الصُّورَةُ
لا يُفارقُ السَّوطُ يَدَهُ، ولا تَعرِفُ الابتسامةُ طريقَها إلى محيَّاهُ، قَسماتُهُ حَديديةٌ، يَكادُ الشَّررُ يَتطايرُ مِن عَينيْهِ، والشَّرُّ مِن لِسانِهِ، يَمتلكُ أَجودُ أَراضِي القَريةِ ويُشاركُ الفَلاحينَ زِراعتَها بِالمجهودِ، جِلسةِ الحِسابِ السَّنويَّةِ، يَودُّ أَحدُهم لَو يَنصرفُ مِنها كَفافًا، يَموتُ ويَخْلفُهُ وَلدٌ صَالحٌ، رَقيقُ الحَاشيةِ، اسْتضافَهم، فبَادرُوا يَفترشُونَ الأَرضَ، أَلحَّ عَلى كَبيرِهم لِيجلسَ بِجوارِهِ فَتمنَّعَ ثمَّ قَبِلَ علَى اسْتحياءٍ، أَذِنَ لَهُ ، فَتلعثمَ، وهُو خَطِيبُهم المُفوَّهُ، لَاحظَ ارتعاشَهُ وتَسمُّرَ عَينيْهِ عَلى الحَائطِ، بِهدوءٍ أَدارَ صُورَتَهُ فَسُرِّيَ عنْهم، وانْطلقَ لِسانُ الرَّجلِ مِن عِقالِهِ.
نشرت فى 19 مايو 2015
بواسطة ahmed1957eg
عدد زيارات الموقع
21,474