آباءٌ وأبناءٌ

بيتُ أبي المتواضعُ بِالحيِّ الشعبيِّ، آوانا صِغارًا واقتسمْناهُ كِبارًا، كم تعجبتُ لِمَ لمْ يقتنِ أبي أرضًا على (الكورنيش)؟ ألم تكنْ تكلفتُها جنيهاتٍ معدودةً واليومَ تدرُّ الملايينَ؟ عاملُ النسيجِ الأميِّ الكادحِ عالَ سبعةَ أبناءٍ، أنفقَ عليهم كلَّ كسبِه، لم يقتنِ دراجةً  تقِيهِ عناءَ المشْيِّ إلى المصنعِ ذهابًا وإيابًا، ولا ساعةَ يدٍ تزينُ معصمَه، فرحتُه يومَ العيدِ في قلبِه وضحكاتِ أعينِ صغارِه، حينَ تكتملُ زينتُهم، تبوأتُ منصبًا رفيعًا، عشْتُ وأولادِي الأربعةُ عيشةً رغدةً في شقةٍ بِالعاصمةِ، بعدَ التقاعدِ لا أجدُ ما أمنحُهم إيَّاهُ سوَى دعواتِي، يسألُني حفيدِي: أينَ بيتُك يا جَدِّي؟ 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2015 بواسطة ahmed1957eg

عدد زيارات الموقع

21,489