مُنعطَفٌ
فِي الحفلِ السنويِّ للخريجينَ، فغرَ الطلبةُ أفواهَهم دهشةً وإعجابًا، حيثُ تبارَى الضيوفُ في سردِ قصصِ نجاحِهم، متباهينَ بأنَّهم ورِثُوا العلمَ والثروةَ والمكانةَ الاجتماعيةَ كابرًا عن كابرٍ، فهمْ مِن بيوتاتٍ يشارُ إليها بالبنانِ. اختتمَ عميدُ الكليةِ الحفلَ بكلمةٍ، أشارَ فيها إلى طفلٍ مغمورٍ، كان يلهُو ويلعبُ، فأخذَه أهلُه ليتعبَ وينصبَ، في أرضٍ زراعيةٍ بِأعماقِ قرى الصعيدِ، لِيفوتَه قطارُ التعليمِ. ويسوقُ القدرُ ناظرَ المدرسةِ اليتيمةِ بالقريةِ، إلى زيارةٍ لهم، فتقعُ عينُه عليْه، ويؤنبُهم على إهمالِهم لَه، ويسعَى لِإلحاقِه بالتعليمِ، ويتولَى بِنفسِه تدريسَه، وتثقيفَه، فيتفوقَ في جميعِ مراحلِ التعليمِ، ثم ينالُ الماجستيرَ، والدكتورَاه، ويتبوأُ أعلَى المناصبِ، وحينَ أجابَهم عن اسمِ الطفلِ، التهبتْ أكفُّهم بِالتصفيقِ، ونسُوا ماسمِعُوه آنفًا.

المصدر: صفحتي على الفيس بوك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2015 بواسطة ahmed1957eg

عدد زيارات الموقع

21,500