زيارةٌ

حصان برأس كلب؟ إممممممممم أصدقك!

لم لا يكون كذلك وهل أحصينا عجائب الدنيا؟  

قالها أخي باسمًا، وهو يضع يده على جبهتي، يجس الحرارة!

ظهيرة يوم جامعي قائظ، أقلقني غياب زميلي عن محاضرة هامة، هاتفته عدة مرات بلا جدوى، أخيرًا رد علي بصوت واهن. هدأ روعي؛ حين علمت أنها مجرد وعكة خفيفة، لكنه ممنوع من الحركة. ناشدني زيارته؛ لقتل الملل. دونت العنوان في ورقة؛ فالذاكرة كثيرًا ما تخون. ازدردت طعامًا خفيفًا، وشربت عصيرًا مثلجًا، وأشرت لإحدى سيارات الأجرة،  ترجلت من (التاكسي) في النصف الثاني من العالم، حيث الظلال، والأشجار، وشقشقة العصافير. الشارع واسع ونظيف، لا أثر فيه لتلال القمامة التي تصافحنا يوميًا، ولا للأتربة التي تصفع وجوهنا، وتزكم أنوفنا، (الفلل) مرقمة متناسقة، عليها بصمات معمارية فريدة، كل منها ذات طابقين اثنين، تحيطها حديقة غناء، ويطوقها سور مرتفع، أعمدته الحديدية كالحراب المشرعة، رفيعة مدببة الطرف. تنتهي ببوابة حديدية ضخمة، تحمل لافتة مبهمة بخط صغير، لم أتبينه من بعيد.

وقفت ألتقط أنفاسي، وأجفف عرقي، وأبتلع دهشتي، شككت في العصير الذي شربته، هل سكان هذه الجنان بشر مثلنا؟ أسندت ظهري إلى السور، بحثت في جيوبي الكثيرة عن الورقة، لأراجع العنوان، أحسست بأنفاس حارة تلفح قفاي، التفت فزعًا، تلاقت أعيننا؛ فأطلقت ساقي للريح، لمحت اللافتة الصغيرة؛ وأنا أعدو بجوارها: احترس من الكلاب!

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2015 بواسطة ahmed1957eg

عدد زيارات الموقع

19,358