أَوْهَامٌ
كُلمَا مَررتُ بِهِ، اقْشعرَّ بَدنِي، وانْتابنِي خَوفٌ مَجهولٌ، ذَلكَ السُّورُ الشَّاهِقُ، بِجوارِ مَدرستِي، تُعَشِّشُ في رَأسِي المُغامراتُ والأَلغازُ، أَتوهمُ أَنينًا خَافتًا، لِجنيٍّ مصفدٍ، يتحينُ فَركَ المِصباحِ، وأَشْباحًا هَائمةً، صَممْتُ على اسْتجلاءِ كُنهِهِ، طُفتُ حَولَهُ، وطَرحْتُ حَقيبتِي جَانبًا، تَسلقْتُ البَوابةَ الضَخمةَ، لِأُصبحَ فَجأةً، أَمامَ كَلبٍ كَالحِصانِ، لِحسنِ حَظِّي سَقطتُ لِلخارجِ، أَطلقتُ سَاقيَّ لِلريحِ حتَّى الْبيتِ، جَاءَ بِحقيبتِي لِلمدرسةِ، رَجلٌ بَشوشٌ، عَرفتُ أنَّهُ، خَفيرُ المَبنَى الخَالِي.