افتراسٌ

مُنهمِكًا، في مُتابعةِ أحداثِ فيلمٍ مرعبٍ، أفقْتُ؛ على طرقاتٍ متلاحقةٍ؛ وجرسٍ متواصلٍ، لِبابِ العيادةِ الموصَدِ، هرعْتُ لِأفتحَ؛ في قلقٍ، ومن خلالِ النافذةِ؛ لمحْتُ البدرَ؛ ساطعًا في السماءِ. هرولَتْ لِلدَّاخلِ، ووضعَتْ جانبًا؛ حقيبةً بلاستيكيةً ضخمةً، صاحَتْ في فزعٍ؛ وعلى رقبتِها آثارُ دماءٍ: _لم أكنْ أتصورُ يومًا؛ أنْ يفعلَ بِي هذَا، علَى مدَى سنتينِ؛ كانَ مِثالًا لِلُّطفِ؛ والرقةِ، يهشُّ لي؛ إذا رآنِي، ويعانقُنِي؛ في حنانٍ، لا يُطيقُ غيابِي، لا يأكلُ؛ إلا من يدِي. استجمعتُ شجاعتي، وفحصتُ الثقبين النافذين؛ من آثارِ الأنيابِ؛ بعدَ الإسعافاتِ الأوليةِ، قلتُ في هدوءٍ مصطنعٍ: _سيدتِي؛ أنتِ في أمانٍ؛ ما لم يَنفَقْ؛ خلالَ أسبوعٍ! لم أتمَّ عبارتِي؛ حتَّى شعرْتُ؛ بِوخزٍ مؤلمٍ في ساقِي؛ بعدَ أنْ قفزَ شيءٌ؛ من حقيبتِها؛ تجاهِي؛ ثمَّ اندفعَ؛ من النافذةِ المفتوحةِ، لِيبتلعَهُ الظَّلامُ.  

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2015 بواسطة ahmed1957eg

عدد زيارات الموقع

19,372