{ غُرْبَة }
*******
ما في المُقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ .... من راحةٍ فدعِ الأوطانَ واغتَرِبِ
يا غُرْبَةً ما لها في العُمْرِ مِنْ أمَدٍ .... حتى متى والنُّهَى هَمْلٌ بلا غَلَبِ ؟
حتى تَمنَّى ألو الألبابِ لو فَقَدُوا ..... زَهْوَ العُقولِ وهامُوا دونما سَبَبِ
أو أنَّهَم مِثلُ دَهْماءٍ فما احْتَسَبُوا .... للفِكْرِ وِقْرَاً وباتَ الرَّأسُ كَالْعُلَبِ
للعِلْمِ نُورٌ فما للخَلْقِ قد زَهَدُوا ..... مِنهُ الضِّياءَ فضاعَ العِلْمُ بالكُتُبِ
يا أمَّةً أحْرَقَتْ أذهانَ مَنْ نَبَغُوا .... فكُبْكِبُوا بَعْدَما كانوا مِنَ الشُّهُبِ
يا أُمَّةً هَمَّها في عَيشِها سَفَهٌ .... لا شيءَ إلَّا سَخافاتٌ مِنَ اللَّعِبِ
الجِدُّ أمْسَى طَريحاً في غَيابتِهِ .... واللهْوُ لا يَنْتَهي مِنْ كَثْرَةِ الشُّعَبِ
أُضْحُوكَةُ الغَرْبِ نَحْنُ العُرْبَ يا أسَفِي .... لم يَبقَ إلَّا غُلافُ الفَخْرِ والكَذِبِ
أيَّانَ نَصْحوا أم اجْتُثَّتْ ضَمائرُنا ؟ .... أنا المُعَنَّى بلا عِرْقٍ ولا نَسَبِ
سِوَى قَريضٍ مِنَ الألحانِ نَسْكُبُها .... نُنْعِي بهِ أنْفُساً مَلَّتْ مِنَ العَتَبِ
*************************************
البيت الأول للإمام الشافعي ..
بقلم سمير حسن عويدات