حكاية قبل النوم
تعتز بآرائها، تنافح عنها بضراوة، تخفي القصة بين طيات الكتاب المدرسي، تعكف عليها حتى النهاية، أمها الرؤوم تُكبِرُ تعبَها، تدور عليها بالشاي والقهوة، تدعو لها بالنجاح والتفوق، ترمقها بإعجاب، وقد شبت عن الطوق، وتفتحت زهراتها، تسرح في مغامراتها الطفولية الجنونية، تحمد الله على تحولها، وهدوئها، وتعقلها، يوم كانت في الثالثة من عمرها تأخذ مصروفها اليومي، وتختفي، يظنون أنها اشترت حلوى أو غيرها، ارتابت أمها يومًا فسألتها، أخبرتها أنها توفر في حصالتها، بعد مدة سألتها أمها عن الحصالة أين هي؟ فأشارت إلى صندوق القمامة أمام الشقة. بالطبع لم تجد الأم فيه سوى مصروف ذلك اليوم، فلم يكن عامل النظافة قد حضر بعد، أسعد أمها التهامها لطعامها؛ دون أن تتعلل بالشبع، وعدم الرغبة في الأكل كسائر الأطفال، اكتشفت أنها توزع طعامها على أترابها، وتعود من مدرستها تكاد تسقط من الجوع.
قالت الصغيرة والنوم يداعب أجفانها: - ها يا جدتي؟ أكملي...
قالت الجدة وهي تنظر إلى الساعة: - أصبحت طبيبة أطفال مشهورة، ثم هي الآن تشكو شقاوة صغيرتها وعنادها!
تبادلتا ابتسامة ذات مغزى والمفتاح يدور في قفل الباب!