقصدها السائحون من شتى انحاء العالم كمنتجع للعلاج الطبيعى .
الوادى الجديد:
تعد محافظة الوادى الجديد من أكبر محافظات مصر حتى أنها تشغل نحو 37.6 % من المساحة الكلية لمصر .
يتجسد تاريخ مصر فى كل العصور فى الوادى الجديد , فتنتشر به آثار عديدة من العصر الفرعونى والبطلمى والرومانى والقبطى والإسلامى .
والوادى الجديد ذو طابع بشرى خاص إذ يتميز سكانه بعادات وتقاليد متفردة , كما يبرعون فى عدد من الصناعات والحرف التى أشتهروا بها منذ زمن طويل .
وينعم الوادى الجديد بمناخ رائع على مدار العام , يتميز بالجفاف والخلو من الرطوبة والشمس الساطعة والجو البلغ النقاء الذى لا تشوبه شائبة من ملوثات الجو فى المدن والأماكن المزدحمة بالسكان .
كما تنتشر فى المنطقة الرمال الناعمة الجميلة والأعشاب والنباتات الطبية التى تستخرج منها العقاقير والزيوت النباتية والعطرية . والمنطقة غنية كذلك بالعيون والآبار الطبيعية التى ترتفع درجة حرارتها الى 34 مئوية , وتحتوى على عدة عناصر معدنية عظيمة الفائدة .
آبار بولاق:
تبعد عن مدينة الخارجة بنحو 28 كيلومتراً الى الجنوب , وهى آبار عميقة متدفقة ذاتياً , تنبع فى عمق يبلغ 1000 متر , ودرجة حرارتها 28 مئوية , وتحيط بها مساحات من الخضرة . وأثبت التحليل المعملى احتواء مياهها على عدة عناصر معدنية ذات فائدة علاجية, وتنتشر بالقرب منها الكثبان الرملية الناعمة التى يمكن استخدامها للعلاج بالطمر فى الرمال ( العلاج بالدفن ) فى أمراض المفاصل مثل الروماتويد والالتهاب العظمى المفصلى , والآلام الناجمة عن ضمور غضاريف الفقرات الظهرية والقطنية والعجزية .
وقد اقيمت استراحة لخدمة رواد المنطقة , كما يقام حالياً بالقرب منها منتجع سياحى , ولا تبعد آبار بولاق عن الطريق العام الذى يربط الخارجة بقرية باريس , والذى يؤدى الى الأقصر ومنطقة جنوب الوادى كما أنها قريبة من المزارات السياحية والأثرية .
مجموعة آبار ناصر:
تقع على بعد 18 كيلومتراً جنوب الخارجة , وهى ثلاث آبار مختلفة الأعماق تتجمع مياهها فى حمام للسباحة تبلغ درجة حرارة ميائه 28 مئوية على مدار العام .
ويستخدم هذا المسبح لعلاج الأمراض الروماتزمية والآلم المزمنة والأمراض الجلدية وحصى الكلى المصحوب بالمغص الكلوى , واضطرابات الجهاز الهضمى.
وتحيط بهذه المجموعة من الآباررقعة من أرض خضراء ذات حدائق جميلة تحف بها الكثبان الناصعة ذات الرمال النقية الناعمة . وقد اقيم عليها مخيم يشمل أماكن للإقامة وكافيتريا لخدمة رواد المنطقة .
منذ حوالي 9 اشهر