جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رسالة الى امى / لن انساكى
ان الامر جلل وخطير.كنا نحسبه هيناً فراينا عظيماً. انه الموت الذى يدخل كل مكان بلا رحمة ولا خوف. ياخذ من بين ايدينا اعز الناس واقربها الى قلوبنا. وكانه يضعنا فى اختبار لمدى قوته وقوتنا تجاهه. ولكنا قد علمنا مسبقا والكل يشهد ان لقوته سطوة ولنفوذه نفوذ .ومالنا حيلة امامه الا الخضوع والرضا بما كتبه الله علينا. فالمتفكر فى الدنيا من آدم عليه السلام الى يومنا هذا سيدرك اننا زائلون لا محاله. ما هى الا اياما معدودة. نقضيها وتنتهى بنا الى مثل ما انتهى بهم الحال .فى مكان مظلم معتم مهين ومخيف ومخزى لمن اهلك نفسه فى دنياه وغره طول الامل. وشغله الهوى عن العمل والجد وحسن الامل .
ومكان منير ومضىء ومشرف وامان لكل من جد وعمل لما بعد الموت. وادرك انه لامحالة الى ربه ومثواه عائد. والى مكانه الحقيقى سينتهى.
فامنيتى منذ خمس 5 سنوات هى زيارتى لاغلى واعز من وجد على الارض الى قلبى ووجدانى.
نعم كم انا متشوق الى مثل تلك الزيارة العزيزةٍ عليا والغالية. لمن ملكت روحى وقلبى قبل ان امتلكهما انا. لانسانةٍ ضحت من اجلى كل غالى لديها. لم تبخل عليا بقلبها وحنانها وعمرها وصحتها. جعلت من عمرها شمعة تحرق نفسها. حتى تضىء لى ما قد اظلمته الليالى. والله كم اتمنى واكثر ان تعود اليّ واضع حياتى وروحى بين يديها. وخدى تحت قدميها. ولن ارفعهما حتى ترضى او ابقى الى المنتهى.
ليس هنالك اغلى منهاهى من اتت بى الى الدنيا. هى من تحملت التعب والعذاب من اجلى.
كم كنت اتمنى ان لو طالت حياتها حتى استطيع ان اوفى بعضا من حقوقها. بل بعضا من بعض حقوقها. ولكن لم يعطنى القدر الفرصة. وتركتنى وحيدا اعانى الآهات والعذاب لوحدى على فراقها.
كم كنت اتمنى ان ترانى هكذا رجلا يثلج صدرها. ويقوى عزمها. ويريح فؤادها. ويقر عينها. فلطالما حلمت بيوم كهذا. يوم تتفاخر به بين الناس. بين اهلى بين جيراننا فى الشارع وتقول انا ام لابنى هذا. هاقد اثمر تعب الايام وسهر الليالى. هاقد حصدت ما زرعته من سنين. وشقيت به وافنيت عمرى فى رعايته وتصليحه. وضاع شبابى من اجل اخراجه للنور وظهوره بين الاغيار.
فلطالما حلمت وتمنت وايقنت ان اليوم قادم لامحالة. ولكن لم تكن تدرى ولا ادرى ان القدر قد خط سراه. وانفذ مراده. لم تكن تعلم ان الفراق قريب. وستبعد بيننا المسافات والاهات لا ندرى الى اين يصل مداها. ولا فى اى وقت يصيبنا حداها.فقد قال القلم كلمته. ونطق القدر بأمره. فبدأ الفراق...... فراق طويل لا ادرى متى سأنتهى لأقصاه
كم كنت اتمنى انى بجوارها الان. اطارح الارض بجنباتها. القى براسى على حجرها. اعفر خدى تحت اقدامها. وارتمى فى حضنها. علها تقبل اعذارى. وتحنُ لآلامى وانّاتى. وتشفق على حالى ومأساتى. وترضى عنى وتغفر ذلاتى .
فهل يا امى ترضيكى الدموع. ام هل يكفى فى حزنى آهات قلب موجوع. ام تشفع لى عندك ليالى اضنانى فيه البعاد والخنوع. فوالله لو كانت الدموع تشفى الجراح. لأسلت الدماء فى الليل والصباح. ولكن قد فات وقت الصياح.
امى يا زهرةً نبتت بالقلب تُفرحه *هل بعد السطوع فى الأُفق تحرقنى
لوكنتُ اعلم الغيبَ ما كنت منتظراً* ضياع الحب ولاالزهراءُ تتركنى
فهل تسمحى بقول يا زهرةَ القلب*غيابُكِ عن ناظرىّ أضنانى ومزقنى
ولكن ماذا اقول.... وقد قادها القدر لدار نحن اليها عائدون. هى فى انتظارى وانا فى لهفة للقياها. علّى استطيع ان اقدم مالم اقدمه اليها من قبل.
فيا امى تقبلى منى. فانى اليك عائد. وفى غيرك زاهد. ولقربكِ قاصد. وفى نومى ساهد. وفى اليقظة لغير صورتك ما اشاهد.
الى الخُلد ياأمى الى الخلدِ * فنسائم الحور ترقى برؤياكِ
الى الخُلد ياأمى الى الخلدِ * ولتسطع الأنوارُ من محياكِ
الى الخُلد ياأمى الى الخلدِ*فنور الحق قد اعلى من سجاياكِ
فلن انساكى يا امى مهما طالت بى الايام
رحمكى الله يا امى ويا ام كل انسان على وجه الارض ولنتذكر قوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا. صدق الله العظيم
المصدر: بقلمى
ساحة النقاش