درسٌ
هزَّنِي نحيبُ جارِي المكتومُ وأدمَى نشيجُه قلبِي، نسِيتُ سببَ خلافِي معَ زوجَتِي، ما زلْتُ سريعَ الغضبِ مندفعًا، آثرْتُ السلامةَ فغادرتُ البيتَ، وتركتُها تبكِي. قلْتُ: هوِّنْ عليْك ياعمِّي؛ ما أكثرَ النساءَ!، تزوَّجْ وانسَ، التفتَ إليَّ معاتبًا: عمُّك ماتَ يومَ ماتَتْ: منذُ أربعينَ عامًا لم تُغضِبْني يومًا، تسترضِينِي وأنا الظَّالمُ لها، كلُّ ما أمتلكُه بِحسنِ تدبيرِها، ورجاحةِ عقلِها، ما باتَتْ ليلةً إلا عروسًا، كم سافرْتُ فحفظَتْنِي في نفسِها ومالِي وولدِي، تعثَّرْتُ فأقالَتْ عثرتِي بِمالِها، وصبرَتْ على مُرِّ الحياةِ باسمةً، أفقْتُ على صوتِ القاريءِ بِصوانِ العزاءِ..هل حقًّا مرَّ عامٌ على حوارِي معَه؟ رجعْتُ لِبيتِيَ مُسرِعًا لِأستدرِكَ أمرًا.