الصُّورَةُ
لا يُفارقُ السَّوطُ يَدَهُ، ولا تَعرِفُ الابتسامةُ طريقَها إلى محيَّاهُ، قَسماتُهُ حَديديةٌ، يَكادُ الشَّررُ يَتطايرُ مِن عَينيْهِ، والشَّرُّ مِن لِسانِهِ، يَمتلكُ أَجودُ أَراضِي القَريةِ ويُشاركُ الفَلاحينَ  زِراعتَها بِالمجهودِ، جِلسةِ الحِسابِ السَّنويَّةِ، يَودُّ أَحدُهم لَو يَنصرفُ مِنها كَفافًا، يَموتُ ويَخْلفُهُ وَلدٌ صَالحٌ، رَقيقُ الحَاشيةِ، اسْتضافَهم، فبَادرُوا يَفترشُونَ الأَرضَ، أَلحَّ عَلى كَبيرِهم لِيجلسَ بِجوارِهِ فَتمنَّعَ ثمَّ قَبِلَ علَى اسْتحياءٍ، أَذِنَ لَهُ ، فَتلعثمَ، وهُو خَطِيبُهم المُفوَّهُ، لَاحظَ ارتعاشَهُ وتَسمُّرَ عَينيْهِ عَلى الحَائطِ، بِهدوءٍ أَدارَ صُورَتَهُ فَسُرِّيَ عنْهم، وانْطلقَ لِسانُ الرَّجلِ مِن عِقالِهِ.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2015 بواسطة ahmed1957eg

عدد زيارات الموقع

21,474