زهرةٌ
تعلقَتْ بِالشيبِ الذي يزيدُه وقارًا، تعجبُها آراؤه الجديدةُ والجريئةُ، لا مبالاتُه بِالفاتناتِ اللاتِي يحُمْنَ حولَه، تزاحمُهنَّ مكتبَه بعدَ كلِّ محاضرةٍ، يسألنَ ويجيبُ، ألحتْ في طلبِ موعدٍ خاصٍّ، يقبلُ بعدَ لأيٍّ، تستفسرُ عن نظريةِ الكائنِ الجامعِ، يشرحُ سعيَ كلِّ المخلوقاتِ لِلجمعِ من الولادةِ لِلمماتِ، كالطيرِ والنحلِ والنملِ والقردةِ.... حتى البَّشرُ منهمْ مَنْ يجمعُ المالَ، أو الكتبَ، الأصدقاءَ، الاسطواناتِ، الطوابعَ، اللوحاتِ، الأسلحةَ..... يطولُ الحديثُ فيقدِّمُ لها شرابًا، سألتْه بِدلالٍ: وأنت ماذا تجمعُ يا دكتورُ؟ بينَ اليقظةِ والنَّومِ لمحَتْ شبحَ ابتسامتِه الغامضةِ وهو يقولُ: الزهورَ.