ان القلب الذى طالما سقى بسُمِه الكثير من قلوب الناس وابعدهم وكان لا يألوا جهدا فى اقناعهم انهم على الحق وهم على الضلالة وكان يحثهم دائما على الكذب وعدم تصديق الحق ظنا منه انه الاوحد الذى يعلم الحق والباطل ولا غيره من هم اعلم منه واحق بالعلوم منه فلطالما ضحك على الناس بكلامه المغلف بالمعسول من الالفاظ والكلمات والمحشوة بالرقائق من العبارات والبيانات وهو يحوى بينهما سماً قاتلا وعلة لا يشفى منها فهذا القلب لن يشفى ابدا من مرضه ولا ينضب معين جوفه من السموم ولن يجف قاعه من دنس عيوبه وسمومه حتى يحين ذلك رب العالمين فلطالما عبث بقلوب العباد واضلهم عن الصواب حتى اصبح مظلما كظلام الليل الدامس حتى يبزغ الفجر الجديد بضوئه على العباد الغافلين فلربما شفى هذا القلب من اثامه وفرح بعد احزانه وانار بعد ظلامه
فالنور ياتى من الله والهداية من عند الفتاح حيث يفتح على القلوب بعظيم اياته وبنور سماته الهدى والصلاح ويشرق عليهم بالخير والفلاح والسعادة والهناء باذن الله رب العالمين